أوروبا تحيى حلم الأمومة بـ«زراعة الرحم»

العدد الأسبوعي

أوروبا تحيى حلم الأمومة
أوروبا تحيى حلم الأمومة بـ«زراعة الرحم»


العملية تتكلف 100 ألف دولار أمريكى.. يجريها فريق طبى كامل لحساسيتها

آمنة نصير: بعيدة عن خلط الأنساب.. وإصدار فتوى بجوازها ضرورة

عجز الكلام عبر العصور عن وصف علاقة الأم بطفلها، فليس على هذه الحياة ما هو أقدس من تلك العلاقة التى تغلفها الرحمة الخالصة ويكسوها الحب الحقيق، لذا تواجه أغلب السيدات شبح الحرمان من ذلك الإحساس بخوف لا مثيل له، خاصة إذا ما كان السبب فى ذلك «عيبا خلقيا» بالرحم.

لكن مؤخرا، بدأت عملية زراعة الرحم فى أوروبا، ومن ثم انتشرت فى العديد من الدول العربية، مثل السعودية والأردن ولبنان، وتتراوح تكلفتها ما بين 70 و100 ألف دولار أمريكى، ويجريها فريق طبى متكامل وليس طبيبا واحدا، لدقتها وحساسيتها وصعوبتها، وخلال السطور التالية، ترصد «الفجر» ما قالته مجموعة من السيدات اللاتى يحلمن بإجرائها مهما كان الثمن.

رجاء، 17 عاما، كانت أولى الحالات التى وافقت على الحديث لنا، قالت: اكتشفت أننى ولدت بعيب خلقى، يتمثل فى عدم وجود رحم لدى، ما يعنى أننى لن أصبح أما أبداً، ما دفعنى للتفكير فى إجراء عملية زراعة الرحم، رغم تخوفاتى منها، علاوة على تكلفتها الكبيرة.

وتابعت: رغم بلوغى الـ17 عاماً من عمرى لم تأت لى الدورة الشهرية، مثل باقى الفتيات، ما دفعنى إلى اللجوء لطبيب أمراض نساء، وحينها اكتشفت الكارثة، لقد ولدت بدون رحم

وأضافت، نصحنى الطبيب بالسفر إلى إحدى الدول العربية، لإجراء عملية الزراعة هناك، بعد الاتفاق مع متبرعة بالرحم.

لم تختلف حالة خلود محمود، 40 عامًا عن سابقاتها، إذ أكدت لـ«الفجر» أنها تبحث منذ 5 أعوام عن متبرعة، توافق أن تتبرع لها بالرحم، لأنها تعانى من عقم، بسبب أن رحمها طفولى، وفشلت فى العلاج أكثر من مرة، إلى أن فقدت أى أمل فى الحمل والولادة، ثم قرأت عن العملية وعرفت أنها معقدة وعدد من أجروها فى العالم قليل، وأغلبهن فى السويد والهند.

وأضافت، تواصلت مع أحد معارفى فى الهند، وطلبت منه الوصول لأحد الأطباء الكبار المتخصصين فى النساء والتوليد هناك، تمهيدًا لإجرائه العملية لى، موضحة أن الطبيب وافق بشرط أن توفر متبرعة تكون موافقة على إجراء العملية، كما طلب منها تحاليل طبية لتوضيح إلى أى مدى تتطابق الأنسجة وفصيلة الدم.

وأكد الدكتور فكرى عبد المجيد، استشارى جراحة عامة ومناظير، أن هناك شروطا يجب توافرها لنقل الرحم من سيدة لأخرى، وهى أن تكون فصيلة دمهما واحدة، بالإضافة إلى أن تتوافق المتبرعة والمتبرع إليها جينيًا، علاوة طبعًا على توافق الأنسجة.

ونوّه عبد المجيد إلى أن نسبة نجاح العملية قليل، إذ يصل لـ15% فقط، خاصة أن جسم المتبرع لها قد يرفض الرحم، رغم تطابق الأنسجة والجينات وفصيلة الدم.

وفيما يتعلق برأى الدين، قالت آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، إن الرحم وعاء فى جسد المرأة يستوعب الجنين ولا يتدخل فى الحيوانات المنوية للرجل أو بويضة المرأة، وبالتالى هذا لا يندرج تحت بند خلط الأنساب، مطالبة بوجود فتوى دينية رسمية بذلك، لتنظيم هذه المسألة ولمنع اللغط والشائعات.