سمير العصفوري: تكريمي من المهرجان العربي هدية.. ومسرح الدولة لا يشهد طفرة

الفجر الفني

سمير العصفوري
سمير العصفوري


أعرب المخرج المسرحي سمير العصفوري عن سعادته بتكريمه في الدورة الحادية عشر من المهرجان العربي للمسرح، وهو تكريم ما لم يتوقعه، ولكن حدوثه يمثل مفاجأة سارة ومفرحة وهدية تعطى لجهد العمر، وليس عن عمل بعينه وإنما عن مجمل أعمال الفنان وتاريخه.



وأضاف "العصفوري" في حوار خاص لـ"الفجر الفني" أن حاكم الشارقة محمد سلطان القاسمي يدعم المهرجان لأنه يهدف للارتقاء بفن التعبير المسرحي والتواصل مع الجماهير عن طريق ثقافة سهلة لإيصال الفكر عن طريق المسرح الذي يعد وسيلة سهلة تسعد الجماهير في حال قدمت في مكان مريح وآدمي، ومشاهدة أعمال لها علاقة بحاضرهم ومستقبلهم وتفتح الآفاق أمامهم، لافتًا إلى أن تخصيص المهرجان لأكبر جائزة مالية موجهة لعمل مسرحي في العالم العربي تهدف لرفع الطموح لدى المتسابقين لتقديم أعمال تحقق هذا الغرض.



وأشار "العصفوري" إلى أنه حضر المؤتمر الصحفي الخاص بتكريمه، وكذلك حفل الافتتاح الخميس الماضي على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، ولكنه لم يحضر أي من العروض المشاركة في الدورة الحادية عشرة، ولكنه حريص على متابعتها عن طريق متابعة التقارير النقدية التي تكتب عنها، ومشاهدة الفيديوهات الخاصة بها، موضحًا أنه يرى في العروض مستويات فنية متفاوتة تسعى لتحقيق المستهدف من هذا النشاط.



ولفت "العصفوري" إلى أنه يرى أن حالة المسرح منذ أحداث ثورة ٢٥ يناير غير مسعدة بشكل كامل، والسبب في ذلك هو اختفاء الفكر وراء صناعة المسرح، مشيرًا إلى أنه لابد من التساؤل لماذا نصنع المسرح الآن؟، مؤكدًا أن الفكر المسرحي أو النهضة المسرحية لم تتقدم في السنوات الأخيرة، حيث لم يأخذ المسرح مبادرات جديدة لمتابعة ونقل ما تواجهه الأمة في الوقت الحالي، ولم يتعرض لقضايا الربيع العربي أو الديموقراطية أو التغيير بشكل محدد، كما أنه لا توجد خريطة مسرحية لتكشف عما سيقدمه المسرح ولماذا، وفي حال سألت كثيرين من العاملين في المسرح لماذا يقدم مسرح ستكون الإجابة إنها وظيفته.



ونفى "العصفوري" أن مسرح الدولة يشهد أي طفرة فنية، مستشهدًا بحال المسرح القومي الذي لم يشهد سوى أربع مسرحيات خلال السنوات الأربع الماضية، فحين شهد نفس المسرح في تاريخه السابق تقديم أكثر من ٤٠ عمل مسرح في أربع سنوات بواقع ١٠ مسرحيات في الموسم الواحد، وهو ما يؤكد على ضعف الانتاج المسرحي، مع قلة عدد الكتاب والمخرجين والعاملين بالمسرح في هذه السنوات، كما أن الشباب ينجحون بصعوبة لأنهم يعانون لتقديم عمل جيد، ولذلك فإن الصورة العاة للتخطيط المسرحي ليست كما ينبغي ولا كما كانت في الماضي.

وبين "العصفوري" أن الجيل الحالي من المسرحيين لا يعرف شيئًا عن سوابقه من الأجيال القديمة من المسرحيين، كما أن مديري بعض المسارح يشعلون حرب عوام وكراهية بين الجيل القديم الراسخ وبين الجيل الحالي، كما لا يوجد تواصل بين هذه الأجيال، حيث ينظر الشباب لقدامى المسرحيين على أنهم "ملهمش لازمة وأبناء مسرح الحركات والتنطيط"، مؤكدًا على أهمية تواجد الشباب لأنهم مستقبل المسرح، والشيوخ لأنهم من يرسخون الفكرة الحقيقة للمسرح، مشيرًا إلى أن السبب في كارثة المسرح هو جيل الوسط من محدودي الموهبة الذي لا يجيد إدارة المسرح ولا هوية المسرح الذي يديره.



وأوضح "العصفوري" أن المسرح هو الجمهور، ومسرح الدولة فقد جمهوره لأنه فقد العنوان، فمسرح الريحاني على سبيل المثال شهد تجارب العديد من الفرق المسرحية التي شعرت بالتيه فيه لأن المسرح له طبيعته الخاصة أما العروض التي قدمت فيه فكانت عادية بلا استعراضات أو صراعات أو مفاجأت، كما أن السياحة خرجت من العاصمة للمدن الساحلية وبالتالي قل الإقبال السياحي العربي الذي كان يمثل جمهور المسرح الخاص، ومع تدهور الاقتصاد أصبح من العسير على المواطن العادي أن يشتري تذاكر المسرح، وبالتالي انهار المسرح الخاص نظرًا لابتعاد الجمهور عنه لأنه الممول الحقيقي للحركة المسرحية.



وواصل "العصفوري" أن ظهور بعض العروض المسرحية كل فترة مثل مسرحية "جريمة في المعادي" لأشرف عبدالباقي على مسرح الريحاني، وعودة محمد هنيدي بعرض "٣ أيام في الساحل" هي اجتهادات تُحترم، ولكن الحكم لا يكون على أيام من العرض وإنما الحكم هو المعدل الذي كان يقدمه عادل إمام باستمرار عروضه المسرحية لسنوات، لأن ما حققه الزعيم هو المعادلة القياسية الصعبة، كما حقق يحيى الفخراني معادلة مهمة في مسرح الدولة محققًا أعلى الإيرادات.



واختتم "العصفوري" حديثه مؤكدًا أن تجربة "أليس في بلاد العجائب" على مسرح البالون حققت إيرادات كبيرة، لكن تظل مجرد استثناءات وتجارب لا يمكن القياس عليها، لأن القضية ليست في الإيرادات ولكن في الاستمرار والجماهيرية، لأن رفع التذكرة يحقق