لا تهاجموا هانى البحيرى.. قفوا احتراما لمن يحمى صناعة الأزياء فى مصر

منوعات

هانى البحيري مع نيكول
هانى البحيري مع نيكول سابا


 شهيرة النجار

إذا تطرقنا لأهم الأحداث الاجتماعية، خلال آخر أسبوعين فى 2018، سنبدأ بتحية من القلب، لمصمم الأزياء العالمى هانى البحيرى، لأنه ينقذ صناعة الملابس والموضة فى مصر.

يوم الاثنين الماضى كانت مصر على موعد مع الديفليه السنوى لملك الأزياء المصرى هانى البحيرى، الذى نجح فى إلقاء طوبة فى المياه الراكدة، بما حدث فى قصة فستان الزفاف الذى ارتدته نيكول سابا وما أثير حوله، من أنه يساوى كام مليون جنيه لأنه مرصع بالألماس.

هانى قال: إن الفستان كان للعرض فقط وصاحب الماسات أخذ ماساته بعد العرض مباشرة، وأن نيكول لم تجر إلا بروفة واحدة على الفستان قبل العرض، وكان وسط حراسة شديدة نظراً لقيمة الماسات.

الدنيا قامت، إزاى فستان يتم ترصيعه بكل هذه القيمة المالية، ودخل الأمر فى أننا بلد فقير، ودخل الأمر فى اتجاه آخر، وهنا أتساءل، هل الديفليهات التى تقام فى الفنادق الخمسة نجوم ضيوفها وروادها من الطبقة البسيطة؟، بالطبع لا، فرواد هذه المناسبات شرائح معينة لديها القدرة المالية على دفع ثمن فستان من مصمم مصرى له اسم عالمى.

والأهم أن ما فعله هانى البحيرى هذه المرة بالديفليه كان عليه أن يفعله منذ سنوات، فقد جاء متأخراً، لماذا؟ لأن غالبية الميسورين مادياً يتجهون فى السنوات الأخيرة للمباهاة وشراء موديلات الأفراح من مصممى بيروت وأوروبا، زهير مراد وإيلى صعب وجورج شقرا، أو من بيوت الأزياء العالمية، تاركين أسماء المصممين المصريين، الذين أصبحوا عمالقة فى مجالهم، فكان لزاماً أن يقول هانى باسم كل مصمى أزياء مصر باعتباره عميدهم، نحن هنا.

الفستان كان للجذب الإعلامى ونجح فيه، لأنه بالبلدى «زمار الحى لا يطرب»، وكان موفقا لاختياره فنانة من أصل لبنانى، بلد الموضة أيضاً، نعم صناعة الأزياء عندنا فى مصر تحتاج لوقفة ويجب دعمها فى ظل إغراق السوق بالمنتجات التركى الرخيصة والمهربة والمنتجات الصينية، فقد تم إغلاق مصانع كثيرة داخل مصر فى مجال النسيج، فى الوقت الذى كانت تقوم أسماء عالمية مثل لاكوست وتومى وماركس أنداسبنسر وزارا بالتصنيع داخل مصر، ثم يتم العرض فى كل فروعها بالعالم كله.

حتى أنت عزيزى القارئ، كنت تشترى جاكت لاكوست من باريس مكتوب على التكيت الداخلى صنع فى مصر، لكن الآن مع كل العراقيل التى يعانى منها سوق النسيج وصناعة الملابس فى مصر أصبحت الهند وتركيا والصين هى الوجهة لهم، وأيضاً بكل أسف مافيا تهريب الملابس الجاهزة داخل مصر وفتح المحلات فى كل بقعة الآن، وتلك المحلات والأون لاين والبازارات التى تتم تحت مرأى ومسمع المسئولين دون تحرك، وكل ما هو معروض مهرب ولا يتم دفع الضريبة عليه.

عدد كبير من المحلات التى تعرض الملابس التركى ترفض إعطاء إيصال بيع، حتى تتنصل من دفع الضرائب، وفى ذات الوقت يكون سعر المباع ثلاثة أضعاف قيمته ولا يجد المواطن من يحميه، حتى أن قانون حماية المستهلك الذى يلزم البائع بإعطاء إيصال بيع ورد البضاعة إذا كان فيها عيب وإبراز السعر فى مكان واضح، مع الأسف تلك المحلات تضرب عرض الحائط بها، وكأنها دويلة داخل الدولة.

وأنا بحكم إقامتى بالإسكندرية أجد غالبية المحلات الموجودة هنا تتبع هذا الوضع، بل إن المدينة الصناعية السياحية تحولت لبوتيكات ملابس مهربة وبازارات وأون لاين، ولا عزاء للصناعة المصرية، فلابد من وقفة، صناعة الملابس المرتبط بها فتح بيوت عمالة وسائقين وبائعين فى الضياع، ما فعله هانى البحيرى يستحق التحية، شابوه له، الرجل يصرخ بطريقته يا عالم يا هووه نحن هنا، نحن صناعو ومصممو الأزياء المصريين لا نقل عن أى مصمم خارج مصر تصنعه الدعاية.