نساء بلا وطن.. الهاربات إلى "جنة الشياطين" التركية

العدد الأسبوعي

أسماء الخطيب
أسماء الخطيب


نهلة لهيطة زوجة الإخوانى عمرو دراج ملكة تجارة ملابس المحجبات والمنقبات

أسماء الخطيب: هاربة من «الإعدام» بتهمة التجسس وتقود ميليشيات إلكترونية لتشويه مصر


دور نساء الإخوان كان مهماً طيلة الوقت، وهو ما اتضح فى فترة التأسيس الثانى لها، بعد عام 1954، والذى شهد حل الجماعة بعد محاولتها اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبينما كان الرجال فى السجون على إثر الحادث، قامت زينب الغزالى والشقيقات قطب، فى ستينيات القرن الماضى، وغيرهن بإدارة أمور الجماعة فى الداخل ونقل الرسائل الخطيرة إلى الخارج كما قمن بإدارة أموال الجماعة وتنميتها خصوصاً تجارة «المانيفتورة»، وقام بنفس الدور المذيعة التليفزيونية كريمان حمزة فى السبيعينات بالإضافة لكاميليا العربى.

وتكرر الأمر حديثاً مع نساء مثل بنات خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، التى تدير أموال أبيها وتجارته، هى ومجموعة من زوجات قادة الجماعة الممنوعات من السفر، بعد سجن أزواجهن على خلفية المحاكمات التى يخضعون لها فى حوداث إرهاب وتجسس.

بعض نساء الإخوان هربن إلى الخارج على غرار الرجال خاصة إلى تركيا سواء مع أزواجهن أو وحدهن لمتابعة تنفيذ تكليفات التنظيم ومنها نشر أفكار الجماعة بين النساء وإنشاء وإدارة حضانات للأطفال لنشر أفكار الجماعة بين الصغار، واستغلال المساجد والأماكن الثقافية لتجنيد مزيد من الأتباع.

وتوجد أزمة فى اكتشاف سيدات الجماعة العاملات بقوة ونشاط بدرجة أكبر من الرجال فى تجنيد عناصر جديدة، لأن التنظيم يحرص بشكل دقيق على إخفاء أسمائهن لأن الجماعة تعتبرهن القادة الاحتياطين للتنظيم.

«الفجر» توصلت إلى أسماء بعض القيادات النسائية الحالية وطبيعة نشاطهن خاصة فى تركيا التى أصبحت مرتعاً لهم بجانب مصر وسوريا ولبنان.

إحدى أبرز الإخوانيات نهلة لهيطة، زوجة عمرو دراج، الإخوانى، وزير التخطيط والتعاون الدولى فى حكومة هشام قنديل، وهى الأشهر فى إدارة بيزنس سيدات التنظيم فى تركيا، حيث تعمل فى بيع الملابس وتصديرها إلى مصر، من خلال صديقاتها الموجودات فى مصر أو بعض البائعات الإخوانيات غير المعروفات للأجهزة الأمنية، ولاينتمين للتنظيم مقابل نصيب من الأرباح حيث ترسل نهلة إليهن الأموال لفتح محال فى المولات الكبرى مثل كايرو فسيتفال سيتى، لبيع ملابس ماركات تركية، وتضمن نهلة أموال الجماعة من خلال كتابة «ورقة ضد»، تمكنها من ضمان أموالها التى تصل لملايين الدولارات، ويتم توزيع بقية العائد على أسر عناصر الجماعة المحبوسين وتمويل مشروعات أخرى للجماعة، ومنها المواقع التابعة للجماعة والمتخصصة فى نشر شائعات تضر بالاقتصاد أو بصورة مصر، أو أى دولة تستهدفها الجماعة.

نهلة لهيطة، ليست السيدة الوحيدة المسئولة عن إدارة بيزنس الجماعة، فهناك أسماء الخطيب الهاربة من حكم بالإعدام فى قضية «التخابر مع قطر»، والتى كانت تعمل مراسلة بشبكة «رصد»، والتى هربت إلى تركيا بمجرد إطلاق سراحها على ذمة القضية، حيث تعمل حالياً فيما يسمى بـ«التنسيق النسائى»، المسئول عن حشد وتعليم النساء للعمل بالوكالة عن أزواجهن فى إدارة الجماعة، كما تساهم فى الحشد الإعلامى ضد مصر عند الطلب.

أما الإماراتية الإخوانية آلاء الصديق، فهى أخطر نساء التنظيم فى تركيا، وثبت تورطها فى تدريب النساء على العمليات الإرهابية ولها دور مهم جداً فى التواصل مع قطر وتركيا لتوفير السلاح، كما أن لها خبرة فى التدريب على تنفيذ العمليات الإرهابية، وساعدتها الأجهزة القطرية فى تزويدها بجواز سفر مزور لتهريبها إلى بريطانيا بزعم أنها سورية الجنسية، وتم كشف حقيقتها بمجرد وصولها إلى أنقرة لتستكمل مهامها فى تكوين مجموعات إرهابية من النساء لتنفيذ عمليات فى سوريا ولبنان ومصر.

أما اليمنية توكل كرمان، فهى إخوانية معروفة ومهمتها استهداف الدول التى تعاديها الجماعة مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وتسهم فى تشويه هذه الدول أمام الرأى العام العالمى مستغلة حصولها على جائزة نوبل للسلام.

وتتبع كرمان نفس أسلوب آيات العرابى، المذيعة السابقة فى التليفزيون المصرى، والتى هربت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى تركيا بعد اتفاق مع أيمن نور، الذى وعدها بتحويلها إلى نجمة المعارضة فى العالم العربى، ولكنها سرعان ما اختلفت مع نور وتوكل، والقناة الفضائية التابعة للجماعة والتى كان نور مسئولاً عن إدارتها.

ويعود سر الخلاف بين الأطراف الثلاثة إلى شعور توكل بالغيرة من آيات، بسبب طبيعة علاقتها بأيمن نور فى البداية، وعندما انحازت توكل إلى نور، حاولت آيات الثأر منهما بكشف وعوده الكاذبة لها.

ولم يكن بيزنس الملابس فقط هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على أموال الجماعة خصوصاً أن يد التحفظ لم تصل إلى معظم مقدرات الجماعة وثروات أفرادها، لأن التحفظ مرهون بثبوت علاقة أعضاء الجماعة بها.

يذكر أن أموال الجماعة هدفها الأساسى هو وجود تمويل دائم وضخم يحافظ على تماسك الجماعة وقدرتها على إيلام الأنظمة التى تواجهها، سواء بالوسائل الإعلامية من ترويج للشائعات والانتقاد أو تنفيذ عمليات إرهابية، كما أنها وسيلة لتجنيد عناصر جديدة باستغلال الأحوال الاقتصادية السيئة لبعض الفئات.

وتختار نساء الجماعة بعض المستهدفات بعدة وسائل منها توفير منح دراسية للفتيات خاصة للبنات المحافظات اللاتى يرغبن فى التعليم خارج مصر ولكن فى دول إسلامية خوفاً من الاندماج فى المجتمع الأوروبى، وذلك من خلال مواقع إلكترونية فى تركيا وقطر وأمريكا مهمتها التنسيق بين الفتيات وجامعات موجودة فى هذه الدول، مع التركيز على فتيات يعانين من ظروف اقتصادية متدنية جداً ليسل السيطرة عليهن والتحكم فيهن ويشترط فى الحصول على المنحة التقديم على المواقع الالكترونية التى تطلب بيانات تفصيلية بداية من المولد والنشأة ودخل الأسرة وعدد الأشقاء والسكن والحالة الاجتماعية كاملة، والهوايات، وذلك لدراسة نفسية الفتاة المستهدفة.

وتسافر الفتيات المقبولات إلى تركيا وقطر وهناك يلتقين سيدات من الإخوان والذين يقمن بتوجيههن فكرياً، وتجنيدهن لصالح الجماعة، ثم يتم إعادة تصديرهن إلى مصر واستغلالهن لأنهن غير معروفات بالانتماء للجماعة.

كما تغازل سيدات الإخوان الفتيات فى مصر بزعم وجود فرص لتزويجهن من شبان أتراك، خصوصاً الفتيات المعدمات وتقع بعض الفتيات ضحية هذه الخدعة بالفعل.