جمال باراس يكتب: نحن من هزمنا الحوثي ودحرناه من باب المندب إلي السويد

مقالات الرأي

بوابة الفجر



أخطاء قاتلة توجت بانتصار

ذهبت الحكومة الشرعية إلي السويد باعتبارها احدي المحطات، وكانت التوقعات تذهب إلي أن مصير هذه المفاوضات مثل ما سبقها الفشل حتي أن مسمي مفاوضات كان مرفوض وذهب البعض إلي اطلاق كونها مشاورات وليست مفاوضات علي اعتبار أن ما ستخرج منها اتفاقات غير ملزمة.

وكان هذا الخطأ الاول 

وتمت الموافقة علي اجراءات بناء الثقة والمتضمنة نقل جرحي الحوثيين مع مرافقيهم بطائرة خارج صنعاء دون قيد او شرط وهو الطلب الذي سبب فشل المفاوضات السابقة في جنيف وظهرت بهذا الشرعية بانها هي من تسبب في افشال مفاوضات جنيف وكان هذا خطأ.

وياتي الخطأ الثالث في تشكيل الوفد والمكون من..

1- خالد اليماني وزير الخارجية، رئيسا للوفد.
2- د. عبدالله العليمي مدير مكتب رئاسة الجمهورية. 
3- عبدالعزيز جباري مستشار الرئيس العدالة والبناء 
4- ياسين مكاوي مستشار رئيس الجمهورية و قيادي بالحراك الجنوبي 
5- د. محمد العامري وزير دولة. الرشاد. 
6- علي عشال – عضو مجلس النواب قيادي بحزب الاصلاح 
7- عثمان مجلي وزير الزراعة. قيادي في المؤتمر الشعبي العام. 
8- رنا غانم الامين المساعد للتنظيم الناصري . 
9- مروان دماج وزير الثقافة. قيادي بالحزب الاشتراكي. 
10- العميد عسكر زعيل الملحق العسكري بتركيا،
11- هادي هيج عضو مجلس الشورى قيادي في مقاومة تهامة 
12- أحمد غالب عضو اللجنة الاقتصادية

ومن خلال تشكيل الوفد تبين انه يخلو من العسكريين باستثناء عسكر زعيل الملحق العسكري بتركيا والمنقطعة صلته بالجبهات والحياة العسكرية منذ ست سنوات ولم يتولي خلال السنوات الماضية اي قيادة عسكرية بالرغم من الركيزة الاساسية للمفاوضات هي عسكرية والبقية مدنيين. 

كما أن الوفد لم يراعي التمثيل المناطقي باعتبار أن ابناء الاقاليم اكثر دراية بمناطقهم وبالرغم من أن الحكومة الشرعية اعلنت مرارا تكرار انها حررت 85% من مساحة اليمن ولكن محافظة حضرموت والتي تشكل 70% من الارض المحررة الا أنه لم يكن لها اي تمثيل بالوفد بالاضافة إلي أن ممثل الجنوب كان شخصية لا تحمل ثقل شعبي ولم يتم تمثيل المجلس الانتقالي التمثيل المتبع.

وتستمر الاخطاء في البرنامج الموضوع للنقاش وعدم وجود ناطق إعلامي، وتاتي المعطيات بان نتائج المفاوضات مصيرها الفشل.

ولكن تتغير المعطيات سريعا ويبدا الوفد باستعادة توازنه، وتأتي التصريحات المسئولة والمتوازنة والتاكيد علي الحرص علي السلام، وتأتي الأخبار بانتهاكات عديدة للهدنة في الحديدة ومحاولات من ميليشيا الحوثي لاستعادة مواقعها.

وتصدي بطولي من أبطال المقاومة التهامية ويساندهم رجال المقاومة الجنوبية في الساحل الغربي وفي محور صعدة تقدم مستمر لقوات الجيش الوطني، الأمر الذي إعاد للمفاوضين اتزانهم وقوتهم وبداء التحدث عن الطلبات وتعديلها والاهتمام باكثر الملفات الشائكة ولعلهم لم يصلوا إلي مرحلة الوصول لوضع خارطة سياسية ولكن ما تحقق كان كثير وما كان ليتحقق لولا الدعم الشعبي للمقاومة والمساندة من دول التحالف سياسيا وعسكريا.

ولعل التصريحات الإيجابية من القيادة السياسية السعودية والإماراتية، التي سبقت المفاوضات والتاكيد علي أن هناك أمل في تحقيق السلام وانهم لن يتوقفوا عن دعم اليمن واليمنيين.

وبالفعل ظهر اتفاق نحلم بتحقيقة منذ سنوات فمدينة الحديدة سيتم تطهيرها وإخراج المقاتلين منها ليدير الميناء إدارة مدنية وباشراف الأمم المتحدة دون أن تسقط الدماء.

وتأتي الخطوة الهامة وهي اطلاق الاسري الذين تم اسرهم منذ سنوات فاي شعور يمكن أن تشعر بها أسرة يعود لها عائلها بعد سنوات طويلة من الانتظار والخوف وفقدان الأمل في العودة.

وتأكيد وجود الدولة بادخال إيرادات ميناء الحديدة إلي البنك المركزي، وهي كلها خطوات تعيد الدولة إلي مناطق كانت تحت سيطرة الحوثيين.

وفي النهاية كل خطوة نحو الوصول إلي سلام دائم هي ستنال الرضا والقبول مهما كانت، فلا منتصر ولا مهزوم ولكن هناك وطن مخطوف يطلب الجميع استعادته وكل تقدم نحو هذا الهدف سيسعد به كل من تأثر من هذه الحرب وحلم اقترب تحقيقة بعزيمة وشجاعة الرجال.