أحمد شوبير يكتب: للبطولة معان كثيرة

الفجر الرياضي



شهور قليلة تفصلنا عن خوض بطولة الأمم الإفريقية التى ستنظمها مصر على أرضها فى البيت الكبير الذى يحتضن دائماً جميع الإخوة الأفارقة مثلما هو الحال بالنسبة لأشقائنا العرب.

ومنذ إعلان فوز مصر بشرف تنظيم الكان الإفريقى لا حديث فى الشارع المصرى سوى عن الحدث الأهم والأكبر فى القارة الإفريقية خاصة وأن الحدث له الكثير والكثير من المعانى فلن تقتصر أهميته على الجانب الرياضى فحسب على الرغم من أهميته الكبيرة فى ظل عودة المنتخب الوطنى لمكانته الطبيعية كمنتخب قوى وكبير للقارة السمراء مثلما هو كذلك على مر العصور فبلاشك أن الجميع يمنى النفس بالفوز باللقب الغائب عن المصريين منذ ما يقرب من عقد كامل كذلك فإن التنظيم الجيد والخروج بالصورة المشرفة التى تليق باسم ومكانة مصر كأكبر البلدان الإفريقية والعربية لهو هدف يسعى إليه الجميع كدولة وكمجهور وكمسئولين عن اللعبة، خاصة أن الخروج بالبطولة بصورة مشرفة سيكون له معان كثيرة ليس على مستوى الرياضة فقط بل ستمتد إلى كافة المجالات حيث ستعكس صورة حقيقية عن قدرة مصر الأمنية وما تملكه الآن من منشآت جاهزة لاستضافة البطولة بخلاف ما ستجنيه الدولة من فوائد اقتصادية ستتمثل فى تنشيط السياحة، بجانب اكتشاف كوادر شابة جديدة وهو ما تمثل فى إسناد مهمة تنظيم البطولة، إلى محمد فضل كأحد الكوادر الشابة التى تبشر بكل خير وهو جزء من سياسة الدولة بتمكين الشباب واكتشاف كوادر جديدة تستطيع أن تكون ركنا أساسيا من أركان مصر الجديدة وهو ما يطبق على محمد فضل الذى يملك الكثير من المؤهلات التى كانت أحد الأسباب الرئيسية فى اختياره لذلك المنصب لعل أبرزها ما يتمتع به من خبرات الإدارية والفنية التى اكتسبها فى الفترة السابقة على الرغم من صغر سنه.

ومن أبرز المكاسب الحقيقية بلا شك ستكون عودة الجمهور المصرى الحقيقى إلى المدرجات مرة أخرى لتصبح البطولة بمثابة فتحت الخير على جمهور الكرة المصرية للعودة إلى المدرجات بشكل طبيعى دون التقيد بأعداد وأنا أثق أن الجمهور المصرى سيضرب أروع الأمثلة وسيرد الجميل لدولته التى لولا ثقتها فى جماهيريها ما كانت لتتقدم بملف التنظيم وكما قولت فإننى أثق ثقة تامة فى عودة الصورة الحقيقية للجماهير المصرية فى البطولة القادمة مثلما فعلت فى كأس الأمم الإفريقية 2006 إلا إنه تلك المرة سيخرج بصورة أفضل وأبهى مما ظهر عليه فى التنظيم الأخير للبطولة مستغلاً تلك الفرصة الذهبية التى أعطته له الدولة للعودة للمدرجات بشكل طبيعى مرة أخرى بعد سنوات من الصمت الجماهيرى فى المدرجات.

ولعل هذا ما يوضح لنا سر محاولات البعض من التقليل بأهمية فوز مصر بتنظيم هذا العرس الإفريقى تلك الأبواق التى لم تعد تملك سوى التقليل من أى إنجاز على أرض الواقع وتهميشه إلا أن الدولة تمضى فى طريقها الصحيح نحو البناء والعودة بمصر لمكاناتها الطبيعية دون أدنى اهتمام بهؤلاء والذين لو نظروا وفكروا لرأوا كيف خرجت الدولة المصرية من النفق المظلم بعد سنوات كادت تعصف بها بل وعادة أقوى مما كانت عليه فى جميع المجالات ومنهم المجال الرياضى بعدما أعلنت مصر فى أكثر من موقف قوتها فى الاتحادات القارية المختلفة بالعديد من القرارات الحاسمة والمصيرية بعد سنوات من الاكتفاء بدور المشاهد.