"بنادق مشتعلة".. الحسناء التى أفسدت أفكار جون كينيدي بالجنس والمخدرات

العدد الأسبوعي

جون كينيدي
جون كينيدي


أدلة جديدة على تورط المخابرات الأمريكية بـ"اغتيال الرئيس الأمريكي"


رغم مرور 55 عامًا على اغتيال الرئيس الأمريكى، جون كينيدى، إلا أن الحادثة لا تزال تثير كثيرا من علامات الاستفهام حول القاتل الحقيقى الذى يقف وراء المؤامرة الأكثر غموضاً فى العالم، ولا تزال دور النشر تصدر كتباً تحاول كشف الحقيقة الغائبة.

يرصد كتاب «بنادق مشتعلة» الذى كتبه رالف توماس، والصادر حديثاً فى الولايات المتحدة، نظرية جديدة عن اغتيال كينيدى تلعب بطولتها هذه المرة سيدة تدعى مارى بينوشيه مايرز، والتى اعتبرت أجهزة الأمن الأمريكية أن علاقتها بكينيدى أصبحت تشكل خطورة على الأمن الأمريكى، وشعرت بخوف كبير بسبب اقتراب السيدة الجميلة من الرئيس ومشاركة أسرار وكالة المخابرات المركزية التى كانت تعرفها من خلال زوجها السابق، الذى كان عميلاً سابقاً للمخابرات الأمريكية. كانت مارى مطلقة، رائعة الجمال وجمعتها بالفعل علاقة قريبة من عائلة كينيدى قبل أن تبدأ ارتباطها الطويل مع رئيس أمريكا المعروف بأنه ذو علاقات نسائية متعددة فى الفترة السابقة على اغتياله.

كان زوج مارى السابق، كورد مايرز، عميل وكالة الاستخبارات المركزية «سى آى إيه، وقبل انفصالهما كانا يلتقيان كينيدى وزوجته جاكلين حيث جمعتهم علاقة صداقة.

يكتب توماس: «كانت مارى قنبلة جمال لا تخطئها العين»، وبدأ الرئيس كينيدى يثق بها ويتركها تحضر الاجتماعات التى كانت تدور داخل البيت الأبيض، وبمرور الوقت اتسع نفوذ مارى داخل البيت الأبيض وحصلت على ثقة الرئيس الأمريكى، خصوصاً أن جمال مارى كان كافيا ليدفع كينيدى إلى إدخالها دائرته المقربة.

ولعبت ثقافة مارى وشخصيتها القوية دوراً فى اقترابها من عقل الرئيس والتأثير عليه، فأصبحت مساعدة غير رسمية موثوق فيها بالإضافة إلى كونها المرأة الأقرب إلى قلب الرئيس الراحل، رغم أنه فى تلك الفترة لم تكن مارى هى المرأة الوحيدة فى حياة كينيدى الذى كان يعرف كثيرا من النساء ولكنها بالتأكيد كانت المرأة الأقرب إليه. وحسب الكتاب، هناك وثائق كثيرة تفيد بأن مارى كانت واحدة من الأشخاص الذين كانوا سبباً فى تناول الرئيس الراحل العقاقير المخدرة، فى البداية كانت تجلب للبيت الأبيض الماريجوانا والكوكايين، وبعد ذلك كانت تستخدم مع كينيدى عقار «إل سى دى»، وهو لم يكن مخالفا للقانون وقتئذ وكان الاعتقاد السائد فى ذلك الوقت أن هذا العقار مفيد ويسمح لمستخدميه بفهم ومعرفة المزيد أو كما كان يقال أنه يفتح «نافذة جديدة» داخل العقل.

هذه العلاقة المقربة التى تمتعت بها مارى مع الرئيس الأمريكى، ونجاحها فى السيطرة عليه سواء من خلال جمالها الساحر أو من خلال المخدرات، كان سبباً فى شعور عدد من الأجهزة الأمنية فى الولايات المتحدة الأمريكية بالقلق من هذه السيدة الجميلة.

وحسب الكتاب كانت مارى تعلم كثيرا من الأمور وبالتالى كان يجب التخلص منها، كما أنها اقتربت على نحو مخيف من الرئيس الأمريكى وأصبحت تملك نفوذاً على أهم رجل فى الولايات المتحدة الأمريكية. من وجهة نظر المخابرات الأمريكية، فإن إمكانية اطلاع مارى على أسرار الدولة لم يكن هو المشكلة الوحيدة، ولكن أفكار مارى ومعتقداتها كانت تشكل معضلة من وجهة نظر المخابرات المركزية الأمريكية.

وسيطرت حالة من الخوف على عملاء المخابرات الأمريكية بعد اكتشاف أن مارى ذات الأفكار السلمية، كانت تناشد الرئيس الأمريكى بضرورة تبنى سياسات سلمية والتغيير من توجهاته الخارجية أثناء الجلسات الخاصة لتناول المخدرات.

فى هذا الإطار يقدم الكتاب الجديد نظرية جديدة متعلقة بمن يقف وراء اغتيال الرئيس الأمريكى جون كينيدى، وحسب كتاب «بنادق مشتعلة»، فإن إطلاق النار على كينيدى أثناء زيارته لولاية دالاس هو فى الحقيقة مؤامرة أمريكية يمكن تتبع آثارها إلى أعلى النطاقات فى الحكومة الأمريكية.

والمثير للدهشة أن مارى نفسها تم اغتيالها فى 12 أكتوبر 1964، بعد عام واحد من إطلاق النار على كينيدى، وذلك أثناء سيرها على ممر مشاة شواطئ تشيسابيك المطلة على قناة أوهايو فى جورج تاون خارج واشنطن العاصمة.

وعلى الفور، وبعد تحقيقات يمكن وصفها بالأسرع فى التاريخ، تم القبض على رجل أسود يدعى روبرت كرومب، والذى كان فى المنطقة، ورغم عدم العثور على سلاح الجريمة معه، وبعد محاكمة تمت تبرئته، وبعدها لم يتم فتح باب التحقيق من جديد رغم أن الضحية كانت متزوجة من عميل سابق فى المخابرات الأمريكية وكذلك صديقة مقربة من الرئيس الأمريكى.

ومن المفارقات، حسب توماس، أنه قبل وفاتها، اتصلت مارى بأصدقائها قائلة: إنها كانت تجمع الأدلة التى أظهرت أن التحقيق الرسمى للجنة وارن حول مقتل كينيدى كان «حزمة أكاذيب»، ما يثير كثيرا من الشكوك، لأنه فى الساعات التى تلت وفاة مارى، اقتحم رئيس الاستخبارات الأمريكية لمكافحة التجسس جيمس يوس أنجليتون، الاستوديو الخاص بها للعثور على مذكراتها.

يحاول الكتاب إثبات وجهة نظر مارى بأن تحقيقات لجنة وارن بشأن اغتيال كينيدى كانت تحقيقات هزلية ولم تكشف عن الحقيقة.

كما يشير الكتاب أن الذخيرة التى عثر عليها مع أوزوالد، المتهم باغتيال كينيدى، على الأرجح تم شراؤها من قبل المخابرات المركزية الأمريكية، كما أن العديد من الشهود أكدوا أنهم سمعوا عملاء وكالة المخابرات المركزية والكوبيين المناهضين لكاسترو فى محادثات تتناول القضاء على جون كينيدى.

وفى نفس الوقت، تشير الأدلة إلى أن العديد من عملاء الكوبيين المناهضين لكاسترو ووكالة المخابرات المركزية كانوا فى دالاس، وكما يؤكد الكتاب فإن عملية اغتيال كينيدى فى دالاس لم تكن أول محاولة لاغتياله ولكن كانت هناك محاولات سابقة فى ميامى وشيكاجو.

وكما صرح أحد موظفى الخدمة السرية بأن الوكالة كانت على علم بعملية الاغتيال قبل أسابيع من تنفيذها، وكان أوزوالد فى مكسيكو سيتى كجزء من عملية استخبارات تضمنت قصة لتغطية تورط المخابرات الأمريكية فى اغتيال كينيدى.

وكشفت عدة أدلة أن وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالية دمروا الوثائق وقاموا بتغيير وثائق أخرى، وتم إجراء تحقيق داخلى بشأن العبث بأدلة التشريح، كما أن أدلة التنصت على أوزوالد وآخرين مفقودة، وهو ما حدث أيضاً مع وثائق مكتب تحقيقات الاستخبارات البحرية على أوزوالد، وهو نفس الحال مع ملف الجيش الأمريكى على أوزوالد.