الذكرى السادسة لاستشهاده.. ولا يزال الحسينى يطارد قاتله الإخوانى

العدد الأسبوعي

الحسينى أبو ضيف
الحسينى أبو ضيف


غاب الحسينى أبوضيف، منذ سنوات، برصاصة انطلقت مع سبق الإصرار والترصد، من قاتل إخوانى، لمنع الحسينى من توثيق عمليات القنص التى كان يقوم بها مسلحون ينتمون لجماعة الإخوان، ضد متظاهرين بعينهم من آلاف المحتجين أمام قصر الاتحادية، رفضاً لممارسات جماعة الإخوان ورئيسها محمد مرسى.

ترك الحسينى فى قلوب والديه وأصدقائه وزملائه فى الصحف خصوصاً «الفجر»، التى شهدت بزوغ موهبته الصحفية، جرحاً، لا يزال ينزف، وذكرى لا تغيب، إذ لا يزال اسم الحسينى موجوداً على قاعة التحرير تخليداً لوجوده المستمر، كما لا يزال الحسينى حاضراً حال نجاح أحد الزملاء فى مهمة صحفية، أو وجود تحقيق يحتاج لمجهود ضخم، وفى هذه اللحظة تخفى الألسنة عبارة: «لو الحسينى كان عايش كان عمل الموضوع ده بسهولة».

جميع القرائن الموجودة فى الحادث، تؤكد وجود عملية اغتيال ممنهجة للحسينى، بداية من اكتشاف أن الحسينى يرصد الملثمين الموجودين بين صفوف الجماعة، والأسلحة التى يحملونها، إلى التقدير بأن وصول هذه الصور ونشرها فى جريدة «الفجر» سيفضح الجماعة فى هذا التوقيت الحرج، ما أدى فى النهاية إلى إصدار أمر القتل، برصاصة تشير كل الشواهد أن مطلقها قاتل محترف يستطيع استهداف شخص يتحرك وسط مئات المحتجين.

وكعادتها حاولت جماعة الإخوان إلصاق الجريمة بالمتظاهرين أنفسهم، وقالت إن الحسينى كان فى الجانب الموجود فيه أنصارها، ولا تزال الجماعة تحاول ترويج هذه الكذبة فى كتاباتها عن الثورة، خصوصاً أن وجه الحسينى لايزال يطاردها، مع سقوط صحفيين آخرين برصاص عناصر الجماعة فيما بعد ومنهم الزميلة ميادة أشرف، بجريدة الدستور، والتى استهدفتها رصاصة إخوانية أخرى فى عين شمس.

يحترف الإخوان الكذب، ويعلمون أن الإصرار عليه يرفعه لمرتبة الحقيقة، خصوصاً أن الزمن كفيل بتحويل الجانى إلى ضحية، ولكن هذه الجماعة لا تعرف فى المقابل أن الحسينى، بعد غيابه، أصبح محترفاً للحياة، ويظهر فى خلفيات أى مشهد يتصدره الإخوان، ولا يزال دمه يطاردهم.

عندما يشارك عناصر الجماعة، فى الوقفات الاحتجاجية المطالبة بالكشف عن مصير السعودى، جمال خاشقجى، الذى قتل فى قنصلية بلاده بإسطنبول، كانوا يحاولون فى الأصل أن يروجوا بأنهم الفصيل المدافع عن الحرية وعن حق الصحفى فى نشر الحقائق، وفى هذه اللحظة نفسها لم يستطع كثيرون أن يقتنعوا بما تراه أعينهم لأن صورة الحسينى وهو يحمل الكاميرا وهناك رصاصة إخوانية فى الطريق كانت أقوى من أى احتجاج زائف.