"الفقر ليس عيبًا".. طالب يتعرض للتنمر والظلم بجامعة المنيا

طلاب وجامعات

الطالب محمد شعبان
الطالب محمد شعبان


"الفقر ليس عيبًا".. دائمًا تكون الشعارات السامية هي عنوان كل شئ، ولكن عندما تغوص في التفاصيل، تكتشف ما هو أسوأ من ذلك، إنها مجرد شعارات فقط، ولا مجال هنا إلا لأصحاب المال والنفوذ.

عندما يولد الإنسان، لا يقول له أحدهم أن الأحلام فقط لأصحاب الكنوز، يتركونه يحلم ويحلم، حتى ينضب إناؤه من الخيالات التي يرسمها لمستقبله، ويسير في طريق تحقيق تلك الأحلام، ليستيقظ ذات يوم، ويفاجأ بأنها أوهام وليست أحلامًا.

 

مرحلة التعليم الجامعي، هي الحلم الأبرز للجميع، فـتُعتبر بداية الطريق، والنقطة التي يضعها الرسام، ويبدأ منها لوحته الفنية التي يرسمها لحايته البسيطة، فـ ترى الحياة وردية اللون: "سأصبح طبيبًا كبيرًا، أو صحفيًا مشهورًا، أو مهندسًا ناجحًا"، ولم يسئل أحدهم ذات يوم "ماذا لو تدمرت تلك الأحلام وتحولت إلى كابوس؟".

 

بطل القصة

الطالب محمد شعبان، أحد أمثلة الطموح سالفة الذكر، شاب بسيط، تحطمت حياته بسبب ظلم تعرض له فى دراسته الجامعية، عشريني من محافظة المنيا مركز سمالوط من أسرة فقيرة، والده بائع خضار متجول، ووالدته ربة منزل مريضة، شاء القدر أن يكون غصنًا في شجرة أسرة لا تملك شيئًا في الحياة إلا أحلامهم البسيطة وأمانهم.


اجتاز بطل قصتنا دراسته الجامعية، وكان الأول على دفعته لمدة أربع سنوات كاملة، في قسم الإعلام شعبة الإذاعة والتليفزيون كلية الآداب جامعة المنيا، لكن الفقر وقف له بالمرصاد، وحرمه من تعيينه معيدًا بالكلية، حيث استهتر به أعضاء هيئة التدريس بقسم الإعلام، وسخروا منه وتعمدوا إحباط ترتيبه.


التنمر

"كنت أتعرض للتنمر، وذات يوم قال لي أحد أساتذتي بالجامعة أمام زملائي في إحدى المحاضرات: يا محمد لو طلعت معيد أنا هستقيل"، بصوت يملؤه حشرجة الحزن، وتتساقط منه دمعات الألم، قال محمد هذه الكلمات، التي لا يمكن وصف انعدام الإنسانية بها.

 

وفي محاولات أخرى لكسر شوكة نجاحه، استطرد قائلًا: "تم إحباط درجاتي بالجانب الشفوي من مادتي الكتابة للراديو ومادة مناهج البحث، والذي لم يتم فيهما عمل امتحانات شفوية، وتم إعطاء الدرجات للطلاب عشوائيًا، فلان ،3 فلان 5، فلان 6 وهكذا".

 

 كل ذلك فضلًا عن حذف 8 درجات من مجموع محمد في هاتين المادتين، الأمر الذي أدى إلى إحباط ترتيبه ليكون الثاني على دفعته، حيث أصبح مجموعه 864.6، بينما مجموع الأول 865.6.

 

تظلمات

وتقدم محمد بالعديد من التظلمات إلى رئاسة جامعة المنيا، لكي يسترد حقه ويكشف فساد الأساتذة، إلا أن الجامعة رفضت الاستماع لشكوته، وحفظت كل تظلماته واستهترت بحقه وطردته.

 

وأكد محمد أنه الآن جالس في منزله عاطل محبط ومكتئب نفسيًا، فـبعد أن أثبت تفوقه دراسيًا، حتى لم يعثر على فرصة عمل.