تطبيع مع الكيان الصهيوني يشعل ثورة السينمائيين مجددًا

الفجر الفني

السينمائيين
السينمائيين


لا زال يواجه المنتج محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عاصفة من الانتقادات ربما تعوقه عن الاستمرار في منصبه، فبعد أن هدأت الأمور لدى السينمائيين تجاه استضافة تكريم المخرج والكاتب الفرنسي كلود ليلوش يهودي الديانة، في الدورة الأربعين للمهرجان، جاءت اتهامات السينمائيين ضد حفظي بالتطبيع من الباب الخلفي.

التفاصيل لخصها بيان أطلقه عدد من السينمائيين والنقاد وأساتذة أكاديمية الفنون، يتهمون فيه محمد حفظي، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وهو على رأس المهرجان، وهذا ما جعل "الفجر الفني"، تتحقق في الأمر من الموجهين الاتهامات لرئيس المهرجان والنقاد الفنيين.

أكد البيان أن إدارة الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي استضافت عددًا من الضيوف الذين يعدون من أكبر الداعمين للسينما الإسرائيلية والمناصرين للكيان الصهيونى وهم على سبيل المثال ميشيل زانا، من شركة صوفي دولاك، والمنتج لورون دانييلو، من شركة لوكو، وجيوم دى ساي، من شركة أريزونا.

وأشار إلى أن جميع المذكورين من متخذي قرار مشروع دعم السينما التابع لمعهد سام شبيجل في إسرائيل، كما أن شبيجل نفسه وكما هو معروف للشارع السينمائي منتج صهيوني أنتج أفلامًا ضد العرب ومصر.

ونوه أن مهرجان القاهرة أقيم في الأساس لمواجهة الفكر الصهيوني في منتصف السبعينيات حيث شرعت إسرائيل في إقامة مهرجان سينمائي لها لغزو العقل العربي بعد الهزيمة في أكتوبر 1973، وسارع الكاتب الراحل كمال الملاح لتحويله مهرجان القاهرة إلى حقيقة عام 1976 وتصدى بعده سعد الدين وهبة لمحاولات الاختراق الصهيوني بكل شجاعة وإخلاص.

وفي هذا الصدد أكد سعيد شيمي، مدير التصوير، ما حدث من محمد حفظي شيء مشين، بعدما اكتشفنا أنه أقام في إحدى الفنادق ندوة بعيدة عن مكان فعاليات المهرجان تكاد تكون في الخفاء ولم يشير إليها كتالوج المهرجان أو المركز الصحفي.

وأضاف أن الندوة حضرها ثلاثة صهاينة متعاطفون مع إسرائيل وهم مستشارون لمنتج أمريكي صهيوني كبير أنشأ في القدس مركزًا لمساعدة السينمائيين الشباب لتمويل أفلام تحمل أفكارهم المسمومة.

وأوضح مدير التصوير، أنه يرفض التطبيع لأنه كان يعتقد لأن محمد حفظي تراجع بعد أزمة كلود ليلوش، لكن يبدو أنه يحمل العديد من مفاتيح التطبيع لأنه يساعدهم على التعامل مع فنانين شباب لأن الندوة حضرها عدد من الشباب فقط.

واستطرد: هذه لست السقطة الوحيدة بل قام محمد حفظي بعرض فيلم "ليالي خارجي"، لتمثيل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان وهو من توزيع شركة محمد حفظي، كما أن شركته باعت الفيلم لإحدى القنوات الفضائية.

وواصل "شيمي"، عُرضت أيضًا أفلامًا من إنتاج محمد حفظي في قسم بانوراما السينما المصرية، واختار عددًا من أعضاء لجنة التحكيم الشباب وهو الذي اكتشفهم.

من جانبه أشار المخرج على عبدالخالق، أن محمد حفظي لديه نية مبيتة للتطبيع من الباب الخلفي مع إسرائيل حيث أنه تراجع عن استضافة المخرج والكاتب الفرنسي كلود ليلوش، عندما احتج السينمائيون وقال إنها غلطة غير مقصودة.

وتابع: كن استضافته لثلاثة منتجين لهم انتماء إلى إسرائيل أمر غير مقبول ولن يفرض علينا محمد حفظي ذلك، ونطالب وزيرة الثقافة بفتح تحقيق حول هذا الأمر، لأنها التي اختارته وكان عليها أن تدرس انتمائه قبل اختياره لأن هذا المنصب سياسي بالدرجة الأولى.

وتعليقًا على الأمر يقول الناقد السينمائي المعروف طارق الشناوي، لابد أن يتأكد السينمائيون من هذه الاتهامات ولو كان لديهم إدانات بأن هؤلاء المشاركين صهاينة فعليهم إثباتها وسأكون أول من يطالب بإسقاط محمد حفظي وتقديمه للمحاكمة.

وتابع الناقد السينمائي، لابد من التفرقة بين إسرائيل والصهيونية لأنها شيء آخر، فنحن كعرب نمنع التطبيع مع إسرائيل، ونمنع مشاركة أي فيلم إسرائيلي في مهرجان عربي، ولكن الفنان الذي يزور إسرائيل فهو يتحرك من ثقافته.

وأضاف "الشناوي"، ما يقال من اتهامات يعد جريمة ضد الوطن فلابد أن تكون مثبتة بكافة التفاصيل فالخيانة الوطنية كبيرة ولا يمكن وصم أي أحد بها،. 

وأتم: "الاتهام بالعمالة الصهيونية فضيحة لابد أن يتوازى معها التحريات".