أستاذ هندسة الطاقة: مصر تصنع التاريخ بتنظيمها منتدي غاز شرق المتوسط

الاقتصاد

الدكتور ثروت راغب
الدكتور ثروت راغب


قال الدكتور ثروت راغب، أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة البريطانية، أن منتدى غاز شرق المتوسط، من أهم المنتديات، ومصر تصنع تاريخ بتنظيمها هذا المنتدى، مشيرًا إلى أنه لم يكن لنا أن ننظم هذا المنتدي إلا بعدما باح لنا حوض البحر المتوسط بأسراره، واكتشفنا كمية الاحتياطي الضخم من الغاز والذي يقدر بحوالي أكثر من 300 تريليون قدم مكعب من الغاز.

وأضاف "راغب"، خلال حواره مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامح "صالة التحرير" على فضائية "صدي البلد"، اليوم السبت، أن مصر خلال عامين من الآن قد يصل إنتاج مصر من 8-10 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، وهي تنتج حاليًا 6.6 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، بينما نستهلك نحو 6.5 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، مشيرًا إلى أن اختيار مصر كمقر هذا المنتدى نظرًا للإحتياطي الموجود لديها، إلى جانب البنية التحتية القوية لمصر، حيث أن مصر بها محطتين إسالة للغاز، ومصر هي الدولة الوحيدة في دول الساحل التى تمتلك بنية تحتية لإسالة الغاز، فضلًا عن علاقاتها السياسية الجيدة مع باقى الدول.

واوضح أن هناك دول أخرى مرشحة للإنضمام إلى منتدى غاز المتوسط، حتى وإن كانت غير منتجة للغاز.

هذا وأثار انعقاد منتدى شرق المتوسط للغاز في القاهرة ردود فعل دولية واسعة، حيث أثنى عليه خبراء الطاقة حول العالم، والذين أكدوا أن مصر بدعوتها لإنشاء هذا المنتدى تخطو خطوة كبيرة على طريق تحولها إلى مركز إقليمي للطاقة.

هذه الخطوة تأتى بعد أن شهدت مصر اكتشافات ضخمة في الغاز الطبيعي، كان آخرها حقل ظُهر الذي تقّدر احتياطياته بنحو 30 تريليون قدم مكعب.

وقال الخبراء، وفقًا لموقع «اويل برايس» إن إنشاء المنتدى سيساعد مصر على تصدير الغاز المسال إلى أوروبا.

وتحت عنوان «مصر ترأس منتدى شرق المتوسط للغاز» كتبت وكالة أنباء الصين «شينخوا» أن الدول الـ6 المشاركة في المنتدى وقع اختيارها على مصر كرئيس للمنتدى بسبب اكتشافات الغاز الكبيرة التي انفردت بها مصر في الحقول البحرية في المنطقة والتي سيكون لها تأثير مهم جدا على تطوير الطاقة والتنمية الاقتصادية..

وأضافت الوكالة في تقريرها أن أهم ما سيسفر عنه هذا المنتدى هو الاتفاق على إقامة سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الدول الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب وتطوير البنية التحتية في تلك الدول وتوفير أسعار تنافسية.

أما موقع «سيبرس ميل» القبرصي، فقد أبرز تصريحات وزير الطاقة القبرصي جيورجوس لاكوتريبيس حول قرار إنشاء منتدى شرق المتوسط للغاز، والذي يرى هذا التجمع يشكل منظمة دولية جديدة، لها أهمية كبيرة بالنسبة للدول المشاركة ولقبرص ومواطنيها على وجه الخصوص.

ومن جانبها، قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن بلدان منطقة شرق البحر المتوسط اتخذت خطوة مهمة في تحقيق أحلامها في تعزيز إنتاج الطاقة مع اختيار القاهرة لاستضافة منتدى غاز شرق المتوسط الذي يضم 7 دول، وكذلك لتطوير اكتشافاتهم الجديدة من الغاز الطبيعي.

وأضافت المجلة أن إنشاء هذا التجمع الجديد جاء في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تنمية في مجال الطاقة لاسيما في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد سنوات من الوعود التي لم يتم الوفاء بها.

أما صحيفة « نيويورك تايمز» الأمريكية، فقد قالت إن دول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى الحد من الاعتماد على الغاز الروسي بسبب الخلافات السياسية، الأمر الذي شجع على إيجاد طرق أخرى لاستيراد الغاز، ولذلك تسعى الدول الأوروبية لاستيراد الغاز من مصر ودول أخرى.

وقالت الصحيفة إن المنتدى الذي استضافته مصر سيحولها إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز، كما أن هذا التجمع من شأنه تعزيز اقتصاد هذه الدول، والتي من المتوقع أن تشهد نموا اقتصاديا مزدهرا هذا العام.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر قامت بعدة انجازات اقتصادية، ويبدو أنها عازمة على مزيد من الإجراءات التي تعزز اقتصادها، خاصة بإنشاء هذا الكيان الاقتصادي الذي ضم كل هذه الدول.

وقال موقع نيو يوروب، إن اتفاق دول شرق البحر المتوسط على إنشاء سوق غاز إقليمي يكون أحد إفرازات منتدى شرق المتوسط للغاز (EMGF) الذي انطلق في القاهرة، إضافة جيدة وسيكون مفتوحًا لمراقبة المنظمات الدولية والإقليمية.

وأضاف الموقع أن هذه الخطوة تعتبر مرحلة انتقالية، تبحث عن التآزر والانفتاح وربما تتحول الفكرة إلى منظمة دولية جديدة، أما بالنسبة للمنظمات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي، فستكون لديهم صفة مراقب فقط.

وأوضح أن المنتدى يمكنه أن يساهم في دعم التعاون بين دول المنطقة. حيث يمكن للغاز الطبيعي أن يمثل أهمية حاسمة لمستقبل بلدان شرق المتوسط ويمكن لجميع البلدان في جميع أنحاء شرق المتوسط الاستفادة منه حيث سيقدم فرصة للحوار الاستراتيجي والتعاون بين جميع دول المنطقة. كما يمكن لمشروعات تصدير الغاز أن تستفيد من هذا التعاون، لاسيما فيما يتعلق بضمان بيئة مواتية، ووضع الترتيبات الدولية المطلوبة وإزالة المخاطر السياسية.