محمد مسعود يكتب: المال السايب فى الكرة المصرية

مقالات الرأي



الأهلى يشترى لاعبا محليا بـ6.5 مليون دولار.. ومدافع سموحة بـ33 مليون جنيه بعد استغناء الزمالك عن خدماته

بطولة الدورى مستمرة.. والكاف يحفظ للبطل والوصيف بطاقتى التأهل لدورى الأبطال بعد انتهاء الموسم المحلى

أحداث ساخنة، تعيشها الكرة المصرية، بين صفقات الأهلى المبالغ فيها، وانتصارات الزمالك الرائعة، بيع وشراء، مكاسب وخسائر، حسابات كثيرة متداخلة، وأسئلة شائكة حول قدرة البطل المريض على العودة بعد صرف ما يقرب من الربع مليار جنيه فى خمسة لاعبين لإفاقته من غيبوبته الحالية.

وعن ارتداء عبدالله السعيد للقميص الأبيض بعد انتصاره الكبير مع فريقه على الأهلى فى موقعة الدفاع الجوى بهدفين مقابل هدف وحيد. ومنذ أن أعلن الاتحاد الإفريقى لكرة القدم إسناد مهمة تنظيم بطولة الأمم الإفريقية 2019 إلى مصر، ولا حديث فى الشارع المصرى إلا عن البطولة.. وما سيترتب عليها.. لتشتعل الأسئلة من جديد، هل تلغى البطولة بعد الأموال الطائلة التى دفعتها الفرق للحصول على التدعيم الكافى فى سوق انتقالات يناير، ما يؤكد نظرية المال السايب فى الكرة المصرية، والإنفاق غير المحسوب على شراء لاعبين بأموال مبالغ فيها ولا تتناسب مع الإمكانيات الحقيقية للاعبين.

وبعد موافقة رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك على إلغاء بطولة الدورى التى يتصدرها فريقه فى موسم استثنائى بفارق 8 نقاط كاملة عن أقرب منافسيه نادى بيراميدز الوصيف حتى الآن، زادت الشائعات فى الشارع المصرى بين مؤيد ومعارض للفكرة، التى لم يكن لها أى وجود على أرض الواقع من الأساس.. ففكرة إلغاء الدورى كانت مجرد تكهنات خرجت من مخاوف أنصار الأبيض على البطولة التى يتصدرها بجدارة.. ورغبة عشاق الأهلى فى إلغائها قبل أن يفوز بها الغريم التقليدى.

1- إنفاق غير محسوب

لماذا وافق مجلس إدارة الأهلى على دفع 6.5 مليون دولار بما يعادل 118 مليون جنيه فى اللاعب حسين الشحات؟.. ولماذا استكثر المجلس نفسه فكرة شراء اللاعب نفسه من نادى مصر للمقاصة بعد تألقه فى الموسم الذى تولى فيه إيهاب جلال القيادة الفنية للفريق؟.. ولماذا وافق المجلس على شراء ياسر إبراهيم الذى رفض الزمالك إتمام التعاقد معه أكثر من مرة بمبلغ طائل وصل لـ30 مليون جنيه، رغم استغناء الزمالك عن اللاعب ذاته لنادى سموحة مقابل مليون جنيه لتراجع مستواه؟..

قد يقول قائل إن الأهلى لم يدفع قيمة صفقة الشحات كاملة، وأن محبى النادى - وما أكثرهم - تحملوا جزءا من الصفقة، لكن.. هل فكر الأهلى لمجرد التفكير أن قيمة انتقال لاعب محلى بهذا السعر قد تشعل فتنة داخل الفريق؟.. مع لاعبين كبار آخرين مثل مؤمن زكريا وحسام عاشور ووليد سليمان وعمرو السولية، خاصة أن الأمر نفسه تكرر عندما تعاقد الأهلى مع لاعب إنبى السابق صلاح محسن بـ38 مليون جنيه دفعها المستشار تركى الشيخ الرئيس الشرفى للنادى فى هذا الوقت، ما ترتب عليه أزمة داخل الفريق مع أهم لاعبى الأهلى عبدالله السعيد الذى وجد أن النادى يدفع هذا المقابل للاعب عمره لا يتجاوز الـ21 عاما، بينما هو أحد رموز الفريق يعرض عليه مقابلا ضئيلا لتجديد تعاقده، وبناء على ذلك عرض الزمالك مبلغ 40 مليون جنيه على عبدالله السعيد ليرتدى التيشرت الأبيض فى صفعة تاريخية زلزلت كيان فريق الكرة داخل القلعة الحمراء.

لم يفكر مجلس الإدارة ماذا سيفعل الأهلى مع اللاعبين الذين تنتهى عقودهم فى المواسم السابقة بعد أن أشعل سوق الانتقالات بكامل إرادته.

2- نحن لا نُسأل وهم يُسألون

يعلم القاصى والدانى أن الناس فى مصر يتنفسون كرة القدم، وأن الشعبية التى تحظى بها اللعبة ناتجة عن تاريخ فريقى الأهلى والزمالك، لذا فكرة القدم تمثل أمنا قوميا مصريا، غير أن الناديين الكبيرين ليسا ملكية خاصة، بينما هما ناديان تابعان للدولة ولقوانينها.. لذا.. ففكرة إهدار هذه الأموال على كيف المسئولين يجب أن نتوقف عندها.

ماذا استفادت مصر من دفع مبلغ طائل فى حسين الشحات؟.. فمن استفاد هو نادى العين الإماراتى الذى تعامل مع الصفقة باحترافية شديدة، بعد علمه بأن لعاب النادى يسيل على اللاعب فقرر بيعه بهذا المبلغ المغالى فيه.. حتى وإن كان حسين الشحات يستحق ولديه عروض بمبالغ مماثلة، فيجب ألا تكون الصفقات الجماهيرية التى تحفظ ماء وجه مجلس الإدارة، على حساب النادى والبلد والناس أجمعين.

لماذا لا يُسئل المسئولين فى الأهلى عن أوجه الإنفاق بينما يُسأل المسئولين فى الزمالك؟.. المسألة تحتاج لوقفة مع النفس، فالأندية الجماهيرية ليست عزبة لمجالس الإدارات تنفق من أموالها ما تشاء وقتما تشاء.

المؤكد أن التاريخ يشهد لمجالس إدارات الأهلى باتخاذ قرارات صائبة ومدروسة رافعين شعار الأهلى فوق الجميع وكان المقصود بالجميع هم أبناؤه، فتتوارى المصلحة الشخصية أمام مصلحة الكيان.. لكن يبدو أن سوق الانتقالات الحالى نقل الشعار إلى الغريم اللدود الذى عقد صفقات هادئة بمبالغ معقولة!!.

3- أسطورة بيبو

لم أر لاعبا طوال تاريخ الكرة المصرية فى عظمة محمود الخطيب وإمكانياته الفنية، وأخلاقياته داخل المستطيل الأخضر، عشقه أنصار الزمالك كأنصار الأهلى تماما، كلاعب.. أما إذا قيمنا بيبو كرئيس مجلس إدارة القلعة الحمراء مقارنة بمن سبقوه، سنجد أن بيبو قد يحل فى مرتبة متأخرة وقد تكون الأخيرة.. وربما هذا ما دفع مجلس إدارته لعمل صفقات جماهيرية من الطراز الأول.

سيذكر التاريخ أن الخطيب أعظم لاعب مصرى محلى على مر العصور.. لكنه لم ينس أيضا أنه الذى أشترى لاعبا محليا بـ118 مليون جنيه.. ودفع فى مدافع 33 مليون جنيه.. واستعار لاعبا لم يشارك فى المباريات منذ فترة طويلة بـ800 ألف جنيه استرلينى فى ستة شهور.. يا بلاش!

4- من يشارك فى البطولات الإفريقية

حالة كبيرة من الجدل عاشتها جماهير الكرة المصرية، بعد إعلان مصر تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2019، وذهب البعض للتأكيد على إلغاء بطولة الدورى العام وهو ما نفيناه فى السطور سالفة الذكر، وعلى ذلك ستستمر المنافسة، وقرر الاتحاد الإفريقى لكرة القدم كاف وضع اسم بطل مصر أيا ما كان ليلعب فريقين فى دورى أبطال إفريقيا بطل ووصيف بطولة الدورى الحالية، ووضع اسم بطل مصر أيضا للناديين المشاركين فى الكونفدرالية.