عزاء 5 نجوم لـ«محمد رجب» في جامعته الخاصة بحضور VIP

منوعات

محمد رجب
محمد رجب


 شهيرة النجار

الراحل آخر جيل الرواد الذين رحلوا بعد زهران والنجار ولطفى منصور ورشيد

تحمست منذ 18 عاما تقريبا لجمع مادة عن أشهر رجال أعمال بالإسكندرية، المؤسسين للشركات والمصانع الضخمة فى مصر، ومقرها الإسكندرية، وذلك بعدما وجدت أن ثلثى تجارة وصناعة مصر تتركز فى عروس البحر المتوسط، بحكم الميناء وخلافه.

وبعد البحث وجدت أنه لو وجدت إحصائية لأهم 30 رجل صناعة ومال وتجارة فى مصر لقفز على الأقل عشرة منهم من الإسكندرية، وبدأت فى وضع أولويات الأسماء، ومن منهم حى، حتى أسمع قصة نجاحه، ووضعت قائمة بجمع مادة عن محمد زهران، صاحب مصانع تيفال الشهيرة والشيكولاتة، بخلاف أشياء أخرى.

وكذلك مصطفى النجار، وكان وقتها رئيس غرفة تجارة الإسكندرية، وهذان الكبيران كانا لا يزالان على قيد الحياة، ثم الاسم الثالث محمد رجب، ولكن لم يكن لى صلة مباشرة به، ولطفى منصور، والد ياسين، ويوسف منصور، ومحمد رشيد الأب، ورشيد محمد رشيد، وطلعت مصطفى، والد هشام وعمر وطارق وهانى وميشيل أحد.

وكانت وقتها تلك الأسماء تعد الركيزة الأكبر فى عالم صناعة وتجارة مصر، والتى تفرع منها جيل أبنائهم الذين توسعوا فى عالم الأعمال والصناعة، ثم ظهور عدة أجيال مالية وصناعية أخرى بالإسكندرية، سواء فى الصناعة أو المقاولات أو التجارة، تلك الأسماء لهذه الأجيال فى خلال الـ18 عاما المنصرمة، تحولت الآن لتايكونات تلعب فى خانة المليار، وأصبحت أسماء إعلامية شهيرة، لكن يبقى (البايونير) وهى الأسماء الرائدة الأولى.

وبالفعل اتخذت الخطوة الأولى وجلست إلى محمد زهران الأب ومصطفى النجار واستمعت إليهما، بالطبع لا يوجد إنسان يتحدث عن عيوبه أو أخطائه، فوجدت أننى أمام ملائكة مجنحة لا تخطئ، بل يأتيها وحى من السماء، فجلست إلى نفسى، هل الكتاب الذى سأنوى كتابته، ستكون مادته بعد تجميعه من أصحابه وأولادهم وأحفادهم بدون تعليق، أم ذكر المحاسن فقط، أم عيوب ومحاسن؟ وإذا كان مجرد تجميع وليس تأريخا لهؤلاء الرواد، فمن سيقوم بطباعته؟، لأنه فى تلك اللحظة سترفض دور نشر كثيرة الطباعة، لأنه غير محايد أو موضوعى.

ولو قمت بطباعته على نفقتى الشخصية فما هى الجدوى منه، خاصة أنه يأخذ جانبا واحدا فقط، وساعتها سأتهم بأننى قمت بطباعته على نفقة هؤلاء الذين سلطت الضوء عليهم، وأننى اخترت أسماء بعينها قامت بالدفع، بينما تجاهلت الأسماء التى أحجمت عن المشاركة فى الطباعة، فقررت غلق الملف كاملا بعد نصيحة من أستاذى مفيد فوزى وقتها.

نقطة ومن أول السطر، ظل الأمر يلح علىَّ فى ذهنى سنوات وسنوات، خاصة أن لدى مادة ومعلومات عن رجال المال والمشاكل والحياة الاجتماعية، لكن قررت أنه إذا كان ولابد من ذلك فيجب تقسيم الفكرة لأسماء رائدة، ثم أسماء أجيال أخرى، ثم حياة اجتماعية شهيرة وقصص لهؤلاء والمشاكل التى دارت حولهم.

حتى كان الخميس الماضى، نبأ رحيل محمد رجب، آخر جيل الرواد بالإسكندرية، وهو الذى قمت بعمل حملة ضد كثير من التجاوزات الخاصة بمشروعاته وأعماله فى مجال الأراضى، وقامت هيئة الرقابة الإدارية مع بعض الجهات الأخرى باسترداد حوالى (270) مليون جنيه تقريبا منه.

وفى مارس من العام الماضى نشرت أنه الآن بعد استرداد جزء من أموال الدولة، أصبح لا خصومة بينى وبين آل رجب، توقفت عن النشر ليقوم أحد المقربين من آل رجب مصادفة بمقابلة زوجى، ويقول إن شهيرة النجار تفتح ملفات لأغراض وتغلقها لأغراض، والدليل أنها كتبت عن آل رجب، والآن هى لا تنشر شيئا، يعنى بالبلدى (.......).

رد زوجى عليه بما يليق به، ونشرت بعدها أن الناس تتهمنى أننى أفتح ملفات لأغراض وأغلقها لأغراض، وأشرت للواقعة بآل رجب، لأنهم نفوس مريضة ولم يعتادوا على وجود أشخاص محترمين، فى معشر الصحفيين، ونشرت أنى أرفض الذهاب للمناسبات العامة لديهم، خشية القيل والقال.

الآن رحل محمد رجب الأب، عن نيف وثمانين عاما، وبعيدا عن المشاكل المالية، فهذا الرجل يقف لجوار الأسماء التى بدأت بها المقال، واحدا من رواد تصدير الكتان فى مصر فترة السبعينيات، وتصدير الخضار والفاكهة، ثم دخل صناعة النسيج منافسا للطفى منصور الأب، وقتها، وخرج من المنافسة على مجالات أخرى بتوكيلات سيارات أمريكية فورد فترة التسعينيات.

وقام بفتح ثانى مول، ولكن بحجم عرضى بالإسكندرية، هو جرين بلازا، متضمنا فندق الهيلتون ومجموعة المحلات والسينمات، وكان هذا المكان سببا رئيسيا فى تغيير معالم تلك المنطقة التى كانت مهجورة وقتها ويصعب الوصول إليها بعد صلاة المغرب من الخوف، فتم بناء عمائر ومحلات.

وقامت محافظة الإسكندرية بنقل مقر مبنى المحافظة على صفها، وعدد من المحاكم والمدارس وتبدلت الخريطة السكانية بسببه، خاصة أنه ضم وقتها أكبر قاعة أفراح بالثغر، كانت حدثا كبيرا، ثم بنى أول جامعة خاصة بجوار المول، وكان ما نشرته بخصوص الشوارع التى تم استقطاعها وأخذها من الشوارع المجاورة له، ومن أبناء محمد زهران للآن متداولة.

ثم بناء مدرستين خاصتين إضافة لمنتجع الكينج ونادى فروسية ومزرعة خيول، فالابن الأكبر عبد الفتاح كان رئيس اتحاد الفروسية فترة من الزمن، وقام الأبناء بالتوسع فى مشروعات بترولية وتصديرية كبيرة، لكن ظل محمد رجب رائدا فى مجاله ومنافسا فى الاسم لزهران والنجار ومنصور ورشيد وطلعت مصطفى، من حيث القوة المالية والمكانة التحكمية فى السوق.

هذه الأسماء هى «بايونير» فى عالم صناعة اللحوم والأغذية والشيكولاتة والأوانى والعلامات التجارية للأطعمة الأمريكية، وصناعة السيارات والألبان والمولات والمدارس والمستشفيات والجامعات والمقاولات والفنادق والمنتجعات، هذه الأسماء هى الأصل فى دخول صناعات رائدة مصر، وبدأت وما زالت متربعة على عالم صناعة الأغذية وتوكيلات الماركات العالمية داخل مصر، رغم مجىء طابور طويل من أجيال متتالية بعدهم، يشارك ويطور فيه أبناء وأحفاد تلك الأسماء أيضا، لكنهم للآن «التوب» فى تلك الأشياء، وأسماؤهم علامة تجارية من الطراز الأول، لا ينافسهم فيها أحد.

عزيزى القارئ، عليك أن تتخيل مكانة ذلك الرجل داخل المجتمع المالى والاجتماعى، أقصد رجب، من عزائه، الذى كان داخل المسرح بالجامعة الخاصة به، والذى تحول لمحفل كبير ضم تقريبا كل أسماء الإسكندرية، سيدات ورجال فى المال والشرطة وبعض الأسماء الكبيرة فى القضاء والصناعة ووزراء ومحافظين سابقين، والتجارة والتعليم سواء خاصا أو عاما، أو موظفين كبارا، الكل ذهب، وبالطبع البعض ذهب لمصالح، ويريد الاستئثار بعمل داخل أحد الفنادق أو تصدير ورد أو كراسى للمدارس، أو إضاءة للأعمال أو فتح حساب البنوك أو حلويات أو العمل عندهم أو توريد ملابس.

وتحول عزاء السيدات لديفيليه كبير من كل الأجيال، كأنه عرض أزياء للفرير والألماظ واستعراض الأشكال لما بعد الخمسين بعمليات التجميل والنفخ على (28)، والحقن والتاتو، وقامت غالبية السيدات بالاستعراض المستفز، كأنه ليس عزاء، والذهاب لعزاء الرجال لتعزية الأبناء فى طريقة استعراضية واضحة مستفزة أمام الرجال، ليكون الحقيقة واحدا من أكبر العزاءات التى أقيمت بالإسكندرية بعد عزاء والدة ياسين ويوسف منصور قبل (15) عاما، وعزاء طلعت مصطفى قبل 16 عاما أيضا.

لكن الاختلاف أن كل هذه العزاءات أقيمت بالقائد إبراهيم، أما عزاء محمد رجب فأقيم داخل قاعة الاحتفالات بجامعته الخاصة، فلو فقط تم استقبال العاملين من الجامعة والفنادق والمدارس والشركات والأندية التى يملكها الراحل لكان كافيا أن نقول أن آلافا حضروا العزاء. رحم الله الفقيد والجميع.