صدمة إسرائيلية بعد قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا

العدد الأسبوعي

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية في سوريا


توسمت تل أبيب خيراً فور الإعلان عن تولى دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والذى بدا متعاطفاً مع اليهود، ومناسباً لتنفيذ خطط وأحلام بنيامين نتنياهو، بعد 8 سنوات عجاف قضاها فى التوسل للرئيس السابق باراك أوباما من أجل التدخل العسكرى فى إيران، وقصف مفاعلاتها النووية التى قد تهدد أمن إسرائيل مستقبلاً.

ورويداً رويداً ومع توالى الأحداث، اتضح للقيادات السياسية والعسكرية فى إسرائيل أنهم لن يحصلوا على شيء له قيمة من الرئيس الجديد، المتخبط فى قراراته، والذى لن يخوض معركتهم نيابة عنهم كما تصوروا.

ومجددا تسبب ترامب فى حالة من الارتباك، داخل الأوساط الأمنية والسياسية بعد قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ليضع بذلك إسرائيل فى مأزق المواجهة المباشرة مع إيران والتنظيمات الموالية لها، رغم أنه قبل ثلاثة أسابيع كتب فى تدوينة له على موقع تويتر أن السبب الوحيد لتواجد القوات الأمريكية فى سوريا هو أمن إسرائيل.

والمعروف أن القوات الأمريكية فى سوريا، والتى يتراوح قوامها بين 3 إلى 4 آلاف جندى، معظمهم من القوات الخاصة ويتمركزون بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وتهتم تل أبيب بشكل خاص بتواجد القوات الأمريكية بغرض تحقيق التوازن مع قوة التأثير الروسى فى سوريا، علاوة على الاعتماد عليها فى مواجهة الانتشار الإيرانى فى تلك المنطقة، ووقف مساعى طهران المتكررة لتثبيت صواريخ، وإعداد وتجهيز الميليشيات الشيعية بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وبعد ساعات من صدور قرار الانسحاب علق بنيامين نتنياهو قائلا: «هذا قرار أمريكى، وسندرس جداوله الزمنية، وتأثيره علينا، وعلى أية حال سنعمل على الحفاظ على أمن إسرائيل، والدفاع عن أنفسنا بقوتنا الذاتية». «يوسى ميلمان» خبير شئون الشرق الأوسط بصحيفة معاريف كتب تحت عنوان «تخبط ترامب فى قراراته ضربة قاصمة لإسرائيل»، أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ما هى إلا رسالة صريحة تعنى لبقية حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة، وعلى رأسهم السعودية ومصر والأردن والإمارات، أنه لا يمكن الاعتماد على أن الولايات المتحدة ستدافع عنهم إذا اقتضى الأمر.