جوجل يحتفل بميلاد الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي

الفجر الفني

بوابة الفجر




لؤي كيالي  فنانٌ تشكيليٌ سوري من مواليد حلب بدأ أولى خطواته في الرسم في عام 1945.


مولده 

وُلد لؤي كيالي في مدينة حلب السورية في عام 1934 ودرس الفن في أكاديمية الفنون الجميلة بعد أن درس في مدرسة التجهيز في مدينة حلب. عرض كيالي أعماله لأول مرةٍ في عام 1952 حيث التقى الفنان السوري وهبي الحريري وشكلا صداقةً قويةً بينهما دامت لبقية حياة كيالي.


ساعد الفنان وهبي الحريري كيالي في الفن وقدّم له الكثير من العون والنصائح وعرّفه على الفنان فاتح مدرّس في عام 1955، والذي كان له الكثير من الفضل على كيالي في بداية طريقه الفني.

 

مثّل كلٌّ من لؤي كيالي والفنان فاتح مدرّس بلدهما سوريا في معرض بينالي في مدينة البندقية في إيطاليا، ولفتت لوحاتهما نظر العديد من الفنانين حول العالم الذين كانوا من أهم الحضور في المعرض.

 

تخرّج كيالي من أكادمية الفنون الجميلة في روما في عام 1961 وعاد إلى بلده سوريا، حيث بدأ مسيرته المهنية في بلده كأستاذٍ للفنون الجميلة في جامعة دمشق وكان الفنان فاتح مدرّس يعمل هناك كأستاذ في الفنون الجميلة أيضًا.

 

بدأ لؤي كيالي الرسم وهو في الحادية عشرة من عمره، حيث لاقى التشجيع من أهله وكل من يحيط به حتى نظّم أول عرضٍ لأولى لوحاته في مدرسة التجهيز في حلب في عام 1952.

 

تابع كيالي في مجال الفن، ولكنّه التحق بعد المدرسة الثانوية بكلية الحقوق في جامعة حلب في 1956، ولكنه لم يكمل مرحلته الجامعية وترك كلية الحقوق. شارك كيالي في السنة التي تلت تركه للجامعة بمعرضٍ يقام في الجامعة وفاز بالجائزة الثانية.


أُرسل كيالي في بعثةٍ من وزارة المعارف السورية إلى إيطاليا بغية دراسة الرسم بطريقةٍ محترفة في أكاديمية الفنون الجميلة في روما، وبعد أن ظهر اسم كيالي بسبب تصدره بين زملائه خلال سنواته الدراسية في الكلية، شارك في العديد من العروض والعديد من المسابقات وحصل على الجائزة الأولى في مسابقة سيسيليا والميدالية الذهبية للأجانب في عام 1959.

 

نظّم لؤي كيالي أول عرضٍ شخصيٍ له في روما في عام 1959 في صالة "لافونتانيلا" ومثّل بلده سوريا إلى جانب الفنان "فاتح مدرّس" في معرضه بعنوان "لابيناليه" في مدينة البندقية في عام 1960.

 

نال كيالي الجائزة الثانية في مسابقةٍ بعنوان "ألاتري"، ولم يتوقف بعدها عن تنظيم المعارض فأقام معرضه الخاص الثاني في صالة المعارض في مدينة روما.

 

تخرّج كيالي من كلية الفنون الجميلة وعاد إلى بلده سوريا وبدأ التدريس في ثانويات دمشق، وانتقل بعدها إلى التدريس في كلية الفنون الجميلة.

 

أقام كيالي معرضه الثالث في صالة الفن الحديث العالمي في مدينة دمشق، وكان ذلك المعرض من أهم المعارض الأولى له في مدينة دمشق بسبب تأثر الوسط الفني بأسلوب وتقنيات وأفكار كيالي.

 

أقام كيالي معرضه الرابع في نفس الصالة في عام 1962، وسافر بعدها إلى إيطاليا في عام 1964 حيث أقام معرضه الخامس في صالة "كايرولا" في مدينة ميلانو الإيطالية. أقام كيالي معرضه السادس في صالة " الكارنييه" في مدينة روما.

 

استمر كيالي في تنظيم المعارض الخاصة وعاد بعد معرضه السادس إلى سوريا مقيمًا معرضه السابع في المركز الثقافي العربي في مدينة دمشق في عام 1967، ورسم لوحةً بعنوان "ثم ماذا" كان لها أثرٌ كبير في هذا المعرض أدت إلى إبتكار 30 لوحة تتكلم عن معاناة المواطن العربي في مسيرة التحرر، وانتقل المعرض بعدها إلى العديد من المحافظات السورية مما أثار سخط الفنانين المحليين.

 

أقام كيالي معرضه الثامن في مدينة بيروت في عام 1971 ثم عاد إلى سوريا وأقام معرضه التاسع في صالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق في عام 1974، وعاد إلى بيروت بعد فترة وأقام معرضه العاشر هناك في صالة "وان".

 

نظّم كيالي آخر معرضين له في صالة الشعب للفنون الجميلة في مدينة دمشق؛ فكان المعرض الحادي عشر في عام 1976 والثاني عشر والأخير في عام 1978.

 

حياة لؤي كيالي الشخصية

سكن كيالي في الفترة التي اعتكف فيها بسبب اكتئابه في مدينة دمشق في منطقة معلولا، وتأثّر بها ورسم عن أبنيتها الحجرية، وعاش لفترةٍ قصيرةٍ في جزيرة أرواد السورية حيث رسم العديد من اللوحات التي لها علاقةٌ بالبحر والجو الساحلي.

 

أثّرت وفاة والد كيالي به بشكلٍ كبير، فزاد اكتئابه وخضع لعلاجٍ بسبب ذلك، ولكنه على الرغم من ذلك لم يتوقف عن المشاركة في العروض التي كانت تُقام في دمشق.

 

وفاة لؤي كيالي

توفي كيالي إثر حريقٍ شبَّ في منزله في حلب بسبب سقوط لفافة تبغٍ على سريره أضرمت النيران به، نُقل كيالي إلى المستشفى الجامعي في حلب ومن ثم إلى المستشفى العسكري في حرستا في العاصمة دمشق.

 

حقائق سريعة عن لؤي كيالي

أصيب لؤي كيالي باكتئابٍ شديد بعد النقد اللاذع له من قبل الفنانين المحليين إثر انتقال معرضه السابع بين المحافظات السورية، وتوقف إثر هذا الاكتئاب عن الرسم والتدريس ومزّق العديد من لوحاته، واعتكف في مدينة دمشق ثم عاد إلى مسقط رأسه في حلب.بِيعت العديد من لوحات كيالي بأسعارٍ عالية حيث وصل سعر لوحاته التي قدمها في إحدى معارضه في صالة الفن الحديث في دمشق إلى 350 ألف للوحة الواحدة وبيع حينها ما يقارب 37 لوحة. كانت تلك المبيعات من أفضل وأعلى المبيعات لأي معرضٍ فنيٍ في سوريا حينها.مدح العديد من الفنانين العالميين لؤي كيالي وفنه، وشبّه أحد الفنانين العالميين الوجوه التي يرسمها كيالي بالوجوه التي يرسمها "موديلياني"، وهو أحد الفنانين الإيطاليين المشهورين، وتمّيزت لوحاته بأسلوبٍ متفردٍ من وجوهٍ طويلةٍ وأجسادٍ نحيلةٍ تنبعث من عيونها نظرات حزنٍ وبرود.تناقلت العديد من الصحف شائعات انتحاره عنوةً، ولكن بغض النظر عن طريقة وفاته فإن خسارته كانت أليمةً على كل من كان يعرفه.أقامت نقابة الفنون الجميلة حفل تأبينٍ لكيالي بعد وفاته في دار الكتب الوطنية في حلب، يرافقه معرضٌ للعديد من أعماله في صالة المتحف الوطني في حلب.