هذا المرض وراء وفاة بطلة فيلم "سكر بنات"

الفجر الفني

سكر بنات
سكر بنات


توفت الممثلة اللبنانية جيزيل عوّاد، بطلة فيلم "سكر بنات"، التي حاربت الزمن بعدما سرق صباها وضيّع أحلامها وفرصها في "كاراميل".

 

وتوفيت عوّاد متأثرة بالمرض الخبيث، وفق ما نقلت صحيفة النهار اللبنانية عن مقرّبون منها، موضحين أن "المرض تغلّب عليها كما تغلّب على سواها وخطفها من عائلتها بسرعة البرق، وهي لم تتمّ الستّين من عمرها، وقد تم دفنها في مدافن العائلة بعد ظهر اليوم" .

 

ونعت الممثلة والمخرجة اللبنانية #نادين_لبكي عوّاد، وودّعتها بحرقة، ونشرت لها مشهداً من الفيلم الذي أُنتج في العام 2007، وعلّقت عليه قائلةً: "ارقدي بسلام يا فتاة كراميل الجميلة، سنفتقدكِ بوبو".


يذكر أن فوز المخرجة اللبنانية نادين لبكي بجائزة لجنة تحكيم كان، أثار جدلا واسعا في الأوساط الفنية، حيث حققت المخرجة اللبنانية بذلك إنجازا مهما يضاف للسينما العربية.



والمخرجة اللبنانية البالغة 44 عامًا، كانت من بين ثلاث نساء رشحت أفلامهن للمسابقة الرسمية في الدورة الحادية والسبعين لمهرجان كان للسينما، مع عملها الثالث الطويل «كفرناحوم». وهي ثاني امرأة عربية ترشح في المسابقة الرسمية للمهرجان، بعد مواطنتها هيني سرور عام 1974.


ونشأت لبكي التي وطأت السجادة الحمراء لمهرجان كان منذ فيملها الأول الناجح «سكر بنات» العام 2007، في خضم الحرب اللبنانية (1975-1990)، إذ كان النزول إلى الملاجئ بسبب القصف من يوميات طفولتها.


وقالت لبكي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: «لم يكن بإمكاننا الخروج أو الذهاب إلى المدرسة، كان الملل جزءًا من حياتنا، وكانت الأفلام المتنفس الوحيد».


وأضافت: «أدركت يومها أن السينما تسمح لي باستحداث عالم متخيل بعيد عن الواقع الذي أعيشه».

ولدت نادين لبكي في بيروت في 1974، وورثت شغف السينما من والدها. وقالت مستذكرة: «كان يخبرني كيف كان يمضي وقته وهو طفل في صالة سينما صغيرة يديرها جده، وكيف كان يعشق رائحة بكرات الأفلام».

وأضافت: «لم يحقق حلمه بأن يصبح مخرجًا ونشأت في هذا الجو».


وحصلت لبكي على شهادة من معهد الدراسات السمعية والبصرية في جامعة القديس يوسف في بيروت، وفاز فيلم التخرج الذي أسمته «11 شارع باستور» بجائزة الفيلم القصير في بينالي السينما العربية بمعهد العالم العربي عام 1998.


وقالت لبكي: «تعلمت في لبنان من مخرج يشكل مرجعًا».


إلى جانب زياد دويري، مخرج «بيروت الغربية» و«الصدمة» و«قضية رقم 23»، تعتبر لبكي الأشهر في الخارج بين المخرجين اللبنانيين حاليًا.


وفي لبنان خطت مخرجات لبنانيات من أمثال هيني سرور، ورندة الشهال صباغ، وجوسلين، الطريق قبل نادين لبكي، لكنها تمييز عن غالبية المخرجين اللبنانيين الآخرين بأنها لم تدرس أو تقم في الخارج.


وبدأ نجم لبكي يسطع اعتبارًا من العام 2003 من خلال أفلام دعائية، خصوصًا فيديو كليبات لمغنيات لبنانيات أصبحن نجمات في العالم العربي من أمثال نانسي عجرم.


وتشجعت لبكي إثر لقاء بالمنتجة البلجيكية آن دومينيك توسان، على إعداد فيلمها الأول «سكر بنات» الذي شارك في «أسبوع المخرجين» في مهرجان كان، وحقق أكبر نجاح في تاريخ السينما اللبنانية في السنوات العشر الأخيرة.


وفي فيلمها الطويل الثاني «وهلأ لوين؟» الذي فاز بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو العام 2011، اختارت لبكي، أن تندد بعبثية الحروب من خلال جهود نساء بلدة لبنانية يحاولن بشتى الطرق المبتكرة، منع الرجال من الاقتتال ويذهبن إلى حد الاستعانة براقصات.


وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا مع بيع 350 ألف بطاقة على شباك التذاكر اللبناني، وهو عدد قياسي، كما وصفته الصحافة الفرنسية بأنه «الفيلم الأكثر إثارة للحماسة خلال الموسم».


ولبكي متزوجة من المؤلف الموسيقي والمنتج خالد مزنر، الذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم، ولها منه طفلان. وكتبت هي السيناريو العام 2008 عندما كانت حاملًا بطفلها الأول.


في فيلم «كفرناحوم» يقاضي طفل غاضب والديه؛ لأنهما جلباه إلى الحياة ويعبر عن استنكار المخرجة لوضع الأطفال المهمشين والمهملين.


وترشحت لبكي إلى الانتخابات البلدية في العام 2016 على لائحة المجتمع المدني، لكن الحظ لم يحالفها في مواجهة الأحزاب التقليدية.


وهي تنتفض عندما يلمح البعض إلى أنها تصنع أفلامًا ترضي الجمهور العربي، مؤكدة أنها "تشغل حدسها".