بيزنس الإخوان فى أوروبا

العدد الأسبوعي

محمد محسوب
محمد محسوب


الجماعة تستقطب الشباب المصرى بأوروبا بالمنح الدراسية والجنسية الأجنبية

رجال أعمال بالجماعة ينفقون على الإرهابيين وأسرهم من أرباح استيراد الفول والتونة لمصر


لم تكن تركيا وقطر هما الدولتان الوحيدتان اللتان احتضنتا جماعة الإخوان، ولكن تاريخ وواقع الجماعة يكشف بوضوح أن دولا أخرى تماماً هى الحديقة التى نمت فيها الجماعة على جميع المستويات سواء السياسية أو المالية، ومنها دول فى قلب أوروبا وأخرى آسيوية تدعم وجود الجماعة بقوة، خصوصاً مع إلحاح الإخوان على فكرة قدرتهم على العودة إلى الحكم أو التأثير فى مصر على الأقل. ويروج الإخوان إلى أن مسألة عودتهم إلى المشهد السياسى فى مصر ممكن، وأنهم قادرون على العودة مجدداً من أكثر من نافذة أو طريق.


من أهم الدول التى توجد فيها أعداد كبيرة من عناصر الإخوان، بريطانيا، التى يفضل أثرياء الجماعة الحياة فيها، وبعدها فرنسا، وبدرجة أقل هولندا وإيطاليا والأخيرة البلد الذى يفضله فقراء الجماعة خاصة من الشباب الذين يجدون فى الأقاليم الإيطالية فرصة سريعة لتكوين ثروة، مع ملاحظة أن إيطاليا تضم أعدادا كبيرة من الشباب المصريين والذين يذهبون إليها لنفس الهدف، وتهتم بهم الجماعة لتجنيدهم.

وفى هذه الدول يستقبل الإخوان القدامى زملاءهم الجدد خصوصاً أن وجود مزيد من العناصر يكون فرصة لتقوية وجود التنظيم فى هذه البلدان، ويقوم وائل قنديل، الصحفى السابق بجريدة الشروق والهارب إلى تركيا بتسهيل سفر بعض الشباب خصوصاً المنتمين إلى مسقط رأسه بقرية رملة الإنجب التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية وذلك إلى هولندا وإيطاليا، وتكوين علاقة بينهم وبين عناصر من الجماعة تمهيداً لتجنيدهم لصالح التنظيم الإرهابى.

ويؤكد عدد من المصريين العاملين فى الخارج، أن الشباب الذين سافروا إلى أوروبا سواء كانوا من المنتمين إلى الجماعة أو تم تجنيدهم بعد السفر هم الأشد خطراً ليس على مصر فقط ولكن على العالم خصوصاً أنهم استطاعوا تكوين ثروات كما أن أغلبهم غير معروفين لأجهزة الأمن.

ويستغل الإخوان بعض الشباب الموجودين فى أوروبا بعد تدريبهم فى الهجوم على مصر أو أى دولة تستهدفها الجماعة، وأحياناً فى تنظيم مظاهرات بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية أو فى الاعتداء على أبناءء الجالية المصرية هناك خصوصاً إذا نظمت فاعلية لتأييد سياسات الدولة، حيث اعتدى بعضهم بالفعل على رجل مسن أثناء زيارة الرئيس السيسى للندن، وهى واقعة ضمن حوداث أخرى كثيرة.

ولا شك أن وجود قيادات بارزة بالجماعة فى أوروبا يسهل من أدوارهم فى تجنيد شباب آخرين للجماعة وتجهيز كوادر تصلح لإدارة الجماعة وأداء أدوار مختلفة لصالح التنظيم، بالإضافة لاستثمار أموال الجماعة، وذلك بمساعدة دولتى قطر وتركيا.

أحد أشهر هؤلاء القيادات يوسف ندا، مؤسس بنك التقوى الذى ثبت تورطه فى عمليات غسيل أموال، كما كان معروفاً بأنه البنك الخاص بالإسلاميين حول العالم، ويعرف ندا بلقب محفظة الإخوان، حيث يشرف على إدارة أموال الجماعة خصوصاً فى قبرص وهولندا، وعندما تمت ملاحقة البنك وندا نفسه قضائياً اختفى حجم كبير من أرصدته.

وتضم القائمة إبراهيم منير، المعروف بالمرشد البديل لجماعة الإخوان والذى يأوى الهاربين من قيادات الجماعة، مثل محمود عزت، نائب المرشد الذى هرب من مصر إلى غزة وساعدته حركة حماس إحدى فروع الجماعة فى الهرب إلى أوروبا، حيث أخفاه منير عن الأنظار. وأسس منير فى لندن، مجموعة شركات كبرى، كما أنه مسئول عن توزيع الشباب هناك خصوصاً أن العاصمة البريطانية تعتبر معقلاً مهماً للجماعة فى أوروبا، ويتركز وجودهم فى مانشيستر وليفربول وجلاسكو.

أما عبد الله الشريف، فمتخصص فى التعاون مع المنظمات الإغاثية التى تنشط فى اليمن وسوريا لتسهيل توغل بعض الأفراد إلى هذه البلدان وتنفيذ بعض المهام التى تخدم الجماعة، ويدير الشريف، مؤسسة إخوانية ممولة من قطر تسمى تضامن أو اتحاد الجاليات الإسلامية، وهدفها استقطاب الشباب الذين هربوا من مصر فى هجرة غير شرعية وتواجدوا فى هولندا وإيطاليا، سواء دخلوا عبر التسلل من البحر أو بتأشيرات سياحية.

ويقوم الشريف من خلال منظمته بمساعدة هؤلاء الشباب بتزويجهم بما يعرف بـالزواج الأبيض أى الارتباط رسمياً بامرأة أو فتاة تحمل جنسية أوروبية للحصول على الجنسية، وبجانب من ذكرناهم لدى الجماعة وسائل أخرى للتجنيد وتنمية أموال التنظيم، حيث تخصص بعض رجال الأعمال المنتمين للجماعة فى تصدير الفول المعلب من أمريكا وأوروبا إلى مصر، والتونة من كوريا والصين حيث يحققون أرباحاً تصل لـ200%، ويتم استخدام الأرباح للإنفاق على سجناء الجماعة لضم شباب جدد وتسهيل سفرهم إلى الخارج بزعم الحصول على منح دراسية خصوصاً من كوريا التى تعتبر إحدى المحطات المهمة لاستقبال الشباب الإخوانى.