د. بهاء حلمي يكتب: المشروع القومى للأمن الغذائى فى مصر

مقالات الرأي

د. بهاء حلمي
د. بهاء حلمي


إن الأمن الغذائى يعنى توفير ما يحتاجه الأفراد من مواد لأزمة من منتجات غذائية دون أى نقص، كما يعنى قدرة الدولة على تأمين إنتاج وإيجاد ما يحتاجه المواطنون من سلع وغذاء، ويتحقق الأمن الغذائى عند قيام الدولة بإنتاج الغذاء داخلها بشكل يتناسب مع معدلات الطلب المحلى أو يفوقه فيما يًعرف بالاكتفاء الذاتى.

وهناك العديد من العناصر الأخرى التى تؤثر فى تحقيق الأمن الغذائى وتوفير السلع بشكل مستمر وبأسعار مناسبة للمستهلك منها تأثيرات التغيير المناخى وتقلباته، انحصار وتآكل الرقعة الزراعية الخصبة جراء تعديات البناء عليها منذ سنوات عديدة، قلة المياه وعلاج أمراض النباتات بأساليب ووسائل تؤثر على الصحة والخضروات أيضا، وتأثير البيئة بجانب التضخم السكانى الكبير.

ويتوقف الأمن الغذائى لكل دولة على مواردها الزراعية المتاحة من مياه وطاقة وتربة صالحة للزراعة وتأثر أى منها يؤثر سلبا على تحقيق الأمن الغذائى المنشود.

وكانت رؤية عدد من الخبراء الاقتصاديين بأن الأمن الغذائى يعد أكبر مشكلة تواجه مصر، وأنه يتم استيراد نسبة كبيرة من احتياجاتنا من الخارج بالعملة الصعبة، وأن الحلول ليست سهلة فى ظل الانخفاض المستمر فى نسبة الأراضى الصالحة للزراعة، وعدم الاعتماد على تكنولوجيا الرى الحديثة.

إلا أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أيام لأول مشروع للصوب الزراعية الجديدة بمدينة العاشر من رمضان ضمن المشروع القومى للأمن الغذائى فى مصر والذى تضمن افتتاح 7100 صوبة زراعية على مساحة 34 ألف فدان نفذتها الشركة الوطنية للقوات المسلحة كمرحلة أولى يُعد مفاجئة طيبة وإنجازاً غير مسبوق وهو الأمر الذى أكده الشركاء الأجانب الذين شاركوا فى تنفيذ المشروع بوصفه إنجازاً بكل المقاييس سواء من حيث سرعة ومعدلات الإنجاز وجودة ودقة التنفيذ أم من حيث إقامة المشروع وملحقاته بشكل متكامل يتضمن العديد من محطات الفرز والتعبئة إضافة لإنتاج البذور وعلى الأخص بذور الخضروات التى تعتبر من أهم عوامل الأمن الغذائى لأى دولة علاوة على ما يوفره تصدير الفائض منها من عملات أجنبية.

كما أن الإعلان عن التخطيط بأن تصبح مصر أول دولة فى إفريقيا والمنطقة العربية تقوم بإنتاج بذور خضروات خاصة، ومرجعية فى مجال التكنولوجيا الحيوية لمحاصيل الخضروات من خلال التعاون المشترك مع الدول المتقدمة فى هذا المجال يعتبر ثورة زراعية حقيقية كما يكشف عن أسلوب التعامل مع المشكلات الصعبة والمتراكمة وكيفية تحويل السلبيات إلى إيجابيات وآمال وطموحات بأن تصبح مصر لاعبًا كبيرًا فى مجال الإنتاج النباتى العالمى بدلا من استمرارنا فى صدارة الدول التى تستورد غذاءها من الخارج، وأن الحلول المصرية الآن لا تقف عند حل المشكلات فحسب بل تمتد إلى فتح آفاق جديدة وبعيدة تتمثل فى إنشاء مشروعات تنموية وخدمية عملاقة تحقق التأمين المادى والأمن الغذائى لشعب مصر مع تصدير الفائض منها للخارج بجانب التميز فى بعض المنتجات على مستوى العالم كمشروع التمور الذى أُعلن عنه، لتبدأ مصر فى حصاد الخير ليعم على جميع المواطنين الذين تحملوا تكلفة الإصلاح الاقتصادى بصبر وروح وطنية متفردة لبناء مستقبل واعد للأجيال القادمة، فتحية واجبة لكل يد تبنى وكل يد تحمى مصر وشعبها العظيم.