مبارك وافق على إصدار صحيفتي الخاصة تعويضا عن الأذى الذى نالنى من الجنزوري.. صفحات من مذكرات عادل حمودة (47)

العدد الأسبوعي

الكاتب الصحفي عادل
الكاتب الصحفي عادل حمودة


طلبت موعدا من رئيس الشورى لتنفيذ حكم الإدارية العليا بإصدار «صوت الأمة» فتحدد بعد عامين عندما تلقى الإشارة من وزير الإعلام

سألنى صفوت الشريف غاضبا: هل تصورت أنك ستصدر الصحيفة دون موافقتى؟ وأجبت: وهل كنت ستمنع صدورها بعد موافقة الرئيس؟

عبد الناصر: الجمهورية لا الأهرام هى الصحيفة الرسمية التى تعبر عن الدولة وكثير من مقالات هيكل لم أقرأها


لا توجد امرأة جميلة إلا وتوجد امرأة أجمل منها.. ولا توجد صحيفة نضرة إلا وتوجد صحيفة أكثر نضارة منها.

ولكن.. تعدد ألوان الزهور فى حديقة الصحافة لم يرح عيون ثوار يوليو.. أصابتهم بحساسية من نوع ما جعلتهم يغلقون مئات من الصحف والمجلات الخاصة فى يوم واحد.. بل.. أكثر من ذلك اتهموا نجوما من كتابها بتلقى مصروفات سرية من القصور الملكية.. وبدأت حملة شرسة لطردهم من نقابة الصحفيين.. وكان من بينهم ــ صدق أو لا تصدق ــ كامل الشناوى وفاطمة اليوسف.

وعندما تجرأ إحسان عبد القدوس وكتب مقاله الشهير الجمعية السرية التى تحكم مصر قبض عليه وسجن رغم علاقته القوية بجمال عبد الناصر ورغم الدور الذى لعبته حملته عن الأسلحة الفاسدة فى التمهيد للثورة.

وحاول النظام الجديد منافسة الصحف الخاصة بصحف تعبر عنه فأصدر مجلة التحرير وبعد سنوات أصدر مجلة بناء الوطن وخرجت جريدة الجمهورية إلى النور بترخيص يحمل اسم جمال عبد الناصر شخصيا ولكن النجاح الذى حققته تلك المطبوعات سرعان ما انتهى بها إلى الركود واختفت من الوجود إلا الجمهورية.

واهتدى الثوار الشبان إلى وسيلة يسيطرون ويقيدون بها الصحافة.. أضافوا إلى الحكومة وزارة جديدة للإرشاد القومى لم تعرفها مصر من قبل.. تولاها أول مرة فتحى رضوان.. وتغير اسمها فيما بعد إلى وزارة الإعلام.

ولكن وزارة الإرشاد لم تملك السلطة القانونية التى تسيطر بها على الصحافة وتوجهها إلى حيث يريد النظام فلم يتردد عبد الناصر فى تأميم المؤسسات الصحفية يوم 24 مايو عام 1960.

على أن التأميم لم يحسن العلاقة بين الصحافة والسلطة فلم يكن رؤساء التحرير المعينين بقرارات عليا قادرين على تنفيذ ما يصدر إليهم من تعليمات إلا واحد منهم فقط هو محمد حسنين هيكل.

فى مؤتمر باندونج الذى عقد فى إندونيسيا عام 1955 لاحظ كبار الصحفيين أن هيكل ينفرد بعبد الناصر كثيرا.. تصوروا أن عبد الناصر يخصه بالأخبار.. وعندما احتجوا عرفوا أن هيكل هو الذى ينقل الأخبار إلى عبد الناصر.

ولكن أهم من نقل الأخبار نجح هيكل فى التعبير عن أفكار عبد الناصر وصاغ الأحداث بطريقة أرضته تماما.

فى اجتماع جرى يوم 25 نوفمبر عام 1968 قدم عبد الناصر إلى أعضاء اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى ما يؤكد إيمانه بحرفية هيكل.

كانت تظاهرات الطلبة فى القاهرة قد اشتعلت فى فبراير من ذلك العام احتجاجا على الأحكام الهزيلة التى نالها قادة سلاح الطيران رغم مسئوليتهم الواضحة عن هزيمة يونيو ولكن ما أن هدأت التظاهرات فى جامعة القاهرة حتى اشتعلت فى الإسكندرية والمنصورة فى نوفمبر من العام نفسه.

فى ذلك الاجتماع كشف عبد الناصر عن سقوط أربعة قتلى فى المنصورة.. مضيفا: أنا الحقيقة باثق فى الأهرام.. أما التانيين ما بثقش فيهم.. وقصد بالتانيين الصحف الأخرى.. واستردد: لذلك أنا أفضل أقول للأهرام فيه موضوع اعمله وضامن مية فى المية هيطلع صح.. لو اديته للتانيين لازم أقعد ساعة لغاية ما يكتبوه ويقروه لى وأتأكد منه وبعدين يطلع غلط.. هيكل بييجى الساعة تمانية الصبح ويقعد لغاية بالليل.. الأهرام مريحة.. بكرة هو طالع بموضوع عن المنصورة بعد كده طالع بموضوع عن بتوع جامعة الإسكندرية.. والأولاد اللى هم مكرم (محمد أحمد) والجماعة دول أولاد كويسين الصراحة.. وبعدين كانوا أصلا منحازين للطلبة النهاردة ناقمين على الطلبة.

هنا ندرك أن الإعلام نال اهتماما كبيرا من عبد الناصر لم يكن ليقل اهتمامه بالأمن.. ووصل هذا الاهتمام إلى حد أنه كان يتصل برؤساء تحرير الصحف بنفسه ليقدم إليهم ما يريد نشره من معلومات بل كان يظل يراجع معهم ما كتبوا دون أن ترضيه إلا صياغة هيكل.

ولم يكن عبد الناصر يكتفى بتقديم المعلومات لرؤساء التحرير فقط وإنما كان يكتب بنفسه البيانات الرسمية أحيانا ويترك لوزير الإرشاد أو لرئيس هيئة الاستعلامات إعلانها.

ولمتانة العلاقة بين هيكل وعبد الناصر شاع أن هيكل يعبر عنه ويتحدث بلسانه فهل كان ذلك صحيحا؟.

فى محضر الجلسة الأولى من مباحثات عبد الناصر مع الملك فيصل فى 18 ديسمبر عام 1968 نقرأ الحوار التالى:

فيصل: يا طويل العمر مثل ما شرحت فخامتكم إن ها الحين إن ما ينشر فى جريدة الأهرام عند العرب وعند الدول الأجنبية يقولوا عليه إن ده بيعبر عن رأى فخامة الرئيس شخصيا مش بس عن الحكومة أو عن مصر وإنما عن فخامتكم شخصيا.

عبد الناصر: لازم نحط فى جريدة الأهرام إن ما تنشره يخصها وأنها لا تعبر عن رأى الرئيس.. أنا جميع تعليقات الأهرام عمرى ما قرأتها.

فيصل: تسمحلى فخامة الرئيس عندما تسبق الأهرام الإذاعة المصرية فى نشر خبر زيارتى لبلادكم معناه إن الأهرام مصدر رسمى مش الإذاعة هذا اللى بيعطى الناس فكرة أن الأهرام بتمثل رأى رسمى للدولة.

عبد الناصر: هى اللى بتمثل الرأى الرسمى أصلا هى جريدة الجمهورية مش كده يا أنور (يقصد أنور السادات).. يعنى الناطقة باسم الدولة الجريدة اللى عملناها هى الجمهورية.

- وبعد نقاش فرعى حول خبر زيارة فيصل قال عبد الناصر:

هو ده بيقودنا الحقيقة إلى نقطة تانية.. ما هو وضع الصحف فى الجمهورية العربية المتحدة؟.. وضع الصحف هنا غير ما يتصوره الناس يعنى.

إحنا بنقول بندى سياسة للصحف ولكن الحقيقة إحنا مش ماسكين الصحف خالص.. إحنا نقدر نمسكها وإلا جرايد بيروت بتضغى على العالم العربى وعلينا وبتبقى هى اللى عندها الحرية.. إحنا حاطين فى كل صحيفة رئيس مجلس إدارة هو المسئول.. وأنا مقالات هيكل بيقولوا إن أنا باشوفها قبل ما تطلع.. أنا فى مقالات لهيكل لم أقرأها حتى الآن.

الحقيقة أن الأهرام جريدة مطلعة لأن هيكل أنشط صحفى هنا.. بيروح الساعة 9 الصبح وبيمشى الساعة 9 بالليل.. قاعد 12 ساعة فى الجريدة اللى بتوزع نص مليون نسخة بسبب نشاطه.

لا شك أن العلاقة بين عبد الناصر وهيكل كانت تجسد علاقة تفاهم مثالية بين الصحفى والرئيس.. علاقة اختبرت فى مواقف صعبة.. ونجت من الانهيار.. علاقة ثقة عند مستوى لم يحدث سرعان ما امتدت إلى علاقة عائلية.

فى مذكرات السيدة تحية عبد الناصر: إنها قابلت هيكل على ظهر السفينة الحرية فى موقف بدت فيه حياة زوجها معرضة للخطر ولكنه فوجئ بها تشاهد فيلما سينمائيا فقال لها: واحد من اثنين إما أنا جبان أو أنت شجاعة جدا فقالت: لا ده ولا ده إنها مسألة اعتياد اعتدت على المواقف الصعبة.

وفى يوم 26 أبريل عام 1970 فوجئ هيكل بقرار تعيينه وزيرا للإرشاد فسارع إلى كتابة رسالة إلى عبد الناصر استخدم فيها كل براعته فى الصياغة والتعبير للنجاة من المنصب الذى اعتبره ورطة تهدد مستقبله الصحفى:

سيادة الرئيس:

إن المفاجأة التى تلقيتها ظهر اليوم بترشيحى وزيرا للإرشاد القومى كانت مفاجأة كبيرة كما أنها كانت شرفا أكبر ذلك أنها شاهد على ثقة اعتز بها وأفخر لأن مصدرها هو ذلك الزعيم والقائد الذى تتجسد فيه الوطنية المصرية فى مرحلة من أهم مراحل التاريخ وأحفلها فضلا عن أنه الزعيم والقائد الذى تتمثل فيه كل أمانى التقدم الاجتماعى وآمال الوحدة العربية.

وإذا أذنتم لى سيادة الرئيس ــ فإنى أرجو أن أضع تحت نظركم بعضا من الظروف الخاصة التى تدعونى إلى أن التمس منكم معاودة بحث الأمر فيما يتعلق بى وهذه الظروف كما يلى:

1 ــ إن الصحافة هى مهنتى منذ ثمانية وعشرين عاما ولم أعرف لنفسى فى حياتى عملا غيرها لدرجة أستطيع أن أقول معها بإخلاص إن هذه المهنة هى حياتى ذاتها.

2 ــ لأنى عن طريق هذه المهنة خدمت وطنى بقدر ما وسعنى الجهد ومن خلال خدمتى لوطنى فقد جاءت خدمتى للثورة التى كان لكم فضل قيادتها والتى سوف يذكر التاريخ لها ــ مهما كان أو يكون ــ أنها نقلت مصر إلى القرن العشرين بآماله وأفكاره وآفاقه الواسعة.

3 ــ لقد استقرت أفكارى وأهدافى منذ وقت طويل على أن مستقبلى هو العمل الصحفى وحده وقد بلغ ذلك فى يقينى مبلغ المبدأ وذلك إحساس أنتم أكثر من يقدره بحسكم الصافى وإيمانكم العميق.

4 ــ إنكم تعرفون ما يعنيه الأهرام بالنسبة لى كما أنكم تعرفون ما يؤديه الأهرام فى مجال الخدمة العامة ولقد فعل الأهرام ما فعل وحقق ما حقق بفضل رعايتكم له وأصبح فى النهاية مركزا من مراكز التقدم فى وطننا وفى العالم العربى وأنا أشعر ــ وقد يكون فى ذلك غرور التمس منكم اغتفاره لى أن وجودى فى الأهرام فى هذه المرحلة ضرورى لاستمرار دوره وحتى لو لم يكن ذلك صحيحا فإنى أحب أن أتصوره كما أننى بصدق أستطيع أن أجد لنفسى عملا أحبه خارج الأهرام ولقد أحسست فى الساعات الأخيرة أن كل من فى الأهرام يشاركنى هذا الشعور وصدقنى يا سيدى الرئيس ــ أنه كان هناك من جاءوا لتهنئتى والدموع فى عيونهم.

5 ــ إن قراركم الكريم الذى يسمح لى استثناء بأن أجمع بين الوزارة وبين العمل فى الأهرام يلقى على ما لا أستطيع تحمله وأعرف مقدما أن جهدى كله سوف يميل إلى جانب الأهرام وليس ذلك إنصافا لمسئولية أخرى وفضلا عن ذلك فإن الجمع له محاذيره لعدة أسباب:

لأن هناك تعارضا بالطبيعة بين العملين.. الصحافة والوزارة.

ثم لأن الجمع بين رئاسة تحرير الأهرام ووزارة الإرشاد القومى سوف يجعل فى يد فرد واحد من أسباب القوة السياسية ما يمكن أن يحوله بحق إلى مركز قوة وتلك إساءة إلى النظام إذا وقعت.

وأخيرا فإن الجمع سيثير حساسيات لا داعى لها بين زملاء المهنة خصوصا إذا ما ظهر انحيازى للأهرام وسوف يحدث ذلك يقينا بحكم صلتى به وانتمائى إليه وشعورى بالاتفاق مع كل شخص فيه حتى أحجاره الصماء.

6 ــ إن هناك مشكلة سوف توجد لى على الفور وهى مشكلة مقالى الأسبوعى بصراحة وقد أصبح هذا المقال جزءا لا يتجزأ من كيانى كما أنه ارتباط وثيق بصلة القلم مع مئات ألوف من قراء الأهرام فى مصر وسوف يزيد اللبس بين آرائى وآراء الحكومة وهو لبس يقع بالفعل بغير وزارة فكيف إذا أضيفت إليها الوزارة؟.

إننى سيادة الرئيس لا أستطيع أن أكف عن الكتابة لأنها حركة التنفس بالنسبة للكاتب ولنفترض أنى واصلت الكتابة فإنى أترك لسيادتكم مدى التعقيدات التى يصنعها ذلك.

7 ــ إن الوزارة تتطلب استعدادا آخر لا أظنه يتوفر لى كما أن مهامها محاطة بظروف لا أظننى أهلاً لها وليكن ذلك تهيبا ولكن لكل إنسان حدوده وطاقاته ومن الخير أن يعلم الإنسان بأن له حدود وطاقات لا يستطيع تجاوزها.

سيادة الرئيس:

إننى أجد نفسى أمام خيار صعب والتمس منكم أن تجنبوننى مشاقه لأنه ليس خيارا بين عملين وإنما هو أبعد من ذلك بكثير.

إننى أعرف مشاعركم نحوى وسوف أبقى طوال العمر مطوقا بفضلكم وبرعايتكم لى ولعلمى ويكفينى للتاريخ أن يقال عنى إننى أديت دورا فى الخدمة العامة للوطن تحت رايتك المنتصرة بإذن الله.

وتقبلوا ــ يا سيدى الرئيس ــ تحية من أعماق القلب وسلمت وعشت لوطن منحته من حبك وإخلاصك وجهادك ما هو كثير كثير.

وسلمت وعشت ــ يا سيدى الرئيس ــ لكل الذين يؤمنون بقيادتك وبدورك التاريخى وبقدرك الذى هو قدر مصر.

ولكن رغم ما تمتعت به رسالة هيكل من صياغة بارعة مقنعة فإنه لم يستطع أن يهرب من قدره وتولى مسئولية وزارة الإرشاد القومى وما أن جاء أنور السادات إلى الحكم حتى سارع هيكل بتقديم استقالته رافضا مناصب تنفيذية أخرى عرضت عليه.

لم يتردد السادات فى رفع الرقابة عن الصحف وإن عين رؤساء تحرير لعبوا دورا أشد من دور الرقيب أحيانا خوفا على مميزات المنصب.

وما أن نجح السادات فى عبور القناة حتى قرر إلغاء الاتحاد الاشتراكى وسمح بمنابر سرعان ما تحولت إلى أحزاب وهنا انتقلت ملكية المؤسسات الصحفية منه إلى مجلس الشورى الذى أضيف إلى مجلس الشعب وشكلا معا السلطة التشريعية.

وتولى رئيس مجلس الشورى رئاسة المجلس الأعلى للصحافة ورغم أنه امتلك سلطة تعيين رؤساء التحرير ورؤساء مجلس إدارة الصحف فإن تلك السلطة كانت شكلية تقتصر على إعلان الأسماء.. أما الاختيارات فكانت تعود إلى الرئيس بعد التشاور مع مساعديه الأقوياء.. وفى كل الأحوال لم تخف قبضة الدولة على الإعلام.. ولم تقبل بصحف وقنوات خاصة إلا بطلوع الروح.

فى شتاء عام 1998 حصلنا على حكم نهائى من الإدارية العليا بإصدار صحيفة صوت الأمة بعد أن اشترينا أنا وعصام فهمى أسهمها من ورثة عدلى المولد المحامى ودفعنا فيها كل ما نملك وطلبت موعدا مع رئيس مجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة الدكتور مصطفى كمال حلمى سعيا لتنفيذ الحكم ولكن الموعد لم يحدد إلا بعد عامين عندما وافق مبارك على صدور الصحيفة تعويضا عن الأذى الذى نلته من الدكتور كمال الجنزورى وأدى إلى إخراجى من روزاليوسف.

لم يستغرق اللقاء سوى دقائق معدودة أبلغنى فيها حلمى بالموافقة على نشر صوت الأمة ولكن ما أن غادرت مكتبه حتى اتصل بى تليفونيا طالبا تحديد موعد مع صفوت الشريف المتحكم الفعلى فى الإعلام.. وعندما قلت: إن بينى وبين الشريف خلافات حادة قد تمنعه من تحديد الموعد قال حلمى: اطلب موعدا الأحد القادم الساعة العاشرة صباحا وسوف يستجيب وفهمت أن الأمر متفق عليه وكل المطلوب أن أبادر أنا بالاتصال.

وفى مكتبه بهيئة الاستعلامات رحنا أنا والشريف نثرثر فى أمور لا معنى لها فى انتظار لحظة المواجهة.. وفجأة قال لى: أنت كنت متصور إنك تصدر صحيفة خاصة دون موافقتى؟.. أجبت: وهل كنت ستمنع صدورها بعد موافقة الرئيس؟.. وجاء الرد: كنت على الأقل سأعطل صدورها.

عادت المياه إلى مجاريها بيننا وكل ما طلب أن لا نمس مبارك أو عائلته.

ورحنا نجهز مقرا للصحيفة واخترت فيللا راقية فى حى المهندسين فقد أردت مكانا لائقا بالتحرير.. وسارعنا بتجهيز العدد الأول دون إتقان لندفع به إلى المطبعة لنتأكد أنه ليس هناك ما يمنع خروجه إلى النور بعد الإحباطات الكثيفة التى تعرضنا إليها من قبل.

ويبدو أن شهر رمضان كان دائما مصدر التفاؤل فى تجاربنا الصحفية.. فى رمضان عام 1992 بدأت تجربتى فى «روزاليوسف».. وفى رمضان عام 2000 بدأت تجربتى فى صوت الأمة.

وبصدور العدد الأول من صوت الأمة فتح الباب الموصد بشدة أمام صحف خاصة أخرى راحت تتزايد يوما بعد يوم حتى حتى أصبحت ظاهرة مؤثرة فى الحياة السياسية يصعب تجاهلها.