د. حماد عبدالله يكتب: "لقب" وزير سابق !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله



لقب أطلق على مجموعة كبيرة من المسئولين السابقين بدرجة وزير وسوف يطلق على كثيرين حاليين فى المستقبل.
وزير سابق لها أكثر من زاوية للرؤية فهناك زاوية ترى منها الوزير السابق رجل محترم" أدى واجبه بأمانة شديدة حاز إعجاب الناس وكذلك زملاؤه من المسئولين ، أرضى زملاء دراسته وتعجب الناس لكى نال لقب "سابق" متناسين بأن "سنة الحياة هى التغيير "وأن كل حقبة زمنية وسياسية معينة تحتاج  شخوص ومدارس مختلفة ومواهب لا تنتهى ولم يسقط عمرها الإفتراضى للخدمة والإبداع.
وهناك زاوية أخرى نرى منها "الوزير السابق" على أنه كابوس قد أزاحه قرار التعديل الوزارى فأراح الناس وأراح العاملين معه وضربت أمثالاً كثيرة عن "كسر القلل القناوى" حسب التعبير الشعبى وراء الوزير، حين خروجه من باب ديوان وزارته عابس القلب باسم الوجه "زيفاً" كأن كل شيىء مرضى عنه وتمام التمام وأنه خدم مصر كفاية وجاء الدور على أحد أخر لإستكمال مشواره الوطنى ناسياً بأن أكثر الناس ذكاءاً هم شعب مصر وهم المتعاملون عن قرب مع سيادته حتى عامل المصعد الذى يصعد به صباحاً ومساءاً إلى مكتبه لم يستطع ذلك المسئول أن يراه وقت إحتلاله لمنصبه.
والآن لا شيىء يذكر عن سيادته إلا كل ما يسىء إليه وإلى أيامه وتصرفاته ومجاملاته وخلافه .
وهناك زاوية أخرى يرى الوزير السابق فيها نفسه على أنه مظلوم وأنه قد وقع فريسة لمجموعة من المؤامرات التى أطاحت بكرسيه من الوزارة وأنه متعجب 


أشد التعجب لإستبعاده ويذكر فى كل مجالسه أنه كان شديد الصلة بعمله ومخلص فى أداؤه.
ومما يدعوا للإستغراب أنه لم يسأل نفسه سؤالاً هاماً وهو " لماذا جىء به إلى كرسى الوزارة" وإجابته على هذا السؤال تطرح الإجابة على سؤاله نفسه " لماذا ذهب عن كرسى الوزارة" ودون خلط للأوراق ودون التصور التأمرى الذى يصيب البعض.
فالوزير السابق يتمنى أن يعود يوماً واحداً لكرسى الوزارة لكى يعالج أمراض ويشخصها تشخيصاً صحيحاً لم يتاح له رؤيتها وهو فى الكرسى الوزارى.
أما الوزير السابق ( القادم) فله من كثير من الزوايا عظات وعبر أهمها أن الحكم يتصف من عند الله ،بالعدل والحكمة ،والشفافية وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
وأن القسم الذي يؤديه أمام رئيس الدولة هو قسم إيمانى أمام الله قبل الرئيس وأنه مسئول عن قسمه أمام الشعب قبل أن يكون مسئولاً عنه أمام رئيس الدولة.
إن المسئولية هى "تكليف قبل أن تكون تشريف" وأن تحمل المسئولية يحتاج لرجال ونساء يقدرونها ويعملون على صيانتها وحفظها من أى تلوث سمعى كان أو بصرى.
حفظ الله مصر وحفظ أبنائها المخلصون وأزاح عنا كل فاسد ومارق ومفترى وله حساب أكيد عند الله.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد