د. حماد عبدالله يكتب: لا تخف يا "جويدة" على الغلابة !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


فى مقال صديقى القديم الأستاذ "فاروق جويدة" بجريدة الأهرام يوم الجمعة الماضى تحت عنوان "قضايا غائبة عن الحكومة" وفى فقرة من فقرات المقال "ذو الفقرات المتعددة" جاء خطابه أو رسالته أو تخوفه إلى وزير الإسكان ورئيس مجلس الوزراء (مجتمعين فى شخص) الدكتور "مصطفىى مدبولى ".
ويحذره من عواقب الأمور إذا صدر قانون "تحرير العلاقة بين المالك والمستأجر" وكأن على رأسه الطير !!.
وذكرنى موقف "جويدة" هذا بموقف له أخر فى بداية حياته الدراسية فى القاهرة ، حيث قدم إلى القاهرة فى بداية الستينيات حيث تعرفت عليه عن طريق صديق مشترك له ولى ، هو " محمود مرموش "حيث هذه هى العائلة التى إستقبلته فى حى "منيل الروضة" بالقاهرة لكى يتقدم لجامعة القاهرة طالباً (ريفياً ) مجتهداً ومن خلال صديقى المرحوم "سعيد الوتيرى" وهو المقرب من عائلة"مرموش" تعارفنا أنا وسعيد ومحمود ، وفاروق الشاب "القادم من الأرياف" ليلتحق بجامعة القاهرة .
وكانت جولاتنا المسائية وحواراتنا كشباب فى بداية الحياة الجامعية حيث "سعيد وأنا" فى الفنون التطبيقية ، و"محمود مرموش" فى تجارة القاهرة ، وفاروق فى "كلية الأداب –جامعة القاهرة" .
وكنا جميعاً سكان جزيرة "منيل الروضة" وكان إستقبالنا لفاروق إستقبال بحفاوة (أهل البندر)!! وكانت أمسياتنا نقضيها على شاطىء النيل فى شارع "عبد العزيز أل سعود" بجانب "سينما الجزيرة الصيفى"  ،وعلى "النجيلة" الممتدة على الشاطىء حتى النهر ، كانت تدور مناقشاتنا حول ( الأهلى والزمالك والترسانة) ونجومنا فى هذا الوقت " رفعت الفناجيلى ، وصالح سليم ) فى الأهلى و(يكن وعبده نصحى) فى الزمالك ، و(مصطفى رياض وحسين الشاذلى" فى الترسانة!! ، وعن أحدث أغانى وقصائد "أم كلثوم والسنباطى ورامى" وإذا "بفاروق جويدة" جاء ذات ليلة معترضاً على أغنية يتغنى بها "عبد الحليم حافظ" وهى أول قصيدة فى ثلاثية "كامل الشناوى" (لا تكذبى) .
حيث كتب الشاعر الرائع "كامل الشناوى" ثلاث قصائد أثر صدمه عاطفية  (حقيقية) لمطربة كبيرة مازالت تعيش حتى اليوم ، ربنا يعطيها طول العمر والصحة 
وكانت قصة مشهورة بين المثقفين المصريين ومازالت !! 
حينما صرح حينها ، كتبت فيها ( ثلاث قصائد) لا تكذبى ، ثم "حبيبها لست وحدك حبيبها" ، حبيبها أنا قبلك ـ "وربما جئت بعدك" وربما كنت مثلك "حبيبها" !!، ثم الثالثة لست قلبى وتقول كلماتها" أنت قلبى فلا تخف وأجب هل تحبها وإلى الان لم يزل نابضاً فيك حبها، لست قلبى أنا إذن إنما أنت قلبها" !! ثلاثية رائعة !!.
تغنى "عبد الحليم" بالقصيدة الأولى من تلحين "محمد عبد الوهاب" ، وجاء فى فقرة من الأغنية ، ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره ،فغفرتهِ"!!
أى المحب يسأل الله ألا يغفر له ذنباً فلم يستجب فغفرته هى ( حبيبته !! ) ففعلتها هى !! وأعتبر "جويدة" أن هذا خروج عن الدين والنص ، وأن الأزهر يجب أن يتحرك وأن الدنيا يجب أن تقف ولا تقعد أبداً ، بعد غناء عبد الحليم لهذه الفقرة من أغنية "لا تكذبى إنى رأيتكما معاً" !!
وإندهشنا جميعاً ولم نتفق معه على تصوره وتركناه لحالة على أن "ثقافته قادمة من الريف المصرى" وربما غداً سيفهم !! وهذا ما حدث حيث تحول "فاروق" إلى أكبر شاعر فى الشعر العربى والغزل والحب وغيرهم !! من الأكاذيب الأدبية ولعل أشهرها ما تغنت ومثلت فيها العظيمة (سميحة أيوب) مسرحية "الوزير العاشق" !!
وأعود له فى مقاله الأسبوع الماضى .
"قانون تحرير العلاقة بين المالك والمستأجر" يا أستاذ جويدة ، لن يطرد سكان من منازلهم ، ولن يترك أيضاً من لايستحق أن يمتص دم ملاك وورثتهم دون وجه حق ، ولن يسمح هذا القانون بأن تقوم الدولة بأعباء إيجاد سكن لصغار الشباب الذين تخاف عليهم ، وسبق وأن شرحت لك كتابهَ وشفاههَ عبر التليفون بأن العدل والحق يجب أن يسودوا المجتمع المصرى ، وأن وجود هذا العار 
( تأييد العلاقات الإيجارية ) هو "عار على مصر" وشعب مصر ، وحكومة مصر! 
ومع ذلك تصر على إعلان خوفك وتحريض الدولة ضد القانون المزمع صدوره وطلبت منك أن تتناظر معى تليفزيونيا ضمن الحوار المجتمعى ، ولم يصلنى منك رداً !!
فماذا يخيفك يافاروق !!؟ حقيقى ماذا يخيفك !!؟
القانون هو قرار دستورى صدر به قرار المحكمة الدستورية فى مايو الماضى، ولابد أن يخرج المشرع بقانون !! قبل إنتهاء الدورة البرلمانية الحالية وحين صدور القانون إن شاء الله سوف يتوفر للدوله "مئات المليارات من الجنيهات" لدخول العقارات المحرره إلى الإقتصاد الرسمى .
ثانياً : أن الغير قادر سوف يتقدم "بإقرار زمه ماليه عنه وعن أولاده" لكى تساعده الدولة فى إستكمال قيمه الإيجار (العدل ) للمالك وورثته .
ثالثاً: وسوف يعود إلى سوق العقارات (المنميون العقاريون الحقيقيون ) لكى تعود لافته شقه للإيجار مرة أخرى ، وهو الطبيعى الذى يساعد الشباب على إيجاد سكن ملائم فى بداية حياتهم ويختفى مصاصى الدماء من المنميون العقاريون (بنوع النهاردة ) فهمت يا صديقى القديم الشاعر "فاروق جويدة " وسؤالى هل ما زلت ساكن بالإيجار  القديم فى عمارة بشارع نوبار باشا بلاظوغلى !! وهذا سؤال مكرر يا صديقى !!
  أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد