"إغلاق برج إيفل ومتاجر العاصمة".. كيف تأهبت فرنسا لاحتجاجات "السترات الصفراء" اليوم؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تأهبت إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استعدادًا لخروج متظاهري "السترات الصفراء" في المدن الفرنسية، اليوم السبت، في احتجاجهم الرابع ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث نشرت آلاف من عناصر قوات الأمن الفرنسي، خشية من تجدد أعمال العنف أثناء الاحتجاجات.
 
وتشكل احتجاجات اليوم اختبارا حقيقيا لقرارات الحكومة الفرنسية التي تراجعت فيها عن زيادة الضرائب على الوقود بداية العام المقبل، إلا أن المتظاهرين يعبرون عن تمسكهم بتحقيق كافة مطالبهم، وعلى رأسها تحسين القدرة الشرائية.
 
إغلاق برج إيفل والمتاجر في العاصمة
وتم إغلاق برج إيفل والمعالم السياحية الأخرى والمتاجر في العاصمة باريس، لتجنب أعمال النهب وتمت إزالة مقاعد الشوارع لتجنب استخدام القضبان المعدنية كمقذوفات، ونشرت السلطات نحو 89 ألف شرطي في مختلف أنحاء البلاد،  ومن بين هؤلاء، انتشر حوالي ثمانية آلاف في باريس لتجنب تكرار أحداث الفوضى التي وقعت السبت الماضي، عندما قام مثيرو الشغب بإضرام النار في السيارات ونهب المحلات التجارية في شارع الشانزليزيه الشهير وتشويه قوس النصر برسم غرافيتي يستهدف الرئيس إيمانويل ماكرون.
 
تقديم الدعم لمالكي المتاجر وضحايا مشاهد العنف
كما طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين الماضي، من وزير الداخلية كريستوف كاستان، بالنظر في كيفية تعامل قوات الأمن الفرنسية لاحتواء الاحتجاجات التي قد تشهدها البلاد مُستقبلًا. وقالت متحدثة باسم الإليزيه لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ماكرون يريد أيضًا تقديم الدعم لمالكي المتاجر والأفراد والشهود وضحايا مشاهد العنف والتدمير التي وقعت يوم السبت الماضي.
 
مقابلة ممثلين عن حركة "السُترات الصفراء"
وشدّدت على "أهمية المتابعة القضائية حتى لا يظل أي فعل مرتكب من دون عقاب"، كما كشفت أن ماكرون أصدر تعليماته أيضًا إلى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب لمقابلة ممثلين عن حركة "السُترات الصفراء" وزعماء الأحزاب.
ومع ذلك، اضطر ماكرون للقيام بأول تنازل كبير في رئاسته بالتخلي عن ضريبة الوقود، وتراجعت شعبية ماكرون في استطلاعات الرأي. ورغم هذا التنازل، تواصل حركة "السترات الصفراء" المطالبة بتنازلات أكثر من الحكومة بما في ذلك خفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة وحتى استقالة ماكرون.
ولم يتحدث ماكرون علانية منذ أن أدان اضطرابات يوم السبت الماضي أثناء قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، لكن مكتبه قال إنه سيلقي كلمة للأمة في مطلع الأسبوع.
وأوقعت مشاهد الفوضى والعنف، التي تركّزت في جادة الشانزليزيه- أحد أشهر المناطق السياحية في العالم- ما لا يقل عن 3 قتلى و133 مُصابًا، واعتُقِل 412 مُحتجًا ممن وصفتهم الشرطة بمثيري الشغب، حسبما أعلنت شرطة العاصمة في بيان، الأحد الماضي. كما أظهرت لقطات تلفزيونية الجزء الداخلي من "قوس النصر"، حيث تحطم جزء من تمثال ماريان، وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون على القوس، الذي يعود تاريخه للقرن الـ19، شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية ودعوات باستقالة ماكرون.
بدوره ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأعمال العنف والتخريب التي أثمرت عنها الاحتجاجات، وقال إن "مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى، إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء".
وكانت أسعار الوقود قد ارتفعت في الأسواق العالمية ثم عادت للانخفاض، لكن حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سِنت للتر الواحد للديزل و 3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع استخدام السيارات تلويثًا للبيئة.
وينظر المحتجون إلى قرار فرض زيادة أخرى بقيمة 6.5 سِنت على سعر الديزل و2.9 سنت على سعر البنزين على أنه "القشّة التي قصمت ظهر البعير"، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).