"الكاثوليكية" تحتفل بعيد الأنبا أنطونيوس الكبير في 27 يناير

أقباط وكنائس

الكنيسة القبطية الكاثوليكية
الكنيسة القبطية الكاثوليكية


تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر، في ٢٧ يناير الجاري، بعيد تذكار القديس العظيم الأنبا انطونيوس الكبير.

ويُلقب القديس أنطونيوس الكبير ب " كوكب البرية " ويُعتبر " أب رهبان العالم أجمع " بالرغم من وجود رهبان ونساك سبقوه على هذا الدرب، ذلك لأن الحياة الرهبانية إزدهرت وانتشرت مع القديس أنطونيوس .

وولد القديس انطونيوس الكبير، في صعيد مصر ( بلدة قمن العروس بمحافظة بني  سويف ) عام ٢٥١م.  من  أسرة تقية وثرية، توفي والداه وكان له من العمر ثمانية عشر عاماً، تاركَين له أختًا أصغر منه سِنًّا، فكان لها الأخ الشفيق المحبّ.

 دخل الكنيسة وسمع الإنجيل وكان حول لقاء  السيد المسيح مع الشاب الغني، وسمع دعوة يسوع للشاب: إن أردت ان تكون كاملاً اذهب بع كل مالك واعطه للفقراء وتعالى اتبعني "متى ١٩: ٢١"، فكان لهذه الآية وقعُها العميق في قلبه، فمضى فباع ما يملك، تاركًا لشقيقته نصيبها بعد أن أودعها تحت مسؤولية جماعة من العذارى ، ووزَّع ما خصَّه على الكنائس والفقراء.

اعتزل الدنيا. وأخذ يزور النسّاك، صارفًا أكثر أوقاته في الصلاة والتأمُّل ومطالعة الأسفار المقدّسة،  فحسده الشيطان وأخذ يجرّبه.

فكان ينتصر على هذه التجارب بالصوم والصلاة والتأمّل. ولم يكن يقتات سوى بالخبز والملح وقليل من الماء.  وبالرغم من انتصاراته على التجارب، لم يكن الشيطان يتوقف عن محاربته.

وانفرد في الصحراء وسكن قبرًا قديمًا أقام فيه أشهرًا وما زال الشيطان يهاجمه وهو يقاومه بمعونة الله. وذات ليلة وهو في جهاد هائل أشرق في هذا الكهف نورٌ سماويّ وظهر الربّ يسوع، فصرخ أنطونيوس: "أين كنت يا سيّدي؟"، فأجابه الربّ: "كنت هنا، يا أنطونيوس، أشاهد جهادك"، ثم توغّل في عمق الصحراء، واستأنف حياة التأمّل ومناجاة الخالق مدّة عشرين سنة، إلى أن عرف الناس بمقرّه فأخذوا يأتونه من كل صوب.

 وطلب الكثيرون منهم أن يَقبَلهم في عداد تلاميذه، فأجاب طلبهم ونزل معهم إلى ضفاف النيل، حيث أنشأ لهم أديرة عديدة، وكثُر عدد الرهبان جدًّا وانتشر عبير الفضائل المسيحيّة في تلك البراري.

 وكان أنطونيوس يزور الأديار ويثبّت الرهبان في دعوتهم. ومن أقواله المأثورة: "يا بني لا تهمل ذكر الأبديّة؛ قل لنفسك في كل صباح أنّك ربما لا تعيش إلى المساء، وعند المساء أنّك ربما لا ترى نور النهار. قاوم التجربة بشجاعة، إنّ الشيطان ضعيف أمام الصوم والصلاة وإشارة الصليب".

ففي سنة 311 م ثار اضطهاد شديد على المسيحيّين، فهبَّت نار الغيرة في قلب أنطونيوس فسار إلى الأسكندريّة يشدّد عزائم الشهداء ويرافق المسيحيّين إلى المحاكم ويشجّعهم على الثبات في الإيمان، ولمّا خمدت نار الاضطهاد، عاد إلى صومعته يتابع حياته النسكيّة، ووهبه الله موهبة شفاء الأمراض وطرد الشياطين، فتقاطر الناس إليه أفواجًا فخاف من روح الكبرياء، فهرب إلى بريّة تيبايس العليا.

وبعد أن عثر رهبانه عليه زار أدياره وحثّ الرهبان على مواصلة السير في طريق الكمال، وعاد إلى خلوته. ويُقال أنه التقى القديس بولا أوّل النسّاك.

       وفي سنة 325 ازدادت هرطقة الأريوسيّين تفشيًا في الأسكندريّة، فدعاه القديس اتناسيوس إليها فلبّى أنطونيوس الدعوة، رغم كبر سنه، فخرجت المدينة لاستقباله، فأخذ يحذّرهم من الهرطقة الأريوسيّة، ويبيّن لهم أنّ المسيح إله حق وإنسان حق. ثم عاد إلى جبله، وكانت له المنزلة الكبرى لدى العظماء والملوك، لا سيّما الملك قسطنطين الكبير الذي كتب إليه يطلب صلاته وشفاعته.

    وفي المرحلة الأخيرة من حياته، زار أديرة رهبانه محرِّضًا الجميع على الثبات في طريق الكمال. 
وتنيح بسلام في  17 يناير سنة 356 ميلادية وله من العمر مئة وخمس سنين.

وتحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية  في الثاني والعشرين من شهر طوبة الموافق 17 يناير  بحسب التقويم الغريغوري المصحح، أو 30 يناير، بحسب التقويم اليولياني الغير المصحح.

وترك للكنيسة الكاثوليكية سبع رسائل شهيرة كان قد وجّهها إلى بعض أديرة المشرق، وقد نقلت من اللغة القبطيّة إلى اللغة اليونانيّة واللاتينيّة وطبعت مندمجة بين تآليف الآباء. كتب سيرة حياته القديس أثناسيوس الرسوليّ وهو كان تلميذه وقريب جداً منه.

ومن أقواله: رأيت جميع فخاخ العدوِّ ممدودة على وجه الأرض، فقلت متنهدًا : من ينجو منها ؟ فسمعتُ في الحال صوتًا يقول: "المتواضع"، حياتنا وموتنا هما مع قريبنا، فإن ربحنا قريبنا نربح الله، وإن أعثرنا قريبَنا نخطيء ضدّ المسيح، و يأتي وقتٌ فيه يُصاب البشر بالجنون، فإن رأوا إنساناً غير مجنون، يهاجمونه، قائلين: “أنت مجنون، إنّكَ لستَ مثلنا "