حسن القنطار.. رمز مأساة اللجوء السورية (بروفايل)

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



انتهت أخيراً معاناة السوري حسن القنطار، بحصوله على حق اللجوء في كندا، وإقامة دائمة أيضاً، وذلك بعد ثمانية أشهر من الانتظار قضاها في أحد مطارات ماليزيا، لتصبح قصته رمزاً لمأساة اللاجئين السوريين، فكيف حصل على اللجوء؟

اضطر السوري حسن القنطار(37 عاماً)، والذي حظيت قصته باهتمام عالمي واسع، لقضاء ثمانية أشهر في مطار كوالالمبور الدولي في ماليزيا، بعد أن وجد نفسه عالقاً في قانون اللاجئين الدولي رقم 22.

وعندما وصل القنطار إلى مطار فانكوفر في كندا في نهاية نوفمبر الماضي، "عرف أنه كان في المنزل". يقول القنطار: "في اللحظة التي وضعت فيها قدمي في مطار فانكوفر، شعرت بالفرق".

وقال القنطار أيضاً: "لقد كانت لحظة حقيقية عندما أدركت أن الحياة الحقيقية يمكن أن تكون أكثر جمالاً من الحلم نفسه".

وكانت النهاية السعيدة لمعاناة القنطار بالنسبة للعديد من آلاف الأشخاص الذين تابعوا قصته عبر الأخبار أو على وسائل التواصل الاجتماعي، هو وصوله مؤخراً إلى كندا كمقيم دائم. 

ولكنها ليست سوى البداية بالنسبة لقنطار، وهو ما يعمل عليه أيضاً فريق رائع من الكنديين الذين ساعدوا في إنقاذه، ليساعدوا القنطار على التأقلم في وطنه الجديد، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الجمعة.

"الفرسان الثلاثة" كما يطلق عليهم قنطار، هم الفريق الكندي الذي ساعده، إذ بدأت لوري كوبر بالمهمة، وأندرو بروير هو خبيره القانوني ومخلصه، في حين كان ستيفن وات الشخص الذي زاره في المطار، وساعد في زيادة الوعي حول محنته.

وقد واظب القنطار على نشر صور ومقاطع فيديو منتظمة على وسائل التواصل من مقر إقامته في المطار الماليزي لوصف مأزقه الشخصي الذي كان يعيشه، ومشاركة العالم قصته.

ولكن بعد أن أمضى القنطار 56 يوماً في مركز احتجاز ماليزي، فقد الكثير من وزنه، وبرزت الخطوط في وجهه ليبدو أكبر سناً من عمره.

يتحدث الكندي ستيفن وات، عن القنطار قائلاً: "أعتقد أن الناس يبالغون في تقدير قوته لأنهم يرون فقط مقاطع مضحكة على موقع يوتيوب".

وأجرى الأصدقاء الأربعة مقابلات صحفية دون توقف منذ وصول قنطار، في محاولة لرفع مستوى الوعي حول محنة اللاجئين في جميع أنحاء العالم،

وأصبح القنطار أحد المشاهير المحليين في مسقط رأسه الجديد في ويسل، حيث يتم إيقافه في الشارع في كثير من الأحيان للحصول على صورة شخصية أو ترحيب من كنديين.

كما حظيت كوبر من الفريق الكندي الذي يدعم حسن القنطار، حظيت بشهرة واهتمام من وسائل الإعلام، كونها تعيش في كوخ في الغابة، في ويسلر.

وبدأت العمل التطوعي مع اللاجئين في 2015، عندما هزت العالم صورة الطفل السوري الغريق إيلان كردي.

وكانت عائلة كردي تعيش بالقرب من كوبر في كولومبيا البريطانية، وقد شعرت كوبر فجأة بأن لها علاقة بأزمة اللاجئين السوريين.

تقول كوبر: "أردت أن أعرف ما يمكنني القيام به للمساعدة، وقد سافرت منذ ذلك الحين في أربع رحلات للمساعدة في مخيمات اللاجئين في اليونان، وساعدت بشكل خاص في رعاية 21 لاجئاً من جميع أنحاء العالم ليستقروا في كندا.

وحصل القنطار على حق اللجوء في كندا بفضل نظام الكفالة الكندي الخاص للاجئين.

ففي حين تقوم الحكومة الكندية بإعادة توطين الآلاف من اللاجئين كل عام، فإنها تسمح أيضاً للمجموعات والأفراد برعاية الأفراد أيضاً.

الكفيلون مسؤولون عن جمع الأموال لتغطية السنة الأولى من حياة اللاجئين في كندا، وتقديم الدعم الاجتماعي.

وفي 2018، استقبلت كندا 18 ألف لاجئ برعاية خاصة. ولكن بسبب تراكم الطلبات، يتم قبول 8500 طلب فقط كل عام.

ولذلك، فقد تقدمت رابطة مسلمي كولومبيا البريطانية، التي لديها اتفاقية رعاية مع الحكومة، بطلب لدعم ومساندة القنطار.