بعد حفظ التحقيقات.. القصة الكاملة لانتحار حداد إمبابة بعد إلقائه أبنائه في النيل

حوادث

بوابة الفجر


عجز الحداد دفعه للانتحار والتخلص من أبناءه.. والأم: هدد أبنائي بقتلهم حال خسارة قضية النفقة

 

الطب الشرعي: سبب الوفاة هو إسفكسيا الغرق ولا توجد آثار عنف

 

أحيانا تدفعنا الحياة إلى الاكتئاب، بسبب قلة ذات اليد، أو ابتلاء من الله عز وجل، ولكن حينما يتعلق الأمر بالانتحار وقتل الأبناء، يكون الأمر غاية في الصعوبة وغير معتاد ومثير للإشمئزاز، لأن القتيل والضحية في نفس الوقت هو أب تجرد من كل معاني الإنسانية، وقرر قتل فلذة كبده، غير مبالي لعقاب الله أو حتى تركهم لمواجهة مصيرهم بعيدًا عن حالة الاكتئاب التي دفعته لتدمير نفسه وأسرته بالكامل، وهذا ما حدث مع أحمد عبد الجواد عاما 43 سنة من أهالى منطقة السلام، ويعمل حداد بمنطقة إمبابة.

 

وقررت النيابة العامة، حفظ التحقيقات في واقعة مقتل الأطفال الثلاثة "ملك، عمرو، محمد" على يد والدهم قبل أن يلحق بهم منتحرًا في نهر النيل من أعلى كوبري الساحل.

 

بداية الواقعة

 

بدأت تفاصيل تلك الواقعة، بتلقي غرفة عمليات اﻹدارة العامة للنجدة، بلاغا من الأهالي بغرق شخص وأطفاله الثلاثة داخل مياه النيل، على الفور انتقل رجال الحماية المدنية وبصحبتهم أدوات إنقاذ نهري، وتم انتشال جثة شخص أمام شركة الكهرباء بإمبابة، وطفل أمام معدية الوراق، وجثة طفل أسفل كوبري الساحل، فيما تم نقل للجثث إلى المشرحة.

 

وعثرت قوات الأمن على جثتين، الأولى لرجل في العقد الخامس من عمره، والثانية لشاب في العقد الثاني من عمره، حيث تبين أنهما لأب وابنه، وتبين من بطاقة الرقم القومي للأب أنه حداد ومقيم بمدينة السلام، وباستدعاء شقيقه تعرف على جثة شقيقه ونجله، كما تعرف على جثة ابنة شقيقه بالطب الشرعي.

 

تحقيقات النيابة

 

وكشفت تحقيقات النيابة العامة التي أجرتها نيابة الساحل، غموض الواقعة، حيث تبين أن الأب يدعى عيد أحمد عبد الجواد عاما 43 سنة من أهالي منطقة السلام، أقدم على الانتحار بسبب رفض زوجته العودة له مرة آخرى عقب الانفصال عنه، فقرر على إثر هذه الخلافات التخلص من حياته ومعه أبنائه، بإلقائهم في النيل، وإلقاء نفسه بعدهم، وعثر على جثته مرتديا بنطلون وتيشرت أسود أمام مقر المسطحات بإمبابة.

 

وتبين من تحقيقات نيابة الساحل أيضا، أن الأطفال المجني عليهم هم كل من "محمد" 8 سنوات، تم العثور عليه أمام مقر شركة الكهرباء بمنطقة الوراق، كما عثر على جثة "ملك" 7 سنوات أسفل كوبري الساحل، و"عمرو" 10 سنوات بمنطقة الساحل، وعلى الفور تم نقل الجثث إلى المشرحة لتوقيع الكشف الطبى عليهم.

 

سبب الخلاف

 

وأوضحت التحقيقات أنه عقب نشوب خلافات بين الأب وزوجته، وبتركها المنزل وعدم قدرته على تربية الأبناء، قرر إلقاء أبنائه بنهر النيل ثم الانتحار، واستمعت النيابة لأقوال شقيق الأب والذي كشف أنّ زوجته هجرت منزل الزوجية منذ عدة سنوات، وأقامت دعوى خلع ضد زوجها المنتحر بسبب مكوثه في المنزل إثر إصابته بعجز بسبب العمل.

 

الاعترافات

 

أدلى شقيق حداد إمبابة بتفاصيل عن حياة أخوه، أهمها أنّ زوجته هجرت منزل الزوجية منذ عدة سنوات، وأقامت دعوى خلع ضد زوجها المنتحر بسبب مكوثه في المنزل إثر إصابته بعجز بسبب العمل.

 

بينما أكد صديق الزوج المنتحر، خلال التحقيقات، أن الحداد المنتحر مدين له بمبلغ من المال، وقال له قبل الحادثة: "لو معرفتش أديلك فلوسك في الدنيا هقابلك في الآخرة وأديهالك".

 

اعترافات صادمة للأم

 

فيما قالت والدة الأطفال إنها كانت قد رفعت من قبل دعوى خلع ضد زوجها لتكرار حدوث المشاكل والخلافات الزوجية بينهما باستمرار واستحالة العيشة معه ورفضه الطلاق، موضحة انها ارتبطت بزوجها عيد «الأب المنتحر» منذ ما يقرب من 12 عاما، وأنجبت منه 3 أبناء هم «محمد»، 8 سنوات، و«ملك»، 7 سنوات، و«عمرو» 10 سنوات، وأن الحياة كانت تسير بينهما بشكل طبيعي حتى حدثت له إصابة في يديه أثناء عمله بورشة حدادة، وبعد ذلك ساءت الأحوال بينهما لقلة الدخل وعدم قدرته على الإنفاق على أبنائه.

 

وأشارت إلى أن أبناءها أبلغوها قبل الحادث، بأن والدهم هددهم بأنه سيقتلهم حال خسارته قضية النفقة والحضانة، مضيفة لم تكن تعلم بنية الأب قتل أولادها، وفي يوم الواقعة اصطحبهم معه بحجة التنزه وقضاء فسحة برفقة أولاده.

 

بينما قال صاحب ورشة الحدادة التي كان يعمل بها المنتحر إن الأخير قبل الواقعة سلم على جميع من في المنطقة، مودعا إياهم.