رجل دين إيراني يحذر من ثورة جياع عارمة في طهران

عربي ودولي

ثورة جياع - أرشيفية
ثورة جياع - أرشيفية


قال محمد تقي فاضل ميبدي، عضو مجمع محققي ومدرسي حوزة قم العلمية (مقرب من النظام)، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" شبه الرسمية، إن "الناس غير راضين عن الظروف الراهنة في إيران بسبب "الضغوط" الاقتصادية، وحال استمرار هذه المشكلات وتفاقمها من الممكن أن ينتهي تحملهم أيضا".

 

وحذر رجل دين إيراني بارز من زيادة السخط الشعبي في البلاد، بالتزامن مع حلول ذكرى اندلاع مظاهرات عارمة طافت عشرات المدن الكبرى قبل عام.

 

واعتبر ميبدي عضو مجمع قم ذو الطابع الديني – السياسي، والذي تأسس نهاية تسعينيات القرن الماضي، أن أزمات الاقتصاد المحلي في بلاده يرجع سببها بالأساس إلى سوء أداء حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني؛ فيما اعتبر العقوبات تلعب دورا في هذا الصدد، على حد قوله.

 

وأضاف رجل الدين البارز أن "الإيرانيين في الشوارع أصبحوا يناضلون أمام مشكلات الاقتصاد، مشددا على أن إحجام الإيرانيين عن التظاهر مجددا لا يعني مطلقا رضاءهم عن الوضع القائم.

 

وشدد فاضل ميبدي على ضرورة إجراء إصلاحات في مجالات الاقتصاد، والسياسة، والقضاء، وعدها خطوة لا بديل عنها للحيلولة دون تصاعد وتيرة التذمر الشعبي في الداخل، على غرار اندلاع احتجاجات ما عٌرفت بـ "ثورة الفقراء".

 

وتأتي تحذيرات رجل الدين المقرب من نظام ولاية الفقيه، في أعقاب معاناة ملايين الإيرانيين على مدار الأشهر الأخيرة من أزمات اقتصادية طاحنة بسبب العجز الحكومي عن التوصل لحلول بشأنها، خاصة بعد أن قاربت مؤشرات التضخم السلعي حاجز 50%.

 

واعتبر ميبدي ضمنيا في حديثه أن الإيرانيين في الداخل باتوا لا يثقون بوسائل الإعلام الحكومية، وعلى رأسها هيئة الإذاعة والتلفزيون، كونها لا تعكس واقع أزماتهم المعيشية على غرار احتجاجات عمال السكر والفولاذ في جنوب غربي البلاد.

وحذر عضو مجمع محققي ومدرسي حوزة قم العلمية من أن مشكلات الاقتصاد المتردي في الداخل قد تتحول إلى "ضربة" لجسد النظام بأكمله، في ظل فقدان ثقة الشعب وغياب الإصلاحات؛ فيما تطرق إلى أن أغلب أزمات بلاده تقع جذورها بنسبة 60% على عاتق المسؤولين.

 

يشار إلى أن انتفاضة شعبية عارمة زلزلت أركان نظام إيران لأكثر من 10 أيّام بين أواخر ديسمبر2017، ومطلع يناير 2018، حيث احتشد المتظاهرون في نحو 70 مدينة إيرانية كبرى، قبل أن تتدخل أجهزة أمنية أبرزها مليشيات الحرس الثوري الإيراني لقمع المحتجين.

 

وشكلت الطبقات الشعبيّة القوة الضاربة في تلك التظاهرات الحاشدة، حيث وصلت حصيلة ضحايا أيام الغضب هذه إلى نحو 25 قتيلا، وكذلك اعتقال ما بين 4000 لـ 7000 شخص بحسب التقديرات، فضلا عن وفاة 3 محتجين داخل السجون الإيرانية في ظروف غامضة.