"بيع الوهم".. حقائق حول خطورة "السيجارة الإلكترونية"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


انتشرت في الآونة الأخيرة وسيلة التدخين الجديدة والتي تعرف بـ "السيجارة الإلكترونية"، وبالرغم من تحذير بعض المختصين من أضرارها، إلا أنها تحظى بطلب كبير، لا سيما بين فئة الشباب، معتقدين أنها نموذج للتدخين الآمن.
 
وتعد السيجارة الإلكترونية، جهاز استنشاق سائل النيكوتين دون تبغ، ويزود الجسم بالنيكوتين على شكل بخار في الفم، مشيرا إلى أن هناك نوعين من السيجارة الإلكترونية، الأول يحتوي على نيكوتين ومواد أخرى، والثاني لا يحتوي على النيكوتين من الأساس- حسبما أوضح  الدكتور أيمن سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بكلية الطب قصر العيني، جامعة القاهرة-، والذي أكد أن السيجارة الإلكترونية ليست آمنة كما يروج لها البعض.
 
أضرارها
 كما لم يثبت مطلقا عن طريق العلم والبحوث الطبية، أنها وسيلة ناجحة للإقلاع عن التدخين، يقولها "سالم"، مشددًا على أنه لا يمكن استخدامها في برامج الإقلاع عن التدخين، إلا بعد استكمال العديد من الأبحاث الطبية للوصول بدقة إلى نتائج علمية ثابتة ومؤكدة مثل لصقة النيكوتين على الجلد، مذكرا بأن النيكوتين لا يزال مادة كيميائية وقد يصفها الطبيب المعالج بجرعات محددة طبقا لحالة كل مدخن على حده، مشيرًا إلى أن تعاطي النيكوتين بجرعات أكثر مما اعتاد عليه المدخن ينتج عنه مشاكل صحية، قد تصل إلى أعراض تسمم حاد بالنيكوتين، لافتا إلى أن النيكوتين يؤثر في القلب والأوعية الدموية ومسبب لارتفاع ضغط الدم، كما يزيد من احتمالات الإجهاض والولادة المبكرة، فضلا عن أن تدخين السيجارة الإلكترونية يحدث ضيق بالشعب الهوائية الطرفية يظهر بعد نحو خمس دقائق من استخدامها وذلك وفقا لمجلة الصدر" CHEST"، لافتًا إلى أن استخدام أي عبوة إلكترونية أو غير إلكترونية تحتوي على النيكوتين يلزم أن يكون بإشراف طبيب ومن خلال برنامج متكامل للإقلاع عن التدخين.
 
كمان أن بعض المواد المستخدمة في إنتاج المحلول قد تتأكسد مع الأكسجين وتنتج مادة تؤثر على الخزانات المصنوعة من البلاستيك، ولا توجد جهة رقابية للإشراف أو لوائح للتصنيع، والبعض يبيع عن طريق الإنترنت بدون مقر معلوم، بالاضافة إلى أنه يجب إعادة شحن البطارية كل يوم تقريباً. وتتطلب تخزين البطارية بشكل جيد وبعيد عن المواد الإلكترونية، لذا يوجد خطر انفجار البطارية، وبعضها حجمها أكبر ووزنها أثقل من علب السجائر التقليدية، بالاضافة إلى انها قد تسبب الحساسية لدى البعض، فضلا عن تكلفة شراء البطارية والمعدات الأساسية باهظة مقارنة بسعر بكت السجائر التقليدية.
 
مكونات السيجارة
بطارية، وملف التسخين (coil) والفتيلة، وخزان المحلول، والمحلول الإلكتروني (المادة التي يتم تبخيرها لإنتاج الضباب)
في أغلب الأحيان يأتي جزء ملف التسخين وجزء الخزان سوياً، بعضها يحتوي على مصباح صغير LED أو أزرار وبعضها يأتي بشاشة للتحكم بالجهد الكهربي أو الطاقة الكهربائية أو لقياس المقاومة الكهربائية لملف التسخين.
 
وعلى الرغم من الترويج للسجائر الإلكترونية على أنها آمنة واكتسابها شعبية كبيرة إلا أن دراسة جديدة تؤكد خطورتها وأنها ليست بديلا آمنا لسجائر التبغ، فوجد باحثون من كلية الطب بجامعة نيويورك أن السجائر الإلكترونية تسبب تشوه وتدمير الحمض النووي بالإضافة إلى الإصابة بالسرطان بعكس ما يروج لها. وأوضح الباحثون أن الدراسة ما تزال تحتاج بعض الوقت لتطبيقها على الإنسان حيث تم تجربتها على الفئران فقط.
 
الإصابة بسرطان الرئة والمثانة
 وبعد تعريض الفئران إلى دخان السجائر الإلكترونية لفترات زمنية طويلة، وجد أنها أصيبت بتشوه وتدمير للحمض النووي  DNA بالإضافة إلى الإصابة بسرطان الرئة والمثانة. ولذلك فمن المرجح أن دخان السجائر الإلكترونية قد يسهم في إصابة البشر أيضاً بتدمير الحمض النووي والإصابة بسرطان الرئة والمثانة، وكذلك أمراض القلب.
 
الدراسة التي نشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة تؤكد أن الخطر الرئيسي للإصابة بالسرطان في سجائر التبغ يكمن في خروج عدد من المركبات المسرطنة عند حرقها واستنشاقها، أما في السجائر الإلكترونية فيتم تجنب ذلك من خلال تقديم النيكوتين فقط دون حرق التبغ. ولكن خطورة الأمر كما أوضح مون شونغ تانغ، وهو أستاذ الطب البيئي في الجامعة، تكمن في أن "السائل الموجود في السجائر الإلكترونية وحده لا يسبب تلف الحمض النووي، أما عندما يمتزج بالنيكوتين، فهنا تكمن الخطورة".
 
وقال الدكتور روي هيربست، رئيس قسم الأورام  التابع للجمعية الأمريكية للسرطان: "هذه الدراسة هي أول دليل على أن النيكوتين يمكن أن يكون مسرطنًا في حد ذاته مضيفا بالقول: "إن النيكوتين نفسه والطريقة التي يستقبله بها الجسم قد تسبب السرطان عن طريق إتلاف الحمض النووي."