د. حماد عبدالله يكتب: إلى صديقى وزير النقل النهرى "الأوتوبيس النهرى" !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله



لعل المصريون فى القاهرة ، يشاهدون أوتوبيسا نهريا ينتقل بتواضع شديد بين محطات نهرية من التحرير الى الجامعة الى مصر القديمة ، وكان قديما أى منذ ثلاثون عاماً  يعتبر من أهم المواصلات فى عاصمة المحروسة !!
ولقد ظهرت فى أفلام السينما ليحكى قصص من الحب ومن الرومانسية بين ركابه من طلبة الجامعات ، وأشهرهم الطالبة ( سعاد حسنى ) الله يرحمها !! فى أفلام عديدة!  وحين أنشئ هذا الخط النهرى ضمن منظومة لاستغلال النهر فى النقل للركاب والبضائع ، كان ذلك فى عصر نهضة الأمة خلال الخمسينيات وأوائل الستينيات !! 

ثم إنحدرت هذه الظاهرة  كظواهر إيجابية كثيرة فى المجتمع !! وكان الأتوبيس النهرى حالة ثقافية لأهالى القاهرة ، توازى فى أثرها أثر مترو الانفاق هذه الايام ، رغم الفارق الضخم فى الجدوى الاقتصادية !إلا ان الأوتوبيس النهرى كان ظاهرة إنسانية جميلة !

ولكن اليوم تجد هذه المواصلة المتواضعة ! التى تعمل بأدوات وإمكانات نشأتها  أى لم يضاف إليها شييء على الإطلاق ! نفس النوع من المراكب ، ونفس الشكل ، وربما أسوأ بكثير جداً عما مضى منذ زمن طويل ! حيث أصابها الإهمال والاستهتار وأصبحت كأنها " متحف متحرك " ، وليست وسيلة مواصلات هامة !
والسيد وزير النقل الذى يتشاجر مع زميله وزير الإستثمار لإدلاء الأخير بأنه حضر فى جلسة دردشة عن إنشاء مترو معلق فى الهواء وكذبه الأول فى تصريح أخر !! ورغم أنه منشغلاً بمصائب أكبر ( سكة حديد ) ( ونقل بحرى ) وطرق وكباري ومصائب على كل الأنواع والألوان !!
لكن ما زال نهر النيل محتاج لهيئة فى وزارة النقل ، لكى تعيده الى طريق نهرى محترم يساعد فى كل مشاكل النقل على الطرق البرية ، ويساعد فى إضفاء جمال  الى المحروسة ( القاهرة ) !! ونعيد شباب هذا المرفق إلى ما كان عليه يوم إنشائه!! 
وهذا من وجهة نظرى لا يحتاج "لعبقرية عبقرينو" ولا يحتاج لأموال الخزانة العامة كلها وربما يكون من الأصوب تحويل هذا المرفق الى نظام الخصخصة والاحتفاظ ب 20% الى 30% للدولة ، لكى تصبح وسيلة نقل نهرية مشابهة لعواصم العالم وأهمها باريس ، أمستردام ، فينسيا ، سان فرانسيسكو ) وغيرها فى تايلاند وماليزيا!! 
ودول كثيرة حباها الله بأنهار وبحيرات اقل حجماً وأقل جمالاً !! ولكنها تستخدم وتستغل أحسن استغلال !! 
هل وزير النقل مهموم بمثل هذه الأمور أم نلجأ لجملة كتبها المرحوم أستاذنا الكبير (أحمد رجب) "كتنا نيلة فى حظنا الهباب " !!

  أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد