رسالة من مبارك بعد إخراجى من "روزاليوسف: لن ننسى دفاعك عن الوطن فى وقت تخاذل فيه كثيرون!.. مذكرات عادل حمودة (44)

العدد الأسبوعي

الكاتب الصحفي عادل
الكاتب الصحفي عادل حمودة


مبارك حمانى من سهام الخصوم وهيكل ومانديلا قدما لى خارطة طريق جديد

هيكل اعترف بأننى وسعت هامش الحرية فى كتاباتى ولكنه عاد وانتقد نقل المطرودين من صحفهم إلى الأهرام

محمد عبد المنعم أصر على استتابة المحررين الذين عملوا معى علنا

باع عبد المنعم أرضا اشتريناها فى قليوب لبناء مطبعة جديدة واشترى بثمنها قصرا ليشعر بفخامة منصبه!


ما أن تسرب خبر خروجى من «روزاليوسف» حتى اتصل بى هيكل على التليفون المحمول ليعرف تفاصيل ما جرى.. استفاد هيكل من وجودى فى «روزاليوسف».. كانت المجلة النافذة الصحفية الوحيدة المتاحة أمامه للتعبير عن آرائه الجريئة بعد أن سدت فى وجهه المنافذ الأخرى.. بل كانت تلك المنافذ منصات هجوم عليه لا تتوقف قذائفها.

كان ما نشر هيكل ضد مبارك على صفحات المجلة سببا من أسباب التخلص منى فقد اعتبرنى مبارك كما قلت من قبل رئيس أركان تنظيم هيكل فى الصحافة المصرية ولم يكن ذلك صحيحا وكل ما فى الأمر أن نشر آراء هيكل كان يجذب القراء إلينا ويحقق زيادة فى التوزيع وكانت سياستى التحريرية تلبية رغباتهم مهما كانت خطرة.

والحقيقة أن هيكل فى بعض الأحيان فضل «روزاليوسف» عن وسائل إعلامية عالمية واعترف بذلك فى مقدمة الطبعة الأخيرة من كتابه حديث المبادرة الصادر عن دار الشروق فى نوفمبر 1977 حيث قال نصا:

كانت شبكة قنوات الأخبار التليفزيونية الأمريكية سى إن إن أول من نبهنى إلى أن عشرين سنة قد مضت على الزيارة الشهيرة التى قام بها الرئيس أنور السادات إلى القدس فى شهر نوفمبر سنة 1977 والتى داهمت العالم العربى مثل زلزال تتوالى حتى اليوم توابعه.

واعتذرت لشبكة التليفزيون الأمريكية وشعورى أنه ليس هناك داع لتقليب مواجع مصرية وعربية أمام جمهور عالمى.

وفى اليوم التالى مباشرة جاءتنى «روزاليوسف» ممثلة فى نائب رئيس تحريرها الأستاذ عادل حمودة وكان طلبه هو نفس الطلب الذى اعتذرت عن تلبيته لشبكة التليفزيون الأمريكية وأفضيت للزميل الصديق بما لم أقله لغيره لأن عرض الأشجان على الغرباء هوان.

لكن الزميل والصديق لم يقتنع وظنه أو حسن ظنه أن الحديث أمام جمهور مصرى وعربى ليست تقليبا للمواجع وإنما هو فحص جديد بالدرس لتجربة سياسية غير مسبوقة ولعلها غير ملحوقة فى تاريخنا.

وكان عادل حمودة يحمل معه نسخة من كتاب صدر لى قبل عشرين عاما تقريبا بعنوان حديث المبادرة وكان يرجع إلى صفحات منه أثناء لقائنا وحديثنا والكتاب يحوى مجموعة مقالات بدأت نشرها بعد أربعة شهور من الزلزال ثم ضمها جميعا غلاف ظهرت به فى بيروت أوائل مايو سنة 1978 أى بعد ستة شهور فقط.

وهكذا.. تحدث هيكل إلينا بعد أن اعتذر لأهم شبكة تليفزيونية إخبارية فى الولايات المتحدة مما يؤكد أنه كان واثقا أن ما سيقول سيصل إلى جمهور عريض يسعى إليه داخل وخارج مصر.

ولكن ما أزعج مبارك أكثر كان نشرنا لانتقادات هيكل ضده.. وربما لهذا السبب تحمس مبارك لإقصائى عن «روزاليوسف» مضيفا سببا إضافيا للأسباب الأخرى التى دفعته لاتخاذ قراره.

بعد أسابيع قليلة من الإقصاء تحدث هيكل إلى محمد عبد القدوس فى صحيفة الشعب عنى قائلا:

إن عادل حمودة من ألمع الصحفيين المصريين الذين ظهروا فى الفترة الأخيرة بصرف النظر عن اختلاف البعض على أسلوبه وآرائه ومن مميزاته أنه أعطى هامشا من الحرية يزيد على ما هو مألوف وهذه إيجابية لصالحه فمهمة الصحفى باستمرار أن يعمل على توسيع هامش الحرية المسموح به بحكم الظروف وواقع الحال الذى لا يمكن إنكاره.

لكن.. لم تمر أسابيع أخرى حتى استنكر هيكل أن تكون صحيفة الأهرام التى نقلت إليها ملجأ لكل طريد فى الصحافة فقد سبقنى إليها عبد الرحمن الشرقاوى كاتبا متفرغا أيضا بعد أن أجبره السادات على ترك منصبه رئيسا لمجلس إدارة «روزاليوسف» عقب تظاهرات الطعام فى 18 و19 يناير 1977.

ولم أشأ أن أعاتب هيكل وإن اعتذر لى بأسلوب غير مباشر قائلا: لم أكن أقصدك فيما قلت ولكننى قصدت تحميل الأهرام بعشرات الصحفيين الذين نقلهم إبراهيم نافع من جرائدهم المعارضة لضمان تجديد انتخابه نقيبا.

والحقيقة أننى لم أكن أتوقف كثيرا عند ما يوجه لى من انتقادات بل كنت أنشرها بنفسى فى الصحف التى توليت مسئولية تحريرها فالحرية حق للقارئ قبل الكاتب ولا ثقة تنبنى بينهما لو غابت عن الحوار.. ولعل المثل الصارخ هنا رسالة السيدة سميرة سليم زوجة خالد محيى الدين التى أعلنت فيها أنها ستقاطع «روزاليوسف» بسبب جرأتها فى نشر الموضوعات الجنسية حتى لو أضفت عليها الصبغة العلمية.

وما أن عرف هيكل بأن محمد عبد المنعم سيتولى إدارة وتحرير «روزاليوسف» حتى امتعض بوجهه دون تعليق.

ولكن ما أن ذكرت له أن ذلك كان اختيار لطفى الخولى حتى طلب من سكرتيرته جيهان الاتصال به وما أن أنهى المكالمة معه حتى قال لى: معلوماتك صحيحة.

كان هيكل قد عين الخولى رئيسا لتحرير مجلة الطليعة التى جمعت على صفحاتها كتاب اليسار بعد خروجهم من المعتقلات وإعلان حل تنظيماتهم ودعم مسيرة عبد الناصر.. وظلت الطليعة تصدر عن الأهرام نحو 12 سنة قبل أن يغلقها السادات بسبب توجهها لتحل محلها مجلة مختلفة عنها تماما.. مجلة الشباب وعلوم المستقبل التى رأس تحريرها صلاح جلال قبل أن تقتصر فيما بعد على الشباب متناسية علوم المستقبل وإن حققت نجاحا مذهلا بتولى عبد الوهاب مطاوع رئاسة تحريرها.

ولكن موقف الخولى تغير بعد تولى مبارك الحكم وتعاون معه فى تنفيذ المهام السياسية التى تطلب منه بما فى ذلك المشاركة فى ترويض الرئيس الليبى معمر القذافى.

حدث أن كتب وائل الإبراشى تحقيقا صحفيا عن سهرات ونفقات وعلاقات أحمد قذاف الدم فى القاهرة وكان الرجل يشغل منصبا رفيعا يسمح له بتنسيق العلاقات بين مصر وليبيا فلم يقترب من تصرفاته أحد وما أن نشر التحقيق فى «روزاليوسف» حتى ادعت جهات رسمية أنها هى التى تسدد فواتيره وهنا تدخل الخولى لتسوية الأزمة بيننا وبين قذاف الدم كاشفا عن أدوار خفية لم نكن نعرفها ولكن ذلك لم يمنع القذافى من سحب قذاف الدم إلى ليبيا وإعادة تأهيله فى دورات خاصة.

وكان التطبيع مع إسرائيل من الأدوار المهمة التى لعبها الخولى بتكوين جمعية أنصار السلام التى ضمت فى عضويتها باحثين فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية يحملون درجة الدكتوراة وفى الوقت نفسه ترك نظام مبارك المعادين للتطبيع يقيمون مؤتمرات مضادة لنشاط الجمعية بل إن الدكتور أسامة الباز سرب لنا أسماء أعضاء الجمعية موحيا باستباحة النيل منها فقد كان نظام مبارك على ما يبدو غير مقتنع بالتطبيع مع إسرائيل واكتفى فى ذلك المجال بأمور شكلية وإن أجبر على مشروع ميدور لتكرير النفط بمشاركة بين رجال أعمال من هنا وهناك.

كان محمد عبد المنعم عضوا فى جمعية السلام ومن أشد المتحمسين لها ولعل ذلك ما جعل الخولى يرشحه لتولى مسئولية إدارة وتحرير «روزاليوسف» ليغير سياستها تماما.

تسلم عبد المنعم منصبه فى يوم 23 إبريل 1998 وبعد خمسة أيام نشرت المجلة افتتاحية موقعة باسم «روزاليوسف» جاء فيها:

رحبت «روزاليوسف» مساء الخميس الماضى بالكاتب الصحفى القدير محمد عبد المنعم رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وقد التقت القيادة الجديدة بأبناء القبيلة الصحفية العريقة من مختلف الأجيال والاتجاهات والأعمار ودار حوار مفتوح دافئ تناثرت فيه الأفكار حول هموم العمل الداخلى حيث شغل الجميع هم واحد هو إعادة تشغيل كل الطاقات والكفاءات الصحفية المهجورة فى «روزاليوسف».

وشملت اللقاء روحا من المودة والأمل واستبشرت كافة الأقلام خيرا بالمرحلة الجديدة التى أكد الأستاذ محمد عبد المنعم أنها اتصال موضوعى وثيق بتاريخ «روزاليوسف» وتراثها فى التنوير وكشف الفساد ومطاردة التطرف والإرهاب وتأكيد الوحدة الوطنية وعدم المساس ببنية الوطن القوية وترسيخ القيم والحفاظ على مصالح الوطن العليا.

و«روزاليوسف» إذ تحتفى بقيادتها الجديدة تعاهد قارئها على الاستمرار فى محاربة الفساد مدعومة فى حملات بحبر الحقيقة مستندة فى دعواها إلى الوثائق منزهة عن التوتر والهوى.

إن صفحة جديدة من حياة «روزاليوسف» قد فتحت ونحب أن نؤكد أنها صفحة تنتمى إلى المستقبل بأكثر مما تنتمى تتعلق بدفاتر الماضى.

بهذا الاضطراب فى التعبير استقبلت «روزاليوسف» فارسها الجديد وخرج من الجحور صحفيون عجزوا عن مجاراة المجلة فى نجاحها السابق ليدعوا أننا كنا غزاة حان الوقت ليحررهم من ظلمنا باعتبارهم كفاءات مضطهدة أبعدت وأهملت لخوفنا من قدراتهم الهائلة وكأن أصحاب المواهب يمكن أن يقبلوا بالموت دفنا.

ولم يسألهم عبد المنعم عن سوابق أعمالهم؟.. ولم يسألهم لماذا قبلوا بالظلم وهم من يرفعون الظلم عن الناس بحكم مهنتهم؟.. ولم يسألهم لماذا لم يعبروا عن موهبتهم فى أماكن أخرى لم تكن تتردد لو كانوا على حق فى السعى إليهم؟.

لم يسألهم عبد المنعم لأنه كان يعرف الإجابة ولكنه استخدم شهاداتهم فى التشهير بنا والتقليل من نجاح تجربتنا التى لم يستطع مجاراتها أو الاقتراب من أسوارها وهو ما جعل أرقام توزيع المجلة تنهار فور تسلمه المنصب فالقارئ ليس ساذجا ليصدق كلام من يتعجب من تصرفاته.

وانشغل عبد المنعم بالحجر متجاهلا البشر.. فقد بادر بتغيير دورات المياه.. وانشغل بدهان مبانى المؤسسة.. ودفع الفواتير من ثمن أرض باعها كنا قد اشتريناها فى مدينة قليوب لنقيم عليها مطبعة حديثة بعد أن أصيبت ماكينات المطبعة القديمة بالضعف وصعوبة رؤية الصور التى خرجت من بين أنيابها باهتة.. كما باعت المؤسسة أرضا اشتريناها فى شرم الشيخ لنقيم عليها مشروعا تجاريا يساهم فى دعم نفقات المؤسسة كما فعلت مؤسستا الأهرام وأخبار اليوم.

أكثر من ذلك اشترى عبد المنعم قصرا مجاورا للمؤسسة وأنفق الكثير على ترميمه ليشعر برفاهية المنصب دون أن يهتم بالإنفاق على التحرير أو الاستجابة لطلباته مما أدى إلى ضعفه وتراجعه مهنيا وكان من الطبيعى أن ينصرف القراء عن شراء المجلة وشاعت بينهم عبارة: لم نشتر أو نقرأ «روزاليوسف».. وضاعفت تلك العبارة من كراهية عبد المنعم لى.. فقد كان اسمى يذكره بفشله.

بدا تصرف عبد المنعم مثيرا للدهشة.. خاصة أنه كان بيننا مساحة من الود تقابلنا فيها بعد مشاحنات وصدامات سابقة جرى تجاوزها.. والدليل على ذلك أننى بادرت بالاتصال به مهنئا.. وتصورت أنه يمكنه قبول نصائحى فى التعامل مع مؤسسة غريبة عنه ولها طبيعتها الصحفية الخاصة والمختلفة عن مؤسسة الأهرام التى عمل بها بعد ترك الخدمة ضابطا فى القوات الجوية بعد هزيمة يونيو ليستعين به هيكل فى ترجمة مجلات الطيران الحربى لمواجهة التفوق الإسرائيلى فى الجو الذى أنهى الحرب فى ساعاتها الأولى بضرب المطارات المصرية.

كانت النصيحة الوحيدة التى وجهتها إليه أن يحافظ على طاقم تحرير المجلة الذى تعبنا فى تكوينه وألا يضربه أو يغيره بدعوى ارتباطه بعصر سابق.. ولكنه.. لم يستجب للنصيحة متصورا أننى أريد السيطرة على المجلة عن بعد دون أن يدرك أن «روزاليوسف» كانت فى تلك اللحظة صفحة من الماضى وانطوت.. وبدا ذلك واضحا برفضى لكل الحوارات والندوات التى دعيت إليها للحديث عنها.. ودون أن يتصور أن همى لم يكن بما كان وإنما بما سيكون.

لم يثق عبد المنعم فى نيتى.. ولم يستجب لنصيحتى.. بل على العكس نشر مقالات تشوه ما فعلت فى «روزاليوسف».. وحذر محرروها بالتعامل معى.. بل أطاح بطاقم التحرير الذى ساعدنى وساندنى.. وجاء عبد الله كمال إلى مكتبى فى الأهرام يستشيرنى فيما يفعل إزاء المعاملة السيئة التى يلقاها من عبد المنعم هو وزملاؤه الذين ارتبطوا مهنيا بتجربتى.. ونصحته بالصمت.. وترك الوافد الجديد يجرب مساعدين جدد حتى يقتنع من تكرار الفشل أن طاقم التحرير الذى كونته هو الأفضل.. وهو ما حدث فيما بعد.. حين وجد عبد المنعم فى عبد الله كمال أفضل مساعد له.. ولكن.. ذلك لم يكن بلا مقابل.

فرض عبد المنعم على كمال أن يعلن توبته مما أسماه مرحلة عادل حمودة التى حلقت منه صانعا للصحف.. ونفذ كمال ما طلب منه بلا تردد.. بل إنه سارع بالهجوم على شخصى دون مبرر سوى إرضاء عبد المنعم بعد أن أفرط فى مديحى كما سأكشف فيما بعد.

ويوم خرجت من «روزاليوسف» اتصل بى الدكتور أسامة الباز وكان فى رحلة خارجية ليبلغنى برسالة من مبارك حرص على قراءة نصها: إننا لن ننسى لك موقفك فى الدفاع عن الوطن فى وقت تخاذل فيه كثيرون ولا يعنى انتقالك إلى الأهرام أنك مغضوب عليه ولكنها مرحلة فرضتها ظروف مؤقتة لتهدئة خواطر غاضبة ولكن سرعان ما ستمر لتعود إلى ممارسة دورك المهنى والوطنى المشهود له بالبراعة والنقاء.

ولابد أن اعترف بأن تلك الرسالة كانت بمثابة درع حماية لى من سهام شدت لتصيبنى فى مقتل.. سهام جمعت بين خصوم متنوعين صحفيين ورجال أعمال ووزراء بل رئيس حكومة أيضا وجدوها فرصة للقضاء على بلا قيامة.

وفيما بعد عرفت من شخصيات مقربة من مبارك أنه تعمد الحديث عنى بكلمات طيبة فى كثير من الاجتماعات التى عقدها فى تلك الأيام فى إشارة واضحة منه بعدم النيل منى وشكرته ممتنا فى حوارى مع المذيعة اللبنانية جيزل خورى عبر برنامجها الذى كانت تقدمه على فضائية لبنانية.

وأشهد أن هيكل أشاد بموقف مبارك قائلا: إنه رئيس لا يميل إلى إيذاء أحد عمل معه من قبل.

ويومها نصحنى هيكل بالتروى حتى استوعب ما حدث واستعيد لياقتى المهنية قائلا: كن مثل أبو جلمبو الذى يبحث عن جحر آمن فى عمق البحر إذا ما أصيبت قشرة حمايته وما أن تشفى حتى يعود للقتال من جديد.

وراح هيكل يترجم نصيحته إلى مواقف تعرض إليها بعد أن أخرجه السادات من الأهرام.. ولكن.. كنت معجبا أكثر بأسطورة طائر النورس الذى يسترد حياته بنفسه بعد الممات.

والحقيقة أن هيكل كان النموذج الذى وضعته أمامى وأنا أعيش تلك المرحلة المضطربة من حياتى المهنية.. كيف نقوم بعد أن نقع؟.. كيف نستفيد من الظروف الصعبة ولا نلعنها؟.. كيف نواجه التحديات ولا نهرب منها؟.

هنا أتذكر قصة رواها نيلسون مانديلا فى مذكراته دعمت فلسفة هيكل وساعدتنى:

عاش رجل فى بيت تسكنه الأرواح الشريرة.. فعل كل ما فى وسعه لإخراجها.. ولكنه.. فشل.. ثم قرر مغادرة البيت ووضع جميع أمتعته فى عربة وانطلق بحثا عن بيت آخر.. فى الطريق التقى صديقا سأله: أين تذهب؟.. وقبل إجابته صدر صوت من العربة قائلا: إننا مرتحلون.. كان الصوت لأحد الأرواح الشريرة التى ظن أنهم وراءه ولكنه فى واقع الأمر كان يرتحل معهم.. والمغزى من القصة: لا تهرب من مشاكلك بل واجهها لأنك فى حال لم تعالجها فلن تبارحك أبدا.. عالج المشكلة التى تطرأ عليك وواجهها بشجاعة.

وهكذا جمعت بين خبرة مانديلا وتجربة هيكل.