كيف تعاملت الإدارة الفرنسية مع أزمة احتجاجات "السترات الصفراء"؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تصاعدت حدة الاحتجاجات وأعمال الشغب، اليوم الأحد، في شوارع باريس، حيث نشبت مواجهات عنيفة بين الشرطة الفرنسية ومتظاهري السترات الصفراء، احتجاجًا على رفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأسعار الوقود، مما أثرت على اقتصاد البلاد بنسبة 70%.

اعتقالات للمحتجين
شهد السابع عشر من نوفمبر الماضي، تظاهر نحو 300 ألف شخص في أول مظاهرات لأصحاب " السترات الصفراء " في عموم البلاد، وأدت الاحتجاجات إلى تراجع الإيرادات اليومية لتجار التجزئة بنسبة 35%،.

وأفادت السلطات الفرنسية، بأن الشرطة اعتقلت أكثر من 200 شخص خلال يوم من الاشتباكات بين محتجين وأفراد الشرطة في وسط باريس.

وقالت إدارة شرطة العاصمة، إن 205 أشخاص اعتقلوا من بينهم متطرفون من أقصى اليمين وأقصى اليسار، وقد أسفرت الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين عن إصابة أكثر من 200 شخص بجروح.

حشد شرطي
وعززت السلطات الفرنسية قواتها بالآلاف من رجالها استعدادا لثالث مظاهرة لحركة "السترات الصفراء".

وحشدت السلطات الفرنسية، آلافا من أفراد الشرطة الإضافيين في باريس لردع المحتجين الغاضبين بسبب رفع أسعار الوقود في الوقت الذي حذر فيه مسؤولو الأمن من تجدد أعمال العنف.

وأطلقت شرطة مكافحة الشغب في فرنسا، الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه بكثافة، على محتجي "السترات الصفراء" الذين حاولوا كسر الأطواق الأمنية في جادة الشانزليزيه في باريس.

محاولات "ماكرون" للتهدئة
وسعى الرئيس الفرنسي إلى إخماد التظاهرات بالوعد بإجراء محادثات على مستوى البلاد على مدار ثلاثة أشهر حول الطريقة المثلى لتحويل فرنسا إلى اقتصاد أقل استخداما للكربون دون أن يتسبب ذلك في معاقبة الفقراء، كما تعهد بإبطاء معدل زيادة الضرائب المفروضة على الوقود إذا ارتفعت أسعار النفط العالمية بوتيرة سريعة للغاية ولكن فقط بعد أن يتم زيادة الضرائب المقررة في شهر يناير المقبل.

ورفض الرئيس الفرنسي ماكرون أي تبرير لموجة العنف والتخريب التي تشهدها العاصمة الفرنسية، معتبرًا أنها ليس لها أي علاقة بالتعبير السلمي عن الغضب المشروع.

وبحسب نتائج أحد استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن الثقة في قدرة ماكرون على حل مشكلات فرنسا، تراجعت إلى حوالي 27%، حتى بعد نجاح عدد من الإصلاحات التي قدمها، وغياب أي مقاومة حقيقية لهذه الإصلاحات من جانب النقابات العمالية.


إغلاق برج إيفل ونهب المصارف
وأعلنت الصفحة الرسمية لبرج إيفل على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، قرار السلطات الفرنسية بإغلاق برج إيفل، بسبب الاحتجاجات التي يشهدها ميدان مارسوف، فيما شهدت العاصمة الفرنسية عمليات نهب لعدد من المصارف والمطاعم.

ماكرون يزو منطقة الاحتجاجات
وبعد عودته إلى باريس، قادمًا من الأرجنتين، توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قوس النصر ليتفقد الأضرار التي لحقت بالمعلم الشهير خلال أحداث الشغب، السبت.

 

وأظهرت لقطات تلفزيونية الجزء الداخلي من القوس، حيث تحطم جزء من تمثال ماريان، وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون على القوس شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية - وفقا لسكاي نيوز.

واستهدف بعض المحتجين قوس النصر في باريس، ودعوا ماكرون للاستقالة، وكتبوا على واجهة القوس الذي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر عبارة "ماكرون ارحل".