طارق الشناوي يكتب: الخشبة التى فى عينه!!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


المنتج والمخرج أحمد عاطف درة أرسل ردا على مقالى (ماء النار)، الذى أدعو فيه الجميع إلى عدم استخدام سلاح الاتهام بالتطبيع، وهو ما يستفيد منه بالدرجة الأولى العدو الصهيونى.


أنا لم أتهم المنتج والمخرج (دُرة) بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلى، فقط قلت إنه شارك عام 2014 بفيلمه (قبل الربيع)، فى مهرجان الإسكندرية، رغم تواجد فيلم إسرائيلى يتنافس على الجائزة، المنتج يؤكد فى رده أنه شارك فى المهرجان بعد أن علم أن الفيلم الإسرائيلى (فيلا توما)، لن يعرض، والحقيقة الدامغة أن الفيلم الإسرئيلى مشار إليه فى (كتالوج) المهرجان، وأن رئيس المهرجان الصديق الناقد والشاعر الأمير أباظة لم يعلن رسميا، منع عرض الفيلم، بل ظل يؤكد طوال فعاليات المهرجان، حتى آخر لحظة، أنه حتى وإن لم يستطع عرضه فى الافتتاح سيعرضه فى الختام، وبطلة الفيلم نسرين فاعور كانت من ضيوف المهرجان، وبالمناسبة لم- ولن- أتهم وقتها الأمير بأى اتهامات (حنجورية)، مثل التى نتابعها هذه الأيام، وكأن الوطن ملك فقط لأصحاب الصوت العالى، المتخصصين فى توزيع صكوك الوطنية على زيد وحجبها عن عبيد.


قلت ولا تزال هذه قناعتى إننى متعاطف مع الفلسطينى العربى الجذور الذى يحمل رغما عنه الجنسية الإسرائيلية، ويقدم فيلما، مدعوما من صندوق السينما الإسرائيلى، ولكن فى نفس الوقت لا نعرضه، فى أى مهرجان عربى، لأن القرار الذى تم اتخاذه عربيا قبل نحو 40 عاما، يحول دون عرض أى مصنف فنى إسرائيلى.


المنتج المخرج يعتب على أننى قلت إنه كان ينتظر جائزة، هل هذه تهمة تدعو للإنكار؟، أى إنسان يشارك فى مهرجان ينتظر قطعا جائزة، أما أنه لم يدرك أنه يتسابق مع فيلم إسرائيلى، فهو ما لم أقتنع به، بالمناسبة لا أتهمه بالكذب، ولكن بالغفلة، لأن الجميع كانوا يترقبون عرضه بين لحظة وأخرى وحتى موعد إعلان الجوائز.


المنتج والمخرج انتقل لمنطقه أخرى، وقال مثلا إنى فى اللجنة العليا لمهرجان القاهرة، ولا يحق لى الحديث عن المهرجان، اسم اللجنة والذى تعمد ألا يذكره كاملا (الاستشارية) وأنا عضو بها منذ أربع دورات، ونقدى للمهرجان موثق طوال تلك السنوات على صفحات (المصرى اليوم)، اللجنة لا تقيم المهرجان، ولا دخل لها بالتفاصيل، فقط فى بعض الأمور تستشار أو لا تستشار، ولهذا مثلا اعتبرت أن مشاركة فيلم (جريمة الإيموبليا) رسميا هذا العام جريمة ارتكبتها إدارة المهرجان، وانتقدت رتابة حفل الختام وغيرها، وفى نفس الوقت كنت مدركا أهمية الحفاظ على استمرار فريق العمل لأنه حقق قفزة نوعيه هذا العام.


(دُرة) ينتج ويكتب ويخرج أفلاما، ثم فى نفس الوقت ينتقد عددا من أفلام زملائه، رغم أنهم يمثلون حاليا الوجه الجديد المشرق للسينما، بين الحين والآخر يتقدم للدولة مثل غيره من المنتجين بمشروعات أفلام للحصول على دعم مادى من وزارة الثقافة.


وأظن، وليس كل الظن إثما، أنه المنتج الوحيد فى تاريخ (صاحبة الجلالة) الذى سمحت له الصحافة بالانضمام لصفوفها، نعم هناك كتاب سيناريو ومخرجون وممثلون ولكن منتج وصحفى ومنعا لتداخل المصالح فإن تلك هى السابقة الأولى.


ليته يتذكر قول السيد المسيح عليه السلام: (قبل أن تنظر للقشة فى عين صاحبك أخرج الخشبة التى فى عينك)!.