ليلى الهمامي: ليس من المصادفة اتهام "الإخوان" بالتورط فى اغتيالات وتفجيرات

العدد الأسبوعي

ليلى الهمامي
ليلى الهمامي


 

الثورة التونسية فشلت.. والسياسيون وعدوا المواطنين بالجنة وتركوهم بالجحيم

أرفض حل «النهضة» وسنتصدى لانحراف «الميليشيات الحزبية» بالقوة.. والإرهاب خسر أرضيته بالمنطقة العربية..


 

تقدم نفسها كشخصية تحررية اجتماعية مستقلة، وقضت حياتها المهنية بين تونس ولندن والعديد من العواصم الأوروبية والإفريقية، وتملك ثقة كاملة بنفسها لتقول أصلح لرئاسة تونس رغم انسحابها من سباق انتخابات الرئاسة التونسية الماضية، إلا أن ليلى الهمامى، الحاصلة على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد من جامعة السوربون الفرنسية، أعلنت أنها ستخوض السباق هذه المرة خصوصاً أنها ترى أن وطنها يحتاج لخبراتها، ولذا التقتها "الفجر" فى هذا لحوار.


 


 


 

■ ما سر تغيير موقفك من الترشح للانتخابات الرئاسية رغم انسحابك المرة الماضية؟


 

عقدت العزم على خوض المعركة لفرض الممارسة الديمقراطية الفعلية وكسر جدار العزل والاحتكار السياسى المفروض على القادمين من خارج حسابات اللوبى الدولى، الذى دعم قوى الإسلام السياسى وأعى أن المعركة ليست بهينة ولكننى مستعدة تماماً لها؟


 


 

■ هل اختلفت الظروف الحالية عن انتخابات 2014؟


 

نعم بالتأكيد، وجميع الأطراف الوطنية تدرك فشل النظام السياسى الهجين الذى أنتجه دستور 2014، والمواطن تأكد من عجز الطبقة السياسية الحاكمة، عن إدارة الدولة، وتحقيق أهداف انتفاضة 2010، وأصبحت البلاد أقرب لسفينة دون ربان.


 


 

■ ما مدى تقبل المجتمع التونسى لفكرة تولى امرأة لمنصب الرئاسة ؟ وهل حظوظك كبيرة فى السباق؟


 

مجتمعنا لا يعترض على ولاية المرأة، ولكن المشكلة موجودة عند بعض النخب المحافظة، وإذا جرت الانتخابات بشفافية ونزاهة ورفعت بعض القوى الإقليمية والدولية أياديها عن تونس سأنافس بشكل جاد، إذ أن يوسف الشاهد رئيس الحكومة يلقى دعماً دولياً وداخلياً من جانب حركة النهضة الإخوانية، والذى حصل على منحة من مجلس العموم البريطانى.


 


 

■ ألم يزعجك الهجوم الشديد والسخرية التى نالت ضحى حداد لترشحها لرئاسة النادى الإفريقى؟


 

من الصعب فعلاً دخول امرأة لعالم كرة القدم لأنه رجالى، ولكن فى الوقت نفسه يمكن قبول توليها وزارة الشباب والرياضة، كما أن التونسيين مستعدون لوجود امرأة على مقعد الرئاسة.


 


 

■ سمعنا بوجود محاولات لاستهدافكِ فما هى ملابسات الحادث وهل تجاهلت الشرطة اتصالك للنجدة؟


 

تعرضت لمضايقات أمام منزلى مؤخرًا، وأبلغت وزارة الداخلية ولكنها لم تتحرك لنجدتى، ولاتزال الشكوى معلقة.. وأحذر من اعتماد بعض الأطراف على هذا الأسلوب، ولن تكون تونس مرتعًا للميليشيات الحزبية وسنتصدى لأى انحراف من هذا الشكل بقوة، وأدعو التونسيين للتصويت بكثافة خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة بـ2019، لأن تراجع التصويت لن يفيد سوى "حزب النهضة" الإخوانى.


 


 

■ ما الملفات والقضايا المطروحة حال فوزك؟


 

ضمان التغطية الاجتماعية للنساء الريفيات، وضمان حقوقهن المادية وإعانة شهرية لكل ربة أسرة غير عاملة ومعالجة ظاهرة الطلاق، وتحفيز الشباب على الزواج لأن المجتمع التونسى يتجه نحو "التهرم" بداية من عام 2030، وفرض المساواة بين الجنسين على أرض الواقع.


 


 

■ كيف ستتعاملين مع الاضرابات الكثيرة بالمجتمع؟


 

مسألة التعاطى مع النقابات دستوريًا، من مسئوليات رئيس الحكومة، ولكن موقع الرئيس يؤهله لممارسة دور توافقى بين الأطراف السياسية أو الاجتماعية المتنازعة.


 


 

■ ما أبرز التحديات التى تواجه الاقتصاد التونسى وكيف ستعملين عليها؟


 

الاقتصاد الموازى هو أبرز التحديات لأنه أصبح دولة داخل الدولة، فى تحالف مفضوح مع مراكز قوى سياسية تستفيد من هذه الشبكات لنيل الدعم المالى، والحد من سلطة البيروقراطية، المولدة للفساد والإلغاء التدريجى للتعامل بالنقد، ومراجعة التشريعات المعطلة للمنافسة، وإصلاح منظومة المؤسسات والمرافق العامة خصوصاً التعليم والصحة على غرار ما تم إنجازه بنجاح فى مصر مؤخراً، بالإضافة لمراجعة الضرائب ومكافحة التهرب من سدادها فضلاً عن إصلاح النظام السياسى لخلق توازن بين البرلمان ورئيس الجمهورية.


 


 

■ برأيك ما هو المخرج من الأزمة الراهنة فى تونس؟


 

يجب أن تستقيل حكومة يوسف الشاهد، المدعومة من الإخوان وتشكيل حكومة تكنوقراط فى سياق حوار وطنى شامل لصياغة برنامج إنقاذ انتقالى، يرتب الأولويات ويحشد الموارد لتنمية المناطق الداخلية المحرومة ومعالجة ملف الشباب.


 


 

■ ما رأيك بتعيين يهودى كوزير ببلد إسلامية؟


 

تقصد الإشارة لرونيه الطرابلسى، وزير السياحة الحالى، أولاً هو مواطن تونسى من حقه الدستورى حرية المعتقد والضمير، كأى مواطن، ورغم أن الإسلام دين الأغلبية، إلا أنه لا يلغى حقوق الإقليات المنصوص عليها بالدستور.


 


 

■ ما تقييمك لفوز المستقلين بالانتخابات المحلية ؟ هل فقد الشعب الثقة بالأحزاب؟


 

الطبقة السياسية وعدت المواطنين بالجنة وتركوهم فى جحيم الفقر وغلاء الأسعار، ولذلك سأخطاب هذه الفئة الغاضبة.


 


 

■ ما رأيك فى القرار الأخير بمساواة المرأة للرجل فى الميراث؟


 

المساواة فى الميراث أمر منطقى لأن المجتمع ألزم النساء بالإنفاق على الأسرة تمامًا كالرجل.


 


 

■ ما رأيك فى دعوات "السترات الحمراء"؟.. وما هى رسالتك للحكومة الحالية؟


 

عدوى السترات الصفراء امتدت لبلجيكا ووصلت إلى إيطاليا وبدأت فى تونس من أجل مطالب اجتماعية، والإعلام الموالى للإخوان وحكومة الشاهد قام بشيطنتهم.


 


 

■ هل تعتبرين ترشح "الشاهد" حيلة من حزب النهضة لضرب حزب النداء بأحد أبنائه؟


 

لم تكن الحيلة بدفع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، نحو الترشح بقدر ما كانت انقلاب النهضة على الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، ودعم "الشاهد" فى رئاسة الحكومة لتقسيم حزب نداء تونس وتفكيك الأحزاب، التى شكلت الوحدة الوطنية.


 

وتمكن "النهضة" بالفعل من تحقيق هذه الأهداف، ولكن هذا التحالف الانتهازى مرشح للانهيار لغياب الثقة بين "الشاهد" و"راشد الغنوشى"، رئيس الحركة.


 


 

■ ترين أن هناك أزمة ثقة بين الشعب التونسى وبين السلطة، فما هى ملامحها وكيفية التخلص منها؟


 

هناك بالفعل أزمة ثقة شاملة وعامة بين الشعب والحكومة والأحزاب ورئيس الحكومة ورئاسة الجمهورية والإخوان، أبرز ملامحها، الاتهامات اليومية بتدبير محاولات انقلاب وهذه الأوضاع تعبر عن فشل نظام سياسى أنتج غموض المسئوليات من خلال تشتيت الصلاحيات، وجعل لعبة الكواليس أقوى من لعبة المؤسسات، لذلك أفضل الذهاب إلى نظام رئاسى كامل وفق النظام الأمريكى.


 


 

■ ما تعليقك على دعوات حل حزب "حركة النهضة" بعد اتهامات الاغتيال الأخيرة والارتباط بالإرهاب؟


 

الكل هنا يتهم الكل، ولكن يجب الانتظار لوجود أدلة يمكن للقضاء البت فيها، وأعتقد أن كل الأطراف الوطنية وحتى الخارجية المالكة لمعطيات ملف الإرهاب، ملزمة أخلاقيًا بالكشف عنها.


 

أما فيما يتعلق بحل حزب النهضة، فأننى لست ممن يؤيد حله خاصة أن جماعة الإخوان ترغب فى العيش فى حالة "مظلومية"، رغم أنه ليس من المصادفة أن تلاحقه اتهامات بالتورط فى أعمال إرهابية خطيرة، استهدفت اختراق الأجهزة الأمنية للدولة، وتفجير أماكن سياحية، وحرق مقر الحزب الحاكم السابق.


 


 

■ ما هى خطتك للتعامل مع الإخوان حال وصولك للرئاسة ؟


 

سأتعامل مع كل الأحزاب السياسية على قدر المساواة، فى إطار الاحترام الكامل للدستور والقانون ومؤسسات الدولة، ولكنى لن أتصالح مع أى طرف يثبت تورطه فى الإرهاب أو العمالة لجهات أجنبية.


 


 

■ ماذا عن إغلاق السفارة السورية.. وما الإجراء الذى ستتخذيه حال فوزك؟


 

هناك اتفاق دولى على ضرورة إصلاح الأوضاع السياسية فى سوريا، وأعتقد أنه من الطبيعى أن تعود العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا، ولذلك لن يتأخر قرارى فى إعادة فتح السفارة السورية فى تونس والسفارة التونسية فى دمشق أيضًا.


 


 

■ هل هناك تحديات للسياسة الخارجية التونسية وما هى مبادئك فى التعامل مع القضايا الخارجية؟


 

تجديد الثقة مع الدول العربية ورفض أى تدخل مهما كان فى الشأن الداخلى التونسى خاصة دعم أطراف سياسية بعينها لأننا نحترم سيادة الدول، ونريد منهم الأمر نفسه، كما أخطط لبعث الحياة فى الجامعة العربية والاتحاد المغربي؛ للتكامل الاقتصادى وتنسيق سياسات الهجرة والتعليم والارتقاء بمستوى العلاقات البيئية، والتعاون فى مقاومة الإرهاب.


 


 

■ هل حققت الثورة التونسية مطالبها، وكيف ستعملين على هذا الملف؟


 

لم تحقق الثورة التونسية أى مكسب اقتصادى أو اجتماعى، ولكنها كشفت انهيار منظومة الخدمات والمرفق العام، واتساع رقعة الفقر وتراجع نسبة الاستثمار وتسلل الإرهاب وتمركزه بما دمر القطاع السياحى، ولم تنجح انتفاضة "14 جافى" سوى فى فرض حرية التعبير، التى تسعى الأقلية الحاكمة للتضييق عليها.


 


 

■ هل نجحت أساليب الحكومات العربية فى محاربة الإرهاب، وما هو منظورك للأمر؟


 

الإرهاب فقد بنيته الأساسية فى المنطقة العربية، رغم أن تهديده لايزال قائمًا، ولذا من الضرورى عقد مؤتمر عربى لمقاومة هذه الظاهرة على جميع المستويات وليس الأمنى فقط.