طارق الشناوي يكتب: 777

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


أمس قرأت هذا الرقم، حيث إنه يشير إلى عدد مقالاتى المنشورة على صفحات جريدتى (المصرى اليوم)، نعم شىء خاص جدا ربما لا يعنى أحد سوى كاتب هذه السطور، أنا أتفاءل برقم 7 فما بالكم عندما يتكرر ثلاث مرات، كما أننى مواليد يوم 7 فبراير.

رحلتى مع (المصرى اليوم) واحدة من أمتع محطات حياتى الصحفية، منذ أن بدأت الخطوة الأولى فى مجلة (روزاليوسف)، قبل ربع قرن من بداية إصدار (المصرى اليوم)، أول ما نشر لى فى (روزا) حوار مع الموسيقار محمد الموجى، وتعلمت أن هذا هو نموذج لما لا ينبغى أن يكون عليه الحوار، عندما قال لى عمى عبدالرحيم الشناوى وكان فى الأساس عضوا بمجلس إدارة نادى الترسانة قبل أن يعتزل حراسة المرمى، قال ساخرا (ما انا أقدر أعمل كده)، لم يزد الأمر عن أسئلة مباشرة ومحايدة للموجى يجيب فيها عن رأيه فى شادية ووردة ونجاة وبليغ، الصحافة يجب أن تستند لرؤية أعمق هذا هو الدرس الأول، الدرس الثانى من الأستاذ صلاح حافظ عندما سلمت له ثانى حوار مع الموسيقار محمود الشريف، سألته متى ينشر، ورغم أن الحوار كان فى العدد التالى وعلى الغلاف (الملك فاروق منع زواجى من أم كلثوم)، أجابنى: (سلمت الحوار أنزل اعمل التاني).

الدرس الثالث من الأستاذ عادل حمودة، الجهد الصحفى الحقيقى ليس فى الحصول على موعد مع فنان أو مسؤول، إعدادك للأسئلة يساوى 30% وكتابة الحوار 69% والـ 1% فقط هو فى تحديد الموعد مع المصدر، الصحافة فن يخضع لمقياس الجمال، وهو ما يمكن أن تكتشفه فى صياغة الأسئلة وتتابع وإيقاع الإجابات وعادل هو واحد من أهم (أسطوات) المهنة.

درست أكاديميا الصحافة فى كلية الإعلام، والسينما فى معهد السينما، والتقيت أساتذة كبارا فى الصحافة بحجم مصطفى أمين وإحسان عبدالقدوس وجلال الدين الحمامصى، ولكن أستاذى الذى سكن قلبى هو عمى الشاعر الكبير مأمون الشناوى، قدم روائع المكتبة الغنائية العربية، إلا أنه ظل يتمتع بحس صحفى نادر، علمنى أهم درس فى الصياغة الصحفية، لا يهم أن تكتب الأجمل، اكتب الأقرب لمشاعرك، اختر الكلمة التى تشبهك، ولا تجرى وراء ما يمكن أن يعتبره البعض هو الأحلى، فقط ابحث عن نفسك وارسم بالكلمات ملامحك.

من أقرب أصدقائى فى الوسط الصحفى الكاتب الراحل مجدى مهنا، والذى كان لا يبدأ تجربة صحفية، إلا ويرشحنى لكى أكون معه وهكذا فى 2003 كان هو المنوط به إصدار (المصرى اليوم)، وأسند لى مهمة الإشراف على صفحة الفن، وبعد بضعة أشهر توقفت التجربة، وتم الاحتفاظ فقط بمجدى وعموده الشهير (فى الممنوع)، والذى كان هو الأكثر قراءة فى مختلف الأعمدة الصحفية المصرية.

تتابع العديد من رؤساء التحرير ولم يفكر أى منهم فى التواصل معى، وعشت مع (المصرى اليوم) بمشاعر الحب من طرف واحد، حتى أكتوبر 2015، فى عهد الأستاذ محمد السيد صالح، ولم يكن قد سبق لى حتى أن التقيته أو تبادلنا مجرد السلام، إلا أننى فوجئت عن طريق زميلى الموهوب أحمد النجار، المسؤول عن صفحة الفن، بدعوة للكتابة اليومية، وشعرت بعدها بلذة الحب من طرفين!!.

وتتابع على رئاسة التحرير الأستاذان حمدى رزق وعبداللطيف المناوى، واللقاء مع القراء لايزال يتجدد، كنت أحلم بالرقم 7 احتفلت به مرتين 7 ثم 77 وعبرت إلى 7 الثالثة، هل لى أن أحلم بـ7 الرابعة!!