يحيى خليل.. صانع البهجة الذى أسعد أهل الإسكندرية

منوعات

يحيى خليل
يحيى خليل


 شهيرة النجار

لم أستمتع منذ فترة طويلة بعرض فنى راق يطير ويحلق بى فى عوالم أخرى مثلما استمتعت بحفل ملك الجاز يحيى خليل، داخل دار الأوبرا بالإسكندرية الجمعة الماضية، فقد كنت مصرة أن أصطحب ابنى ليستمع للجاز ويتعرف عليه، ربما يطلب منى تعلم تلك الآلة ليخرج طاقته فيها، ولكن كان لدى هاجس خطير أن المكان كلاسيكى وربما المزيكا التى سيتم عزفها لن تعجبه.

ذهبت وأنا أحاول إقناعه أن الشخص الذى ستذهب لسماعه هو أحد مشاهير العالم فى الموسيقى، والمكان الذى سنذهب له تاريخى، حجزت وجلست لأتفاجأ أن المكان كامل العدد وبكل الأعمار السنية، والجميع قادم فى أبهى صورة، مهيأ نفسه للاستمتاع، حفل يحيى خليل داخل الأوبرا كان غير، والرجل شعر بحالة الجمهور المزاجية فأبدع وتألق.

قدم مقطوعات لمقدمات أغانى أم كلثوم وعبد الحليم بتوزيع جديد مبهر، ومقطوعات من الفلكلور الروسى والإيطالى، لدرجة أن الجمهور كان يطلب الأكثر، وتحول ابنى لمود آخر مع أصدقائه، هنا شعرت بالسعادة، لا لسعادة ابنى وأصحابه ولكن لأننى نجحت أن أعرفه عالما مختلفا غير الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية التى يقضى غالبية وقته عليها.

هناك أشياء أخرى تستحق الاستمتاع، شعرت كم أن هذا الفنان عبقرى كى يعجب كل هذه الأجيال المختلفة، ثقافة وموداً، ويجمعهم تحت سقف واحد فى حالة فريدة من الشغف بما يقدمه، لكن الذى عكر صفو الأمر هو أن كافيتريا الأوبرا لا تعمل، يعنى عايز كوب شاى أو زجاجة مياه فكل ما عليك إلا الخروج لتناول كوب شاى من نصباية الشاى الملاصقة للأوبرا، ليه يا جماعة؟، أصل مش لاقيين حد يأجر المكان، وهل من الصعوبة استحضار عامل بالمكان يبيع حتى زجاجة المياه، وكله داخل حساب المكان لحين ميسرة، هى دى كمان عايزة مزايدة وفتح مظاريف أو عايزة تفكير؟.

ونعود لحفل يحيى خليل الذى من شدة تفاعله مع الجمهور ورغبته الملحة أن يقدم فنه عاتب ولام على عدد من دور الثقافة الكبيرة، التى توصد أبوابها بالروتين أمام تقديم فنه، وحكى للجمهور عن حفله الذى كان بالأوبرا قبلها بيوم فى القاهرة، وكانت حاضرة وزيرة الهجرة نبيلة مكرم وكم كانت سعيدة وتواصلت معه لتقديم حفلات.

يحيى خليل فنان مصرى نفخر به، عبقرى، عجين متجانس من ثقافات كل أقاليم مصر مع ثقافات العالم، أخرجها لنا بطابعه الموهوب، مع الأسف لا يقدر قيمته إلا دار الأوبرا، أما بقية المنارات الثقافية الأخرى مع الأسف «....»، أما مهرجان الأغنية الذى بدأ فاعلياته السبت الماضى فلنا معه وقفة العدد القادم بإذن الله.