وفاة إبراهيم سعدة.. رحل كاتب "آخر عمود" ببلاط صاحبة الجلالة (بروفايل)

أخبار مصر

إبراهيم سعدة
إبراهيم سعدة


"آخر عمود"، هذا العنوان الذي لم يغب لعشرات السنين، والعمود الصحفي الذي ألفنا وجوده في نهاية صحيفة "أخبار اليوم"، للكاتب الصحفي الكبير إبراهيم سعدة، الذي وافته المنية منذ قليل، بعد رحلة طويلة مع المرض، وصل آخر محطاتها حاملًا قلمه الذي ظل يكتب حتى نفض عنه الحبر لأول مرة.

"إبراهيم سعدة" اسم غاب عن رحلة صاحبة الجلالة منذ سنوات، وهو الذي اعتزل المهنة قبيل ثورة 25 يناير، حينما كتب استقالته واعتزاله مهنة الصحافة في عموده الخاص "آخر عمود"، معلنًا اكتفائه بكتابة مقالاته في هذا العمود، الذي ارتبط به، وارتبط قراء الأخبار به في الصفحة الأخيرة، لتمضي السنوات، ويتوارى هذا العمود، ومعه مقالات إبراهيم سعدة، بعد ثورة يناير، سافر إبراهيم سعدة إلى سويسرا واستقر هناك، ولم يعد، نظرًا لوضع اسمه ضمن قوائم ترقب الوصول.

وُلد "سعدة" عام 1937، وبدأت قصته مع الصحافة في ستينات القرن الماضي، وشكل عام 1962 نقلةً نوعيةً لابن الخامسة والعشرين ربيعًا، حينما تمكن من سبقٍ صحفيٍ تعلق بتغطية قضية لجوء جماعة النحلاوي سياسيًا إلى سويسرا، بعد حدوث الانفصال بين مصر وسوريا، ونجح في اجتياز هذا الاختبار الصعب، والتقى بالجماعة وحصل منهم على تفاصيل مثيرة عن مؤامرة الانفصال، وكان مصطفى أمين من طلب منه ذلك الموضوع، بعدها بيومٍ واحدٍ مضى قرار تعيينه صحفيًا في جريدة "أخبار اليوم" في إبريل من ذاك العام.

بعدها، تقلد "سعدة" المناصب الصحفية تلو الأخرى، إلى أن مضى الرئيس محمد أنور السادات قرار تعيينه رئيسًا لتحرير أخبار اليوم، وبات حينها أصغر رئيس تحرير للجريدة.

وفي مفاجأة من مفاجآت الرئيس الراحل أنور السادات، أصدر قرارا بتعيينه رئيسا لتحرير "أخبار اليوم" رغم صغر سنه، واستطاع إقناع الرئيس السادات بتصويره في منزله منذ لحظة استيقاظه بعدسة المصور الصحفي الفنان الراحل فاروق إبراهيم، ونشر إبراهيم سعدة الصور الجريئة التي أحدثت ضجة كبيرة، فقد ظهر فيها السادات بملابس نومه ثم وهو يحلق ذقنه ثم وهو يمارس تمارين الصباح، وغضبت جيهان السادات من نشر تلك الصور الجريئة.

وفي "أخبار اليوم" تولى العديد من المناصب أهمها، رئيس قسم التحقيقات الخارجية، ونائب رئيس التحرير، ورئيس التحرير ورئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم، كما اشتهر بكتابة عموده "آخر عمود"، كما تولى أيضًا رئاسة تحرير صحيفة "مايو" ليصبح أول صحفي يجمع بين رئاسة تحرير صحيفة قومية "أخبار اليوم" وصحيفة حزبية "مايو".