حتشبسوت.. الملكة التى تخلت عن أنوثتها لتحكم مصر

الفجر الطبي

تمثال الملكة حتشبسوت
تمثال الملكة حتشبسوت - صورة أرشيفية


هي الفرعون الخامس من الأسرة الثامنة عشر التي حكمت مصر القديمة وهي الابنه الكبرى للملك توتمس الأول وأمها الملكة أحموس وتعتبر من أنجح الفراعنة فقد تميز عهدها بقوة الجيش والرحلات والبناء.

وتمتد فترتها من 1458 – 1508 ق.م، وتزوجت من الملك تحتمس الثاني من السلالة الثامنة عشر، وتركت هذه الملكه الغازًا كثيرة، من أهمها شخصية المهندس "سنموت" الذي بنى لها معبدها في الدير البحري وقد منحته ثمانون لقبًا وكان مسؤولًا عن رعاية ابنتها وقد حفر نفقا بين مقبرته ومقبرتها، وقد لمح المؤرخين على وجود علاقة بينهما وذلك بسبب قصة موتهما الغامضة.

كرست الملكه حتشبسوت كل قواها وموارد مصر حتى تنشأ الطرق والمعابد والمنازل وتحسن أحوال البلاد الداخلية وحاولت ابقاء مصر بعيده عن الحروب، وكانت الملكة حتشبسوت ترعى الحرفيين والفنانيين، ومن أعظم أعمالها ضريح أنشأ لزوجها في وادي الملوك، وقد اشتهر عصرها بالازدهار والسلام وقامت بتنمية العلاقات التجارية بين دول الشرق القديم.

وتعد الملكة حتشبسوت من الملكات الجميلات من وهي أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقي في يدها وتم اكتشاف ذلك من خلال موميائها وهي أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة، واجهت الملكة حتشبسوت مشاكل كثيرة أثناء حكمها فكان الناس يقولون انها قتلت زوجها وأخوه تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم وواجهت مشاكل مع الشعب لانها امرأه وكان يعتقدون انها لا تستطيع حكم البلاد.

أنشأت الملكة حتشبسوت أسطول تجاري مصري وذلك بإنشاء السفن واستغلتها في النقل الداخلي وذلك لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك، وكانت تأنر بإرسال السفن إلى بعثات التبادل التجاري بين البلاد المجاورة مما أتاح دخول بعض المواد مثل العطور والبخور والنباتات والأشجار والتوابل والجلود والحيوانات المفترسه وغيرها.


ومن بعثاتها:

- بعثة المحيط الأطلسي: وذلك لاستيراد بعض أنواع السمك النادر. 

- بعثة بلاد بونت: قامت بإرسال بعثه تجارية الى بلاد بونت " الصومال حاليا " محمله بالهدايا والبضائع مثل الكتان والبردى وعادت البعثه محمله بالاخشاب والبخور والعاج والحيوانات المفترسه والاحجار الكريمه والجلود وقد صورت هذه البعثه على معبد الدير البحري التي مازالت جدرانها محتفظه بالالوان والرونق القديم لها.

- بعثة أسوان: وفيها بعثت الملكه حتشبسوت إلى أسوان عند محاجر الجرانيت لجلب الأحجار الضخمة وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين بهما مصنوعة من هذا الجرانيت تمجيدا للاله أمون ولكن عندما دخل نابليون إلى مصر أمر بنقلهما إلى فرنسا بعد أن كان في معبد الكرنك في مدينة الاقصر.

وهما الأن يزينزن ميدان الكونكورد في فرنسا، وقد تعجب المؤرخون من امكانية نقل هاتان المسلتين من مكانهما إلى معبد الأقصر بسبب كبر حجمهما وصعوبة نقلهما على السفن ثم الذهاب بهم في النيل وإنزالهما في الاقصر.

وفاتها:
توفيت الملكة حتشبسوت في الرابع عشر من شهر يناير عام 1457 قبل الميلاد وقد حكمت مصر القديمة اثنان وعشرين عامًا، وقد جاء ذلك في كتابة وجدت بأرمنت على لوحة، ويعتقد انها قتلت بسبب التنازع على الحكم ولكن مع وجود المومياء تبين أن موتها كان موت طبيعي ولكنها كانت مصابة بالسكري أو السرطان ويتواجد قبرها الأن في وادي الملوك وقد قامت بتوسعة قبر والدها ودفنت بقربه في مقبرتها من القابها: - الأولى على السيدات. - العدل وروح رع. - مالة القدرات. - ملكة الوجهين.