غزوات رأس السنة

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


هولندا تحبط هجومين متزامنين.. والسويد تنقذ نفسها من ضربة كيميائية داعشية.. وحادث طعن فى مانشستر


وذلك بعد ساعات فقط من إعلان السلطات الهولندية عن كشفها مخططاً، لتنفيذ هجوم إرهابى ضخم داخل البلاد، ألقت على خلفيته القبض على 5 أشخاص يشتبه فى علاقتهم بالإرهاب، تم اعتقال 4 منهم فى مدينة روتردام، بينهم مصرى، وسورى.

بمشهد حادث طعن إرهابى، لمهاجم يهتف «الله أكبر» بمحطة قطارات مدينة مانشستر، وسقوط 3 مصابين بينهم امرأة وضابط شرطة، ليلة رأس السنة، استقبلت بريطانيا العام الجديد.


فيما طلبت هولندا من السلطات الألمانية، تسليم مشتبه به خامس، وهو لاجىء سورى أيضاً يبلغ من العمر 26 عاماً، أعلنت الشرطة الجنائية فى ألمانيا، عن إلقاء القبض عليه فى مدينة ماينز الألمانية، ووجهت له تهمة الإعداد لاعتداء فى هولندا.

وكشفت الشرطة الهولندية، أنه قد جرى تنفيذ عملية تفتيش لمنازل المعتقلين الأربعة فى روتردام، والذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً، كما قالت الإذاعة الهولندية، إن أجهزة الأمن قد تحركت، لتنفيذ عمليات المداهمة والاعتقال، بسرعة، وقبل الانتهاء من التحقيق، وفقاً لمعلومات، تفيد باقتراب موعد التنفيذ، واحتمال وقوع الهجوم الإرهابى الكبير خلال احتفالات رأس السنة.

وكانت أجهزة الأمن فى هولندا، قد ألقت القبض فى سبتمبر الماضى، على 7 يشتبه فى تخطيطهم، لتنفيذ اعتداء إرهابى ضخم خلال حدث كبير، فى هولندا باستخدام، أحزمة ناسفة وكلاشينكوف، وبنادق هجومية من نوع إيه كيه47، تم ضبطها بالإضافة إلى المواد المستخدمة بشكل أساسى فى تصنيع القنابل، بينها مائة كيلوجرام من الأسمدة التى يمكن استخدامها لتفخيخ السيارات.

وأفادت المعلومات بأن المجموعة يقودها إرهابى، عراقى الأصل يبلغ من العمر 34 عاماً، من مدينة أرنهيم شرق هولندا، سبق إدانته، العام الماضى بسبب محاولة سفره إلى سوريا والإلتحاق بصفوف تنظيم داعش هناك، فيما كانت تلك المجموعة تخطط لتنفيذ هجوم إرهابى باستخدام أحزمة ناسفة وكلاشنيكوف، على أن يتزامن مع هجوم آخر باستخدام سيارة مفخخة.

وفى التوقيت نفسه، وقبل ساعات أيضاً من بداية العام الجديد، أعلنت السويد عن إحباطها، هجوماً إرهابياً كبيراً بالسلاح الكيميائى، وكشف بيان النيابة العامة السويدية أن الهجوم قد تم التخطيط له لما يزيد على عام كامل، وأن الإرهابيين الذين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية / داعش قد قاموا بشراء آلاف الكيلوجرامات من المواد الكيميائية والمتفجرات وحددوا أهدافاً إرهابية فى استوكهولم، وأضاف البيان أنه لو نجح الهجوم الإرهابى لكان ألحق أضراراً خطيرة بالسويد.

ستة دواعش من جمهوريات، قرغيزستان وأوزبكستان، فى آسيا الوسطى، نجحت السلطات السويدية فى إلقاء القبض عليهم، ليفجر التحقيق عدة مفاجآت أولها، الصلة الوثيقة بين أحد أضلاع الخلية الداعشية فى استوكهولم، وبين الأوزبكى، أبومحمد الخراسانى، عبدالقادر مشاريبوف، سفاح إسطنبول الشهير، ومنفذ مذبحة ملهى رينا، ليلة رأس السنة قبل عامين، فى العاصمة التركية، والتى أسفرت عن مصرع 39 شخصاً، بينهم 16 أجنبياً، وإصابة 65 آخرين، وذلك تنفيذاً لتعليمات مباشرة من الرقة، عاصمة الخلافة الداعشية آنذاك.

فيما احتاجت أجهزة الأمن التركية لأسبوعين كاملين للتمكن من إلقاء القبض على مشاريبوف، فى شقة بأحد الأحياء الراقية فى اسطنبول، بفضل وشاية زوجته الداعشية، وبدافع الانتقام والغيرة، حيث كان السفاح الداعشى، يقيم بصحبة 3 من نساء أخريات من جنسيات مصرية وسنغالية وصومالية، وأسفرت عملية المداهمة عن مضبوطات شديدة الإثارة اشتملت على رسائل غرامية ملتهبة، واكتشف على أثرها شبكة كاملة تعمل لصالح التنظيم.

وهو نفس ما أسفرت عنه التحقيقات، مع خلية رأس السنة الجديدة فى السويد، وهو أن أعضاء الخلية، كانوا يتلقون تعليمات تنظيمية من القيادة المركزية لداعش فى الرقة، وأنهم كانوا ينفذون مخططاً تم الإعداد له مسبقاً، فقام ثلاثة منهم بعمليات تمويل، لصالح التنظيم فى سوريا.

كما أن عطاب عبدالله أحد أعضاء الخلية الداعشية، قد وصل خصيصاً إلى السويد فى أغسطس 2017 وفقًا لمهمة خاصة للقيام بأعمال إرهابية.

وحصلت السلطات السويدية أيضاً على اعترافات بأن باختيورعمروف، صديق سفاح اسطنبول، وعضو آخر فى نفس الخلية، قد سبق وقام بالتعليق بصوته فى فيديوهات دعائية لتنظيم الدولة فى سوريا والعراق.

حالة استنفار قصوى كانت قد شملت المدن والعواصم الأوروبية، على خلفية مخاوف من تنفيذ هجمات إرهابية، فى احتفالات رأس السنة، وذلك بعد أسبوعين فقط من تنفيذ الجزائرى شريف شيخات الهجوم على سوق أعياد الميلاد فى مدينة ستراسبورج الفرنسية، أسفر عن مقتل ثلاثة، ومصرع شيخات بعد ذلك أثناء عملية القبض عليه، وبعد عملية بحث استغرقت يومين.

فيما لاتزال حادثة الدهس المروعة فى أسواق عيد الميلاد فى العاصمة الألمانية برلين، حاضرة فى الأذهان، حيث قام التونسى أنيس العامرى قبل عامين، بدهس المحتفلين بالعام الجديد، بشاحنة نقل ضخمة، متسبباً، فى سقوط 12 من القتلى ومائة من المصابين، قبل أن يلقى مصرعه بعدها بأيام، أثناء ضبطه على الحدود الإيطالية.

وكانت قوات مكافحة الإرهاب التركية قد ألقت القبض على 30 أجنبياً من عناصر تنظيم داعش الإرهابى، فى حملة أمنية بالعاصمة أنقرة، فى إطار تأمين احتفالات رأس السنة هذا العام، كما أصدرت النيابة العامة فى العاصمة التركية، مذكرة بالقبض على 64 من المشتبه فيهم، فى إطار التحقيقات المتعلقة بالتنظيم الإرهابى.

وفى الأخير لا يمكن فصل كل تلك العمليات، الجديدة والقديم منها فى احتفالات رأس السنة، عن استراتيجية داعش، فى الحرب النفسية، واعتماده سياسة الإنهاك، وضرب الروح المعنوية، للمجتمعات والدول عبر استهدافها بعمليات ضخمة بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية أو الدينية أو الشعبية، تلك الاستراتيجية التى سبق أن أعلن عنها أبو محمد العدنانى، المتحدث الرسمى السابق للتنظيم، وأطلق عليها الـغزوات، ودشنها لأول مرة بـغزوات رمضان الشهيرة والتى تزامنت مع الاحتفال مع الذكرى الثانية لإعلان تأسيس الخلافة الداعشية فى 30 يونيو 2016.