د. حماد عبدالله يكتب: مركز الدعوة المصرية الجديد !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


بمناسبة إنشاء أكبر تجمعين دينيين فى المنطقة الإدارية الجديدة ( شرق القاهرة ) ، أتحدث اليوم ( نحن ققبط مصر ) ، نحن جميعاً سكان مصر ومواطينها نحمل عنوان  ( القبط المصريون ) ، هذا هو إسمنا ، وهذا هو عنوان شعبنا ، منذ ألاف السنين ، وقد جاء على مصر من كل أنحاء الأرض مستعمرون من "الهكسوس" إلى "الفرس" إلى "العثمانيون" ، "والمماليك" "والفرنسيين" "والإنجليز" ، عشرات ومئات من الغازين إستطاعوا فى حقبات زمنية سحيقة أن يغزوا ( مصرا ) ، ولكنهم جميعاً ذابوا فى مصر ، لم تتغير لغتنا ،ولم تتغير ثقافتنا وظلت مصر ـ منذ الفتح الإسلامى لها على "يد عمرو بن العاص "، وحتى اليوم ، هى أرض الكنانة ، وسكانها هم قبط مصر ، منهم القبطى المسلم ومنهم القبطى المسيحى ، وإلى منتصف الخمسينيات قبل هجرة "القبط اليهود" من مصر وخروجهم وبقاء قليل منهم ، منهم "قبط يهود مصر" نحن شعب مصر ، نسيج واحد وأمة ذات عنصرين كما جاء على لسان فنان الشعب سيد درويش ، هذه الأمة ، لا تستطيع فتنة أن تفرقها أو تفسد بين عنصريها ، هذه الأمة مهما كانت الشدائد ، ومهما كانت نوعية الأحداث ، تتجمع عناصرها كلها حينما تشتد بها أزمة ، أو تواجه فيضان نيل ( زمان ) أو تصطدم بغزو كما حدث فى أثناء غزوها من مستعمرين طيلة حقباتها الزمنية السحيقة والحديثة منها ، تلك مصر البلد التى أمنت بأن "الهلال والصليب" ، هم عنصرى ونسيج الأمة من ( سداء ولحمة ) ، ومن قائم ونائم ، لم يحدث أبداً أن خرجت الأمة عن تماسكها أو ترابط عنصريها فى أشد الأوقات ضيقاً 
ومن أحاديث تدور حول موضوعات الساعة مثل إنتخابات نيابية أو إنتخابات رئاسية ومن مغرضين محاولين بث روح الفرقة ودعم الفتنة ، وتفريق بين عنصرى الأمة ،سواء بالإشارة أو الإثارة ، فإن القبط المصريون ، سواء مسيحيين أو مسلمين ، لهم من بعد النظر ، وعمق وعبق التاريخ ، ما يجعلهم غير مستسيغين تلك الإشارات والإيحاءات الضاغطة فى إتجاه واحد ، هو ( الفرقة ) ، لن يحدث ، ولم يحدث كما قرأنا فى تاريخ هذا الوطن !! ولعل مايقال بأن الأقباط المسيحيين هم أصحاب البلد ، وأن الأقباط المسلمين هم القادمين من شبة الجزيرة العربية مع "عمرو بن العاص" ، وهذا الكلام  عارى من الصحة ومن الحقيقة ، حيث التاريخ قال بأن المصريون إمتصوا الحملات الغازية وأذابواها فى داخلهم ، لقد كان المصريون فى عصر الفتح الإسلامى ، هم أكثر الناس ترحيباً بوصول العرب من شبة الجزيرة إلى مصر ، هرباً من " الرومان و البيزنطيين " المتحكمين فى أمور البلاد والمرهبين للسكان وكانت مصر ، وكان الفتح الإسلامى هو بداية إذابة لمن قَدِمَ وسط المقيمين ، وربما القبط المسلمين أمنوا بالإسلام وربما كانوا من فقراء المصريون ولم يدفعوا الجزية كما يقال من البعض  ولكن الواقع في  التاريخ بأن مصر لمواطنيها ( قبط مسلم ومسيحى َ) !!