البابا فرنسيس: سرُّ الحياة هو الثقة بالله

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس الثاني
البابا فرنسيس الثاني


قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إن كلمة الله تقدّم لنا اليوم خيارًا آخر في القراءة الأولى نجد الإنسان الذي، وفي البدء، يقول لا لله، مضيفاً أن في الإنجيل نجد مريم التي تقول "نعم" لله في البشارة، نجد في القراءتين أن الله هو الذي يبحث عن الإنسان، ولكن في الحالة الأولى يذهب الله إلى آدم، بعد الخطيئة، ويقول له: "أين أنت؟" فيجيبه: "لقد اختبأت"، أما في الحالة الثانية فيذهب إلى مريم، التي بدون خطيئة، فتجيبه: "أَنا أَمَةُ الرَّبّ". وبالتالي هذه الـ "هأنذا" هي عكس "لقد اختبأت"؛ والـ "هأنذا" تفتحنا على الله، فيما أنَّ الخطيئة تغلقنا وتعزلنا وتجعلنا نبقى وحدنا.

وأضاف "فرنسسيس"، خلال لقاؤه الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، اليوم السبت، ان الكلمة الأساسيّة للحياة هي تطبع العبور من حياة أفقيّة تتمحور حول ذواتنا وحاجاتنا، إلى حياة عامودية تنطلق نحو الله الـ "هأنذا" هي أن نكون جاهزين للرب، هي العلاج ضدّ الأنانية والترياق لحياة غير راضية ينقصها شيء ما على الدوام. الـ "هأنذا" هي الدواء ضدّ شيخوخة الخطيئة، إنها العلاج لكي نبقى شبابًا في داخلنا الـ "هأنذا" هي أن نؤمن أن الله أهمّ من الـ "أنا". 

وأوضح أن نقول لله "هأنذا" هو التسبيح الأكبر الذي يمكننا أن نرفعه له، متسائلاً:  فلماذا إذًا لا نبدأ أيامنا بهذه الطريقة؟،  سيكون أمرًا جميلاً أن نقول في صباح كلّ يوم: "هأنذا يا رب، لتتحقق مشيئتك اليوم فيَّ"، وسنقوله في صلاة التبشير الملائكي ولكن يمكننا أن نكرره الآن معًا: "هأنذا يا رب، لتتحقق مشيئتك اليوم في".

وتابع: "لا يعني أن الحياة كانت سهلة بالنسبة لها إن الإقامة مع الله لا تحل المشاكل بشكل سحري،  وتذكّرنا بذلك نهاية الإنجيل اليوم: "وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها". "انصرف": هو فعل قويّ. لقد ترك الملاك العذراء وحدها في وضع صعب. هي كانت تعرف جيدًا بأي شكل مميّز كانت ستصبح أمَّ الله ولكن الملاك لم يشرح هذا الأمر للآخرين.

وأضاف، بدأت المشاكل فورًا: لنفكّر في وضعها غير الشرعي بالنسبة للشريعة وفي عذاب القديس يوسف ومشاريع الحياة التي تلاشت، وفي ما يجب عليه أن يقوله للناس،  لكن أمام المشاكل تضع مريم ثقتها في الله.

وتابع: لقد تركها الملاك ولكنها تؤمن أنَّ الله قد بقي معها وفي داخلها وتثق به هي متأكّدة أنَّ مع الرب كلُّ شيء سيسير على ما يرام حتى وإن كان ذلك بأسلوب غير منتظر، لافتاً الي هذا هو الموقف الحكيم: ألا نعيش مرتبطين بالمشاكل - ينتهي واحد، ويأتي غيره -وإنما واثقين بالله ومُتّكلين عليه يوميًّا: هأنذا! لنطلب من العذراء سيدة الحبل بلا دنس نعمة العيش بهذه الطريقة.