بعد تدمير أنفاق فى جنوب لبنان.. سيناريو الرعب بين إسرائيل وحزب الله

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


صواريخ التنظيم تهدد حقول الغاز ومراكز الطاقة.. و«القبة الحديدية» لا تستطيع المواجهة

رعونة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد تورط جيشه فى حرب ضد حزب الله اللبنانى، بعد اتخاذ نتنياهو خطوة مفاجئة بتدمير أنفاق التنظيم الموالى لإيران، والتى تمتد من داخل الأراضى اللبنانية عابرة حدود الدولة العبرية، ويرى قادة الجيش الإسرائيلى، أن هذا التصرف سيدفع بهم لحرب غير مضمونة نتائجها.

العميد إيلى بن مائير، رئيس شعبة الأبحاث السابق، بالمخابرات الحربية، قال إنه حال تفجير أحد الأنفاق ومقتل عناصر من الحزب، أو حال تدخل إيران فى العملية، فإن الأمر لن يكون مأمون العواقب لأن أخطر ما ستواجهه تل أبيب وقتئذ هو ترسانة الحزب الهائلة من الصواريخ، كما أن الحزب يملك قدرات خاصة لشن هجمات مؤلمة ضد إسرائيل.

قبل 3 أشهر أعد مجموعة من ضباط الجيش الإسرائيلى سيناريو تفصيليا بخسائر إسرائيل المتوقعة إذا حاربت حزب الله، وقدموا تقريرهم إلى المجلس الحكومى المصغر، والذى تضمن سيناريوهات الخسائر، إذا استمرت المعركة 10 أيام، أو أسبوعين أو أكثر من شهر.

يقدر التقرير حجم مخزون الحزب اللبنانى من الصواريخ بأكثر من 130 ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى، 90% منها قادرة على تهديد جميع المستوطنات الإسرائيلية الشمالية حتى مدينة حيفا، ومعظمها مجهزة بحمل رؤوس تفجيرية تزن 10 كيلوجرامات وأكثر، ولذا ستكون تل أبيب مضطرة لإجلاء مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين يعيشون فى هذه المستوطنات.

وأكثر ما يقلق القادة العسكريين فى إسرائيل هو حجم التوقعات المتفائلة من جانب الجمهور الإسرئيلى، خصوصاً أن رجال الحرب أكثر معرفة بقدرة حزب الله على إيلام إسرائيل، بضرب الجبهة الداخلية والعمق الإسرائيلى لأن ما حدث فى عمليتى الجيش الإسرائيلى «عامود السحاب» و«الجرف الصامد» ضد حركة حماس فى قطاع غزة، لا يمكن ضمان تكراره إذ استطاعت منظومة القبة الحديدية الدفاعية اعتراض 90 % من الصواريخ التى تم إُطلاقها نحو المناطق السكنية، بينما يستطيع حزب الله، ضرب إسرائيل بمئات الصواريخ يومياً، ما يعنى حدوث خسائر كبيرة فى الأرواح فى المستوطنات الشمالية وفى وسط إسرائيل، لأن عدد الصواريخ الاعتراضية لدى تل أبيب محدود نسبياً، فضلاُ عن أنه مكلف حيث يصل ثمن الصاروخ الاعتراضى الواحد لـ50 ألف دولار.

التقرير حذر من ضرورة إغلاق حقل الغاز الطبيعى «تامار» خلال الحرب ضد حزب الله، رغم تزويده بالأنظمة الاعتراضية والمضادة للصواريخ من جانب السلاح البحرى والجوى، لأن استهداف الحقل سيتسبب فى أضرار جسيمة لإسرائيل قد تستمر لسنوات طويلة لكى يتم إصلاحها، وكذلك الحال بالنسبة لمحطات الطاقة والكهرباء، مع القيام بإجراءات طارئة من جانب الحكومة بضرورة قطع التيار الكهربائى على فترات محددة ومعلنة طوال فترة الحرب.

وحدد التقرير 50 مشروعاً من مشروعات البنية التحتية باعتبارها مهددة فعلياً، منها منشآت خاصة بالمواصلات العامة، ومراكز الطاقة، ومواقع بطاريات الصواريخ الاعتراضية، مع ملاحظة أن 20 % فقط من هذه المواقع تم تزويدها بطبقة خرسانية إضافية خلال العامين الماضيين.

وأكد واضعو التقرير أنه يجب إخلاء أكبر عدد من المستوطنين القريبين من الحدود، مع ضرورة إطاعة المدنيين للتعليمات الأمنية أثناء عمليات الإخلاء، خصوصاً أن قيادة الجبهة الداخلية طورت برنامجاً تقنياً، يتيح لمستخدمه رصد مكان سقوط الصاروخ.

ولكى لا تخطأ إسرائيل وتستفز حزب الله فى هذا التوقيت، كشفت صحيفة معاريف العبرية، أن عمليات هدم الأنفاق تتم سراً وبصورة حذرة بدرجة كبيرة، ووسط تعزيزات أمنية خاصة، لأن أى خطأ فى التقديرات، قد يؤدى لمواجهة عسكرية فوراً.