"خالعات الحجاب والنقاب.. الثورة الصامتة".. كتاب جديد فى معرض الكتاب 2019

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


يفضح حكايات قهر النساء بعد خلعهن للحجاب والنقاب

ناقش شذوذ المنقبات والازدواجية المفرطة بين حقيقتهن وسلوكهن


يتواجد كتاب «خالعات الحجاب والنقاب.. الثورة الصامتة»، بمعرض الكتاب 2019، لكاتبة تدعى دينا أنور، أثارت الجدل مؤخرا بعدما أطلقت مبادرة نسائية بعنوان "البسى فستانك"، دعت فيها النساء إلى العودة لارتداء الفساتين مرة أخرى والنزول فى الشارع والتحرر من كل القيود.

وفى كتابها الجديد "الثورة الصامتة"، فتحت ملفا جديدا ومحظور الحديث فيه مجتمعياً من ملفات العنف ضد المرأة.. ألا وهو العنف ضد خالعات الحجاب والنقاب، المكرهات على ارتدائهما، فى كتاب عبارة عن توليفة من تجارب حقيقية لنساء ورجال حول قضية الحجاب والنقاب، كاشفة كم الازدواجية والعنف التى تعانى منها الكثير من السيدات والفتيات فى خوف وصمت، تحت مظلة القهر والإرهاب الأسرى والمجتمعى.

الكتاب يتضمن فصلين، الأول: من وراء حجاب، والثانى، ما وراء النقاب، والفصل الأول مكون من ٢٠ باباً، حول أشكال الحجاب الجبرى الذى خضعت له الفتيات والنساء فى المجتمع على شكل حكايات حقيقية وتحليلات واقعية.

أما الفصل الثانى فمكون من ١٠ أبواب، حول تناقض تصرفات المنتقبات مع هيئتهن الغامضة، وأشكال النفاق التى يخفونها خلف هذا الزى المتطرف، ويضم «من وراء حجاب» عدة أقسام، منها: حجاب الطفولة " لن أرتديه مجدداً.. ولو حلقوا لى زيرو".

وناقش هذا الجزء حجاب الطفولة تحديداً، لأن غالبية الفتيات المكرهات على ارتدائه طبقاً للكتاب أجبرن عليه فى المرحلة الابتدائية، بحكم مجتمعهم الريفى أو سكنهم فى مناطق فقيرة وشعبية، حيث تطرق الكتاب فى هذا الفصل لقصص الفتيات التى أجبرن على ارتدائه فى سن مبكرة فقط.

ثم تطرق للحديث عن حجاب البلوغ.. "البنت فى المجتمع.. صينية جلاش"، وأوضحت الكاتبة أن حجاب البلوغ كان عند غالبية بطلاتها هو نقطة التحول ما بين مشاعر البراءة ومشاعر التسليع، لأنهن فى ذلك العمر تم التعامل معهن كسلعة يجب حفظها بطريقة معينة.

ثم تحدثت باستفاضة عن حجاب التسليع.. "حجبونى ليزوجونى.. وتركونى أخلعه خوفاً من تأخر الزواج"، وتطرقت الكاتبة للظاهرة التى انتشرت فى بداية الألفينات، فطبقاً للكتاب، تحجبت الكثير من الفتيات بالتزامن مع ظهور مشايخ الفضائيات ومزايدة الشيوخ الداعين للحجاب على أفضلية الفتاة المحجبة للزواج، واعتبارها دون غيرها صاحبة الدين والأخلاق، ما دفع الشباب للبحث عن المحجبات.

ثم انتقلت الكاتبة الشابة للحديث عن حجاب التمييز الدينى، الذى كان الهدف الرئيسى له هو فضح استخدام جماعة الإخوان المسلمين للحجاب كأيديولوجية مجتمعية، لفرض توغلهم وسيطرتهم على الشارع، بحيث يتم تمييز المسلمة عن المسيحية، وتمييز المسلمات أنفسهن دينياً وممارسة ضغط نفسى على غير المحجبة، وهو ما صرح به عصام العريان القيادى البارز فى الجماعة الإرهابية فى فيديو متداول له.

وأخيرا جاء باب "حجاب العذراء والراهبات.. أدركت أن الحجاب زى تاريخى فخلعته"، وخلاله ردت الكاتبة على ادعاءات ارتداء السيدة العذراء والراهبات المسيحيات لما يشبه الحجاب، من خلال استعراض قصة حسمت هذا الصراع.

ثم طرح الكتاب سؤالا ساخرا، "لماذا لا يتحجب الرجال؟"، وهو ما مثل صرخة جماعية من الفتيات المؤمنات بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، من خلال حكاية بطلة ضاقت من فرض الحجاب عليها دون أشقائها الذكور، حتى أنها طالبت بأن يكون فرضاً على الذكور مثلما هو فرض على النساء من كثرة ما تعرضت له من تضييق وممارسات ذكورية من أشقائها تجاهها.

وفى فصل حجاب الإجبار الزوجى.. "لن تخلعيه إلا عندما أموت.. أو أطلقك"، كشفت الكاتبة إجبار غالبية السيدات المتزوجات على ارتداء الحجاب بعد الزواج، من قبل أزواجهن، بسبب العادات والتقاليد والأعراف، التى تميل لقمع المرأة بعد الزواج وتخصيصها لزوجها كشىء مملوك، وبسبب النظرية العجيبة "أنا هتحاسب عليكي!".

أما الباب الثانى بعنوان "ما وراء النقاب"، فتناول عدة فصول، منها: "نقاب البعبع. تنزلنى أنا من التاكسى عشان النصرانية دى وابنها؟"، نقاب الدعارة "رفعت النقاب وفتحت العباية وقالت لى خد بالباقى اللى إنت عاوزه!"، نقاب على واحدة ونص "بترقص وتتمايل وتتقصع بالنقاب فى الأفراح".

وأيضا استعلاء المنتقبات.. "لما المنتقبة تسب الدين للمسيحية!"، نقاب الخيانة الزوجية.. "لما المنتقبة تقرطس جوزها!"، غيرة المنتقبات من السافرات.. "إنت جميلة.. يبقى لازم تتنقبي"، النقاب الكاجوال.. "منتقبة بالمايوه والهوت شورت"، «مرات أخويا المنتقبة.. طلعت مثلية"، النقاب الجبرى "النقاب جحيم ونار وضيق تنفس".

ويتناول الشق الخاص بالنقاب فى الكتاب كيف أن هذا الزى مخالف للفطرة والإنسانية، وفيه تعد سافر على أمن وسلامة المجتمع والدولة، إذ يكون ستارا للعديد من جرائم خطف الأطفال وتجارة الأعضاء والسرقة والتسول، كما يتخفى فيه الإرهابيون والمجرمون الهاربون من العدالة والنشالون.

ليس ذلك فحسب، بل يستخدمه الرجال المتحرشون للوقوف بين النساء فى الأماكن المزدحمة، فمن الطبيعى جداً أن تتخفى فيه كل فتاة أو سيدة تريد أن تخفى حقيقةً ما أو شيئاً تفعله فى السر ولا تستطيع مواجهة أسرتها أو المجتمع به.

ثم تبدأ حكايات النقاب فى الكتاب تنقل الازدواجية المفرطة بين حقيقة غالبية المنتقبات وسلوكهن، وبين الرداء اللواتى ترتدينه كصك فضيلة وتدين أمام المجتمع، وهو ما يفسر التأثير النفسى السيئ الذى يقع على نفسياتهن ويضطرهن للتطرف.

ومن بين ذلك قصة لمنتقبة تناولها الكتاب لها ممارسات مثلية وشاذة، وفى الوقت نفسه كانت تطالب شقيقة زوجها بالالتزام بتعاليم الدين، ما يعكس الازدواجية لدى العديد من المنتقبات كما تطرق لها الكتاب.