اليوم... "الأرثوذكسية" تحتفل بتذكار دخول رأس القديس مار مرقس إلي مصر

أقباط وكنائس

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أرشيفية


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بتذكار عودة رأس القديس مار مرقس الرسول إلي مصر، وبحسب الكتاب التاريخي الكنسي ( السنكسار)، خصصت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم الثامن من شهر طوبه من كل عام قبطي؛ للاحتفال. 



 كان البابا الراحل كيرلس السادس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قد استقبل رأس القديس مار مرقس الرسول، في مطار القاهرة الدولي بمصاحبة الإمبراطور الاسيوبي هلاسي، إلى الديار المصرية.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 30 بابه، بعيد تكريس كنيسة القديس العظيم مار مرقس وظهور رأسه المقدسة. 

وفي هذه الفترة كانت مصر خاضعة للحكم الروماني فكانت روما ترسل للإسكندرية بطريرك يفرضوه على الشعب القبطي. 

وكان يسمى "البطريرك الدخيل"، وبالطبع كان الشعب يتجاهل وجود هذا البطريرك ويختار لنفسه بطريرك خاص به.

وكان هذا البطريرك الدخيل يضع يده على بعض الكنائس، ومن ضمن الكنائس التي وضع يده عليها، الكنيسة القديمة التي كان بها جسد القديس مارمرقس.

وفي هذه الأثناء جاء تاجر بحار من مدينة البندقية في روما وأخذ جسد مارمرقس – فنحن نعلم أن في استشهاد مارمرقس انفصلت رأسه عن جسده – فأخذوا الجسد إلى مدينة البندقية في روما وظلت الرأس بالإسكندرية. وقد أقاموا له كاتدرائية كبيرة لا تزال موجودة إلى اليوم لأن مدينة البندقية تعتبر أن شفيعها وحاميها القديس مارمرقس. ولذلك نجد أن رمز مدينة البندقية الأسد المجنح رمز القديس مارمرقس.

وظلت رأس مارمرقس موجودة في الإسكندرية.

 وظل هذا الوضع حتى دخول العرب مصر أيام عمرو بن العاص سنة 641 م.

ودخل أحد البحارة العرب الكنيسة التي بها رأس مارمرقس ووجد صندوق مزين فظن أن به جواهر، لكن في الحقيقة كان الصندوق يحتوي على ما هو أعظم من كل جواهر الأرض وهو رأس القديس مارمرقس، فاخذوا الصندوق ووضعوه في المركب لكن الشيء العجيب الذي حدث أن وقت رحيل الأسطول العربي كل المراكب تحركت ما عدا مركب واحدة، فاندهش عمرو بن العاص عن سبب ذلك، وأمر بتفتيش المركب وأخرج هذا الصندوق فوجد المركب سارت. وعرف أن هناك سر.

وبدأ عمرو بن العاص يستقصى عن قصة وجود هذا الصندوق في المركب فعرف من البحار أنه سرقه من الكنيسة، فأمر بحضور البابا الذي كان موجودًا في هذا الوقت - البابا بنيامين البابا 38 - وسلمه بإكرام عظيم رأس القديس مارمرقس وتبرع له بمبلغ 10000 دينار لكي يرمم كنيسة القديس مارمرقس.

والكنيسة رتبت هذا العيد تذكار لتكريس هذه الكنيسة وظهور الرأس المقدسة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. وكأن يا أحبائي مارمرقس حتى وان كان قد بعد عن كنيسة الإسكندرية ولكنه كان يصر أن يظل رأسه (فكره وقلبه ومشاعره) مرتبط بكنيسة الإسكندرية الكنيسة التي كرز فيها وروى الإيمان بدمه.