في ذكرى ميلاده.. روايات تسببت في الهجوم على "نجيب محفوظ"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بالرغم من حصوله على عدة جوائز عربية وعالمية في الأدب العربي، وتميزه في تجسيد الواقع والخروج من عباءة الروايات الرومانسية، حتى لقب أبو الرواية العربية ورائدها، و تميز عن الروائيين والمبدعين في مصر والعالم العربي، إلا أنه هاجم من قبل الأزهر الشريف، بسبب رواياته "أولاد حارتنا"، وأحل دم  الأديب نجيب محفوظ-الذي ولد في مثل هذا اليوم- من قبل بعض الجماعات الإسلامية في مصر.

 

كان لنجيب محفوظ معارك لا حصر لها مع كرسي الرقابة، وكانت معظم رواياته من أكثر الأعمال عرضة لمقص الرقيب عندما تم تحويلها لأعمال سينمائية وتعرضت عدد من رواياته وسيناريوهاته لأحكام رقابية صارمة ضده، ومن أهم المعارك التي خاضها معركته في فيلم صلاح الدين الأيوبي مع الرقيب محمد ناصف، ورحلته في نشر "اللص والكلاب" على حلقات في جريدة الأهرام بعد رفض الرقابة .

 

وتزامنًا مع ذكرى ميلاد محفوظ، الذي ترعرع في حي الجمالية بقلب القاهرة القديمة، نستعرض أبرز الروايات التي هجم بسببها حتى عقب وفاته.

 

أولاد حارتنا سبب هجوم الأزهر عليه

 

سببت رواية أولاد حارتنا أزمة كبيرة منذ أن ابتدأ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام حيث هاجمها شيوخ الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، لكن محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام حينئذ ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فتم نشر الرواية كاملة على صفحات الأهرام ولكن لم يتم نشرها كتابا في مصر، فالبرغم من عدم اصدار قرار رسمي بمنع نشرها، إلا أنه وبسبب الضجة التي احدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي -الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر- بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر، فطُبعت الرواية في لبنان من اصدار دار الأداب عام 1967 ومنع دخولها إلى مصر.

 

 رغم حجبها ومنعها من النشر فقد أخذ "محفوظ" أعلى وأغلى جائزة أدبية عالمية وهي جائزة (نوبل)؛ حيث كانت إحدى أهم الروايات التي حصل بها نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وبعد الجائزة تجدّد الجدل من جديد حول نشر الرواية أو منعها، إلى أن أُفرِج عنها ونشرتها دار الشروق بعد موافقة الكاتب في آخر عام 2006، والذي كان حريصًا على عدم نشر الرواية إلا تحت غطاءٍ قانوني وتصريح إسلامي.

 

ثرثرة فوق النيل

 

كما تعرض الأديب الراحل نجيب محفوظ، للإعتقال على هامش نكسة 67 بعد  أن أصدر " محفوظ" روايته "ثرثرة فوق النيل"، صدر قرار اعتقاله، وذلك لأن الحكومة رأت أنها تناقش بعض الأمور التي تتدخل في سياسة الدولة، ولولا تدخل الكاتب محمد حسنين هيكل الذي تحدث مع الرئيس جمال عبد الناصر لوقف القرار.

 

عبث الأقدار

 

وأثارت موجة من الجدل بعدما قام مجموعة كبيرة من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، بنشر صورة لغلاف الرواية الأولى  للروائي العالمي نجيب محفوظ، في منتصف فبراير 2017، يتضح بها تغيير عنوانها من "عبث الأقدار" إلى "عجائب الأقدار"، متهمين دار "الشروق" صاحبة حقوق نشر أعمال أديب نوبل الراحل، ومعتبرين أن هذا عبث بتراث محفوظ، مشيرين إلى أن تغيير عنوان الرواية جاء تجنبا للتصادم مع التيارات المتشددة.

 

السكرية وقصر الشوق

 

ولم يسلم الأديب الراحل، من الاتهامات والجدل حول رواياته عقب موته حتى جرمه النائب أبو المعاطي مصطفى،  في إحدى اجتماع لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، الخاص بقضايا النشر الخاصة بخدش الحياء العام، وقال أثناء المناقشة ورده على أحد النواب عندما ساله هل روايات "محفوظ" خادشة للحياء: " أيوه السكرية وقصر الشوق فيهم خدش حياء ونجيب محفوط يستحق العقاب بس محدش وقتها حرك الدعوى الجنائية".