Sperm.. تجارة الحياة.. ومحللو الزنى

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


مغامرة صحفية تكشف أحدث صيحات الدعارة الرجالى للحصول على طفل

أحد المتبرعين إمام مسجد ولا يجامع النساء يوم الجمعة

عميد شريعة وقانون الأزهر: على البرلمان تجريمه


قد يؤدى البحث عن حياة إلى الموت.. حياة طفل وموت ضمير، هذا اكتشفناه عندما قررنا البحث وراء مراكز التخصيب، لنصطدم بوجود بيزنس جديد، يتجاوز عمليات الحقن المجهرى، التى رغم كونها مكلفة ماديًا تبقى غير مضمونة النتائج، لذا لجأ البعض إلى التواصل مع متبرعين بالسائل المنوى، تلك العملية التى تتم فى الأغلب بالاتصال الجنسى المباشر مع الزوجة.


ألهذا الحد وصل التردي؟، أن تسمح لزوجتك بالاتصال الجنسى المباشر مع غريب مقابل طفل خطيئة، يكبر كل يوم أمام عينيك فتتمثل خطيئتك وتتجسد فى دمعه وابتسامته.

البداية عندما، ادعينا رغبتنا فى إجراء عملية حقن مجهرى جديدة، بعدما أجريناها 3 مرات قبل ذلك إلا أنها باءت بالفشل فى كل مرة، بحسب ما أخبرنا به أحد الممرضين بأحد مراكز التخصيب، فنصحنا باللجوء لمتبرع سائل منوى، خاصة أنه حل مضمون النتائج، ويتم فى سرية تامة.

وأكد لنا أن العديد لجأوا لهذا الحل، بعد فشل عملية التلقيح الصناعى، ليتمكنوا من الإنجاب، وعلى الفور طلبنا منه أن يدلنا على متبرع أمين، لحساسية الموضوع، وبالفعل أعطى لنا أرقام هاتفية لأثنين من المتبرعين.

تواصلنا مع أحدهما، وأخبرناه برغبتنا فى الحصول على سائله المنوى، بعد فشل كل محاولاتنا فى الإنجاب، فرحب بالأمر، مبديا عدم اهتمامه بالمقابل المادى، ومؤكدا أنه يتمتع بخصوبة عالية، إذ لديه خمسة أطفال، وبدأ العمل فى هذا الأمر بعد وفاة زوجته منذ عامين.

وعرض علينا اختيارين لإتمام الأمر، الأول أن يتم التبرع معملياً، والثانى أن يجمعه لقاء حميمى مباشر بالزوجة التى تحلم بالحصول على طفل، وبسؤالنا له عن أى الطرق يحقق أفضل النتائج حاول إقناعنا بمجامعة الزوجة، على أن يتم ذلك فى منزله أو فى منزل الزوجة، حسب رغبة الزوجين، على أن يكرر اللقاء عدة مرات فى حال فشل الحمل من أول مرة.

وتابع: الحمل يحدث من أول أسبوع، بعد عدة لقاءات حميمية، خاصة أنه لديه عملاء لجأوا إليه فى نفس الأمر ونجح معهم وأنجبوا طفلا، وبسؤاله عن إذا ما كان إتمام الموضوع بهذه الكيفية حلال أم حرام ضرب لنا مثلاً بآية من القرآن الكريم: «لا تسألوا عن أشياء إن تبدو لكم تسؤكم»، موضحا أننا مضطرون لذلك، ولا ضرر فيه، ثم طلبنا منه تحديد موعد للاتفاق على المبلغ الذى سيتقاضاه وتفاصيل عملية التبرع، على أن يكون لقاء التعارف فى أحد مقاهى وسط البلد.

وفى اليوم التالى قابلناه بالفعل، وتفاجأنا به، رجل أربعينى، أسمر اللون ومتوسط الطول، ثم بدأ حديثه معنا بجزء من آية فى القرآن الكريم: «وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ» 119 سورة الأنعام، ثم استشهد بحديث قدسي: «لولا تخطئون وتتوبون لذهب الله بكم وأتى بأناس آخرين يخطئون ويستغفرون فيغفر الله لهم».

وأضاف: كلنا نخطئ، والحرمات درجات، فنحن نضطر فى بعض الظروف أن نفعل أشياء لا نريدها، موضحا أن الله حرم الميتة والدم ولحم الخنزير، إلا على من اضطر غير باغ، فلو اضطريت أشرب الخمر أكون غير آثم، وهذا معنى الآية، حرمت الشىء فى المطلق وأجازته طالما مضطرين –من وجهة نظره.

فى البداية حاول طمأنتنا، وطالبنا بألا نهاب الموضوع، خاصة أننا مثقفون ومتفتحون، وعلى هذا الأساس يكون الموضوع أسهل، وبالتالى لا نشعر بحساسية تجاه هذا الأمر، وأكد لنا أن نسبة النجاح تبلغ 99,9% باللقاء المباشر، علاوة على أن تكلفة الحقن المعملى أعلى بكثير وغير مضمونة النتائج.

وزيادة فى الاطمئنان قال إن هناك العديد من العملاء، يمكن أن يتصل بهم ليعرض لنا الموضوع ويؤكد نجاحه، ومن بينهم سيدة تدعى «دينا»، مقيمة بمدينة نصر، نجحت معها التجربة من أول 10 أيام، وعمرها 32 عاماً وظلت لعشر سنوات لا تنجب، وهناك الكثير من الحالات أيضا، مثل «كروان» من إمبابة، وغيرها فى المعادى.

واستطرد: هذه الحالات فى البداية كن يرغبن فى إجراء التبرع معملياً، ثم اضطررن إلى اللقاء المباشر، بعد فشل الحقن المعملى، طالباً منا ألا نضع التكلفة المادية فى حسباننا، لأنه لا يأخذ سوى تكلفة تنقلاته، والمقابل المادى بحسب تقدير العميل، مؤكداً أن هذا المجال مكلف جداً ولكنه يبغى وجه الله ومساعدة الناس على تحقيق حلمهم فى الإنجاب.

طلبنا منه أن يتم اللقاء فى منزله، فقال إن لديه منزلين فى منطقة حلوان بالتبين، فى بلد صغير تدعى الشرفة، وبالنهاية سنكون أصدقاء، سواء اتفقنا أم لا، لأنه صديق مقرب الآن لكل العملاء الذين خاضوا التجربة، ثم أخبرنا أن لديه صفحة شخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، ويمكننا أن نتواصل من خلالها، مشيراً إلى أن بعض الحالات تأتى له من خلال الإنترنت أو من خلال تجارب لأشخاص آخرين.

وبسؤاله عن عدد النساء اللاتى خضعن لتجربة اللقاء الحميمى المباشر قال أنهن حوالى عشرين سيدة، وأتين على السمعة، وجميعهن نجح الحمل معهن ويجب أن نسير على مبدأ «ومن اضطر غير باغ فلا إثم عليه».

واختتم حديثه معنا بأنه متاح فى كل الأيام والأوقات، سواء تم الجماع فى النهار أو الليل، إلا يوم الجمعة، لأنه يعمل إمام مسجد بقريته، ما يعنى تفرغه فى ذلك اليوم للصلاة وإلقاء خطبة الجمعة على المصلين، وهذا ما أكده فيديو نشره على صفحته الشخصية فى «فيس بوك»، والتى تحمل اسم الطيب الطيب، وليعوض ذلك، يمكن أن أقضى يوماً كاملاً مع زوجة العميل، ليتم الجماع ثلاث مرات خلال اللقاء الواحد، لكن المهم أن تكون الزوجة مسترخية وأعصابها هادئة، حتى تنجح العملية ويتم الحمل.

أما المتبرع الآخر، فيدعى «سعد»، ثلاثينى ويقيم بمحافظة القليوبية، وعندما تواصلنا معه ردت علينا زوجته، والمفاجأة أن الأمر يتم بعلمها، ثم أخبرتنا بأن نتصل به بعد صلاة المغرب، فأخبرنا أن الأمر يتم معملياً أو باللقاء المباشر، مؤكداً أن اللقاء المباشر أفضل من حيث النتائج.

وبسؤاله عن تكلفة تبرعه بسائله المنوى، قال إن التكلفة تبدأ بـ 25 إلى 30 ألفاً، رافضاً أن يكون اللقاء فى محافظته لطبيعة القرية التى يقيم فيها وعرض علينا أن يتم اللقاء فى أى مكان مناسب بالقاهرة، خاصة أن الموضوع فى حالة اللقاء المباشر أو المعملى لن يستغرق سوى خمس دقائق، ومضمون لزيادة خصوبته، إذ لديه ثلاثة أبناء، جميعهم من الذكور.

وتعقيبا على ما سبق، قال الدكتور عمرو عباسى، استشارى أمراض النساء والتوليد، إن التبرع بالسائل المنوى معملياً مستحيل أن يتم داخل مصر، لأن الحقن المجهرى يتطلب وجود الزوج ببطاقته وقسيمة الزواج، ليتم الحقن، لذا يتم الحقن خارج مصر، لأنه مباح فى الدول الأوروبية، ويتم التبرع من خلال بنوك حفظ السائل المنوى أو من خلال متبرعين، ولكنه محرم ومجرم داخل مصر أو أى دولة عربية.

وبسؤاله عن وجود متبرعين بالسائل المنوى، قال أنه قد يكون بالالتفاف حول القانون، ويتم باللقاء المباشر، وحينها لا تكون هناك حاجة لمعمل الحقن المجهرى، لأن الاتصال بين الحيوان المنوى والبويضة جاء مباشرة ونتج عنه جنين، والطرفان ليسوا بحاجة للتلقيح الصناعى، لافتاً أن الاحتفاظ بالسائل المنوى يستغرق نصف ساعة فقط، وبعدها يفقد فاعليته.

وباللجوء لمشيخة الأزهر للسؤال عن الأمر، رفض ممثلوها التعليق، وطالبونا بسؤال دار الإفتاء، التى أكدت أنه محظور لديها إبداء أية فتاوى تتعلق بالمسائل الجنسية. وأوضح الشيخ عبد الحليم نبيل، عميد كلية شريعة وقانون بجامعة الأزهر، أن التبرع ممنوع وغير مقبول، لأنه اختلاط أنساب، لأن الجنين يتكون من هذه النطفة، وبالتالى فى حالة دخول نطفة أخرى يعتبر اختلاط أنساب صريحا وغير جائز شرعاً، فالتبرع بالسائل المنوى مباح فى أوروبا فقط، من خلال بنوك الحيوانات المنوية وهو باهظ الثمن ومكلف للغاية، علاوة على أنه يعتبر درجة من درجات الزنى، وعلى البرلمان إصدار تشريع لتجريمه.