«الإخوان» تهاجر لشمال أوروبا هرباً من المخابرات

العدد الأسبوعي

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان


تقارير استخباراتية: الجماعة ستكون أخطر علينا من داعش فى القريب

قرر التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، الاتجاه شمالاً فى أوروبا فى محاولة للابتعاد عن المراكز التقليدية للتنظيم، ومحاولة خداع أجهزة الأمن فى القارة العجوز والتى بدأت تنتبه للعلاقات الطويلة التى تربط التنظيم بالإرهاب، وتوقعات بعضها بأن هذه الجماعة ستصبح قريباً أشد خطراً من تنظيم داعش الدموى.

فى ألمانيا على سبيل المثال، أشار تقرير لموقع «فوكوس» أن للجماعة تأثيرا ملحوظا على الجالية المسلمة هناك، وحسب جهاز المخابرات الداخلية الألمانية، فإن الجمعية الإسلامية، المنظمة الرئيسية التابعة للإخوان بألمانيا، تشكل خطراً على الديمقراطية، وأن سلطات الأمن الألمانية ترى أن الجماعة ستشكل قريباً خطراً أكبر من تنظيمى داعش والقاعدة الإرهابيين، على الحياة الديمقراطية الألمانية.

وفى فرنسا، قرر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، تنظيم أمور الدين الإسلامى فى بلاده بما فى ذلك مراجعة وتنظيم عملية تمويل الجمعيات الإسلامية وحظر التمويل الأجنبى للمساجد.

فى ظل تضييق الخناق حول أنشطة الإخوان فى معاقلها التقليدية بدأت الجماعة فى الاتجاه شمالا بـ«القارة العجوزة».

بعنوان «التطرف ومواجهته» نشر مشروع مكافحة التطرف فى فنلندا تقريراً مفصلاً عن نشاط التنظيم الدولى للجماعة بالاعتماد على مصادر أمنية واستخباراتية، ووفقا لجهاز المخابرات الأمنية الفنلندية «سوبو»، فإن الإسلاميين المتطرفين يشكلون أكبر تهديد حالى للبلاد. وفى منتصف عام 2016، حذر متحدث باسم وزارة الداخلية الفنلندية من أن تهديد الإرهاب نمى فى فنلندا بسبب زيادة عدد الأشخاص المهتمين بالجماعات المتطرفة وتجنيدهم لممارسة نشاط متطرف.

منذ بداية القرن، عانت فنلندا من هجومين رئيسيين للذئاب المنفردة فى مدرسة ثانوية ومركز تسوق، ما أسفر عن مقتل 15 وإصابة مئات، كما تم إحباط هجوم ثالث مماثل فى مارس 2014، عندما اكتشفت السلطات الفنلندية مؤامرة لارتكاب هجوم عنيف فى جامعة هلسنكى.

وأُدين شابان عمرهما 24 سنة، بتهمة التآمر على القتل على يد محكمة مقاطعة هلسنكى وحُكم عليهما بالسجن لمدة 3 سنوات، ويقال إنهما كانا يحاولان تقليد تفجيرات ماراثون بوسطن فى أبريل 2013.

واعتبارا من نوفمبر 2016، سافر ما لا يقل عن 80 فنلنديا للانضمام إلى الإرهابيين فى سوريا والعراق، ويمثل تنظيم جماعة الإخوان فى فنلندا، أنس حجار رئيس الجمعية الإسلامية فى فنلندا، وتم ربط أنس حجار بالإخوان فى عام 2014، بعد أن صنفت الإمارات العربية المتحدة، الجماعة وشركاءها المحليين منظمة إرهابية، حيث تم إدراج منظمة أنس حجار، «الجمعية الإسلامية الفنلندية»، بالقائمة.

ولد أنس حجار فى دمشق عام 1969، وانتقل إلى فنلندا عام 1988 ودرس الطب، وفى 9 نوفمبر 2010، تم انتخابه رئيساً للجمعية الإسلامية فى فنلندا، بعد وفاة سلفه خضر شهاب.

ورغم إدراج منظمة حجار، ضمن التنظيمات الإرهابية إلا أنه يحظى بشهرة واسعة فى فنلندا، ويعمل بحرية على توسيع قاعدة التنظيم دون أى عراقيل، على سبيل المثال، فى ديسمبر 2016، تم تأسيس مؤسسة الواحة لإنشاء مسجد هلسنكى الكبير رسمياً.

وجماعة «أنس حجار» المرتبطة بالإخوان المسلمين هى واحدة من أعضاء مجلس إدارة هذه المؤسسة التى تتلقى دعماً وتمويلاً من قطر. وتعليقا على تأسيس هذه المؤسسة، كتب الباحث الفنلندى، آلان صالح زاد فى مارس 2017: «أنا شخصياً أعتقد أن المسجد الكبير هو مشروع يديره الإخوان، وأن الأجندة السياسية لها تديرها حكومتى تركيا وقطر».

من ناحية أخرى، كشف تقرير استخباراتى سويدى، نشره موقع معهد جاتسون المتخصص فى شئون التنظيمات الإرهابية، أن جماعة الإخوان منتشرة بشكل كبيرة فى السويد.

وألقى التقرير الذى تم إعداده بناء على طلب الوكالة السويدية للطوارئ المدنية وتكليفه بالتحديد بسبب نقص الأبحاث حول أنشطة الجماعة فى السويد، الضوء على حقيقة التواجد الإخوانى واسع النطاق فى السويد. ووفقاً للتقرير، فإن الجماعة تعمل فى السويد منذ آواخر سبعينيات القرن الماضى، تحت غطاء عدد من المنظمات الإسلامية السويدية، وكلها تتمحور حول الجمعية الإسلامية فى السويد «IFIS».

وأسست الجمعية ما يقرب من 40 منظمة أخرى فى السويد، من بينها الإغاثة الإسلامية، وابن رشد، شباب المسلمين فى السويد SUM، ولم تمنح هذه المنظمات الجماعة الإرهابية فقط مركزاً مهيمنا داخل ما يسمى بـ «المجتمع المدنى المسلم» فى السويد، ولكنها مكنتها أيضاً من جمع أموال دافعى الضرائب السويديين ما ساعدها على تعزيز موقفها. وأقامت الجمعية اجتماعها السنوى فى عام 2018 بحضور عصام البشير، القيادى الإخوانى السودانى والذى يعد المنسق الرئيسى لإمداد التنظيمات الإخوانية بالأموال القطرية، حيث عمل البشير فى الدوحة لعدة سنوات قبل العودة للسودان، لإدارة شئون التنظيم هناك وتنسيق أعمال التنظيم الدولى للجماعة حيث يحتل البشير منصب نائب رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى تم تصنيفه مؤخرا كتنظيم إرهابى من قبل عدد من الدول العربية.

وكما شارك فى هذا المؤتمر السنوى خالد حنفى، القيادى الإخوانى بمصر، وموسى رشيد الإخوانى الصومالى المتهم بإرسال الشباب السويدى إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش.

ويستنتج مؤلفو التقرير أن نشطاء جماعة الإخوان يعملون على بناء بنية اجتماعية موازية، ما يشكل تحديا طويل المدى فيما يتعلق بالتماسك الاجتماعى المستقبلى للسويد».

الموقع الإلكترونى للمجموعة الأساسية المذكورة فى التقرير، الجمعية الإسلامية فى السويد، يشير بوضوح إلى أنها عضو فى اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا «FIOE»، ويعد هذا الاتحاد بمثابة مظلة لمؤسسات الجماعة بجميع أنحاء أوروبا.

فى مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال فى عام 2005، قال رئيس الاتحاد فى ذلك الوقت، أحمد الراوى، رداً على سؤال عن علاقات الاتحاد مع الجماعة: «نحن متشابهون معهم وتوجد وجهة نظر مشتركة.

يذكر أن الإخوانى محمد مرسى، اختار أثناء رئاسته لمصر، الأمين العام لاتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، أيمن على، مستشاراً له.

وكتب خبراء حكومة المملكة المتحدة، فى استعراضهم الخاص لجماعة الإخوان، والذى تم نشر أجزاء منه فى ديسمبر 2015، أن الجماعة منذ بداية تأسيسها عملت على تنظيم نفسها فى تنظيم سرى مركزى وهرمى مستمر حتى اليوم.