وفيات ومضاعفات.. الإهمال الطبي يُهدد أرواح المرضى في المستشفيات

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أقسموا على حماية أرواح المرضى ولكنهم كانوا السبب الأول في تهديد حياتهم، فكلما استنجد بهم أحدهم لإنقاذه خيبوا أمله فكتبوا النهاية لكل مريض وزرعوا اليأس بداخلهم بالإهمال والتقصير الذي اعتادوا عليه في ظل غياب الرقابة داخل المستشفيات بشكل عام والقطاع الحكومي منها بصورة خاصة.

وفي سياق ذلك، تستعرض "الفجر" أبرز ضحايا الإهمال الطبي في المستشفيات، وذلك خلال السطور التالية.

دخلت المستشفى على قدميها فخرجت في كفنها
فريال إبراهيم، كانت إحدى ضحايا الإهمال الطبي بمستشفى منيا القمح العام.

فبعد شهرين من الحمل توقف نبض الجنين بداخل رحم "فريال" فاضطر الطبيب المتابع لحالتها أن يحولها لمستشفى منيا القمح العام لإجراء عملية "كحت وتنظيف" لتجري العملية وتخرج سالمة بع طمأنة الطبيب لها.
وبعد فترة لاحظت فريال انتفاخ بطنها وشعرت بالإعياء، فتم تحويلها لمستشفى الزقازيق العام، التي كشفت عن الكارثة التي أصابتها بسبب الإهمال.

فخلال العملية السابقة التي أجرتها فريال، أصيبت بسبب خطأ طبي بثقب في الأمعاء والرحم والقولون مما تسبب في حدوث مضاعفات لها أودت بحياتها.

الإهمال الطبي تسبب في مضاعفة ألمها
حالة جديدة من ضحايا الإهمال الطبي كانت ضحيتها طفلة تعرضت لقطع بالأوتار بيدها اليمنى بسبب كوب زجاجي، فتوجه بها والدها إلى مستشفى الأحرار العلم بالشرقية، لإجراء عملية جراحية.

وقال محمد صلاح عامل والد الطفلة المجنى عليها فى البلاغ أن ابنته الطفلة "حبيبة" أصيبت أثناء تواجدها بالمنزل بقطع بالأوتار بيدها اليمنى من كوب زجاج، وتم تحويلها إلى مستشفى الأحرار، ودخلت غرفة العمليات، وبعدها أخبرنا الطبيب المعالج بتوصيل الأوتار، وتم إزالة الجبائر بعد 22 يوما من إجراء العملية، وطالبنا الطبيب بإجراء علاج طبيعى للطفلة.

وتابع الأب أنه بعد فترة لم تتحسن الطفلة، وظلت تبكى من الألم، فذهبت بها إلى طبيب خارج المستشفيات الحكومية، وطلب إجراء أشعة جديدة وتبين أن الأوتار ما زالت متقطعة، ولم يتم توصيلها، وطالب والد الطفلة، بمحاسبة الطبيب المتسبب فى التقصير والإهمال فى علاج الطفلة.

وفاة سيدتان نتيجة الإهمال الطبي في الغربية
شهدت محافظة الغربية واقعتى إهمال طبى فى أقل من أسبوعين راح ضحيته سيدتين نتيجة إجراء عملية ولادة قيصرية داخل مستشفيات بالمحلة، وصدر بناء على تقرير لجنة إدارة العلاج الحر قرارين من اللواء احمد صقر محافظ الغربية بغلقهما.

وكشف تقرير لجنة الصحة لفحص هذه المستشفيات، والتى صدر بشأنها قرار غلق وسحب تراخيص، عقب وفاة سيدة أثناء إجراء ولادة قيصرية، نظراً لوجود إهمال طبى، وجود كوارث طبية بالإضافة إلى عديد من المخالفات.

وأوضح تقرير اللجنة، التى شكلها الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، برئاسة الدكتورة صافيناز عثمان مدير إدارة العلاج الحر بالمديرية، المخالفات التى تم رصدها بالمستشفى ومنها أنه  تم استقبال السيدة ياسمين أمير البسيونى بالعيادات الخارجية بالمستشفى فى حالة وضع، وتم تجهيزها ومراجعة فحوصها بمعرفة طبيب مقيم غير مختص"غير أخصائية نساء" وقامت بتحديد ميعاد الولادة.

وأضاف التقرير الطبى المرفق من المستشفى أنه حدثت مضاعفات أثناء العملية وتبين وجود 3 أورام واستغرقت العملية أكثر من 3 ساعات ومع ذلك تم نقلها إلى غرفة الإقامة.

وأوضح التقرير أن التمريض الموجود بجناح الإقامة لا يحمل ترخيص مزاولة مهنة، وأنه لم يوجد أطباء فى الدور مما أدى إلى تدهور الحالة وتوقف قلبها عن النبض، وعدم وجود نائب عناية، ونموذج التخدير لا يستخدم بانتظام.

كما تبين عدم اتباع سياسة مكافحة العدوى وفقا للتقرير الوارد من إدارة مكافحة العدوى بالمديرية، حيث وجد  كيس دم كامل تم سحبه بالمستشفى مكتوب عليه اسم المريضة "ياسمين محمد"، علما بأنه لا يوجد بنك دم بالمستشفى وفقا للتقرير الوارد من إدارة بنك الدم بالمديرية.