د. حماد عبدالله يكتب: التعليم " ونزيف " التنمية !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله



إن التأخير فى تطوير التعليم بشقيه الجامعى وما قبله هو نزيف فى شرايين الوطن وضياع سنين من عمر أجيال دون فائدة نصبوا اليها بل الاكثر من ذلك أن تداعيات التأخير تدعو هذا الوطن للإنحدار للخلف والتشّيِع بين الأمم الفقيرة والغير مؤهلة للتقدم والتنافس عل مستقبل أفضل سواء أقتصادياً أو أجتماعيات بل أيضاً سياسياً !!
إن التعليم فى مصر أصبح مشكلة "نازفة" للتنمية ، ولا يمكن على الاطلاق أن تكون المسئولية السياسية عن التعليم فى يد الحكومة وحدها فلا شك بأن منظمات المجتمع المدنى ، والجامعات المصرية ، ومراكز البحوث ، وهى فى الغالب ( عامة ) أى ملك الشعب ( الدولة ) يجب أن نشارك بعضنا البعض 
( عام وخاص ) أهلى وحكومى فى تصور شكل مصر خلال عشر سنوات قادمة لو إستمر الحال على ما هو عليه اليوم ، نحن لن نخترع العجلة ولن نضع نظاماً خاص بالمصريين ، لأننا لسنا أولاد سبع شهور ، والعالم أولاد تسع شهور (حملاًَ فى أحشاء أمهاتهم ) نحن بشر مثل كل الدنيا لدينا من المخزون الثقافى ما يفوق كل بلاد العالم نتشابه فى ظروفنا الإقتصادية مع كثير من الدول التى إستطاعت أن تقفز خارج النفق المظلم من التعليم والبحث العلمى ، ولعل أقرب تلك الدول هى الهند ، وكوريا الجنوبية ، وماليزيا هذه دول تشبه لحد كبير بلدنا ومع ذلك هناك حدث التطوير ، وخرجت تلك الدول من مرحلة البحث عن حل مشكلة نظام الثانوية العامة ، 


ونظام تنسيق القبول بالجامعات ، إلى إنتاج عقول شباب هذه البلاد لتكنولوجيا المعلومات، بل إستطاعت هذه الدول أن تصدر منتجات عقول أبنائها  فالزمن ليس زمن الألة والبخار والعضلات ، بل هو زمن العقول وزمن التعليم والبحث العلمى .
لا يمكن أن تكون لدينا "قيمة مضافة" على كل منتجاتنا إلا بإستحواذنا على هوية علمية مصرية ، وقد كان ذلك قائم منذ خمسون عاماً كانت مصر منبراً ومعبراً وهدفاً لمن يريد أن يتعلم سواء كان عربياً أو مسلماً أو حتى من دول مثل اليونان وإيطاليا وتركيا ، وغيرهم ماذا حدث ؟ 

لماذا هذا التباطؤ فى إدارة شئون مستقبل هذا البلد  ؟ لماذا هذا التردد فى إتخاذ إجراءات حاسمة  نحو الخروج من النفق المظلم فى التعليم ( والبحث العلمى ) !؟ وحتى ما يتم الان مع خطة وزارة التربية والتعليم نحو تطوير منظومة التعليم إلا أن الوزارة وحدها وبما أعلنته ليس كافِ من وجهة نظرى دون إشتراك كامل من المجتمع ومؤسساته سواء التعليمية أو التربوية أو الدينية.

  أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد