قصة حياة "زبيدة" زوجة هارون الرشيد

الفجر الطبي

بوابة الفجر


ولدت زبيدة بنت هارون الرشيد، في مدينة الموصل بعام 766م، وكان أبيها جعفر بن عبد الله المنصور وأمها سلسبيل.

تزوجت "زبيدة" من هارون الرشيد وأنجبت له ابن واحد وهو محمد الأمين وتوفت في مدينة بغداد عام 831م ودفنت في مقابر قريش.

كانت زبيدة ذات نسب عظيم، فجدها المنصور هو مؤسس الدولة العباسية، وتزوجت بعد ذلك حاكم وخليفة الدولة العباسية هارون الرشيد، لذلك كان لها مكانتها الخاصة التي تميزها بين نساء الدولة العباسية.

فلم تكن زبيدة بنت جعفر امرأة عادية، حيث كانت تتمتع بعقل راجح جعل منها امرأة ذكية، كان زوجها الخليفة هارون الرشيد يعتد برأيها في جميع شؤون الدولة وكان ذلك نتيجة آرائها الراجحة ونظرتها الصائبة للأمور

درجة حبها للعلوم والأدب
كانت زبيدة محبة بشكل كبير للعلوم والأدب، ولذلك كانت تهتم لأمر الشعراء والأدباء والعلماء وكانت تجمعهم من كل مكان، ومن أشهرهم أبو نواس والحسين بن الضحاك والجاحظ ومسلم بن الوليد وأبو العتاهية وغيرهم، كما كانت تهتم بشؤونهم وتقوم بدعمهم لمواصلة اجتهادهم بالعلم، ولذلك نجد أن الشعر والأدب والنثر وشتي العلوم قد ازدهرت بشكل كبير في تلك الفترة الزمنية، كما كانت زبيدة زوجة ناجحة من الدرجة الأولي فكانت بمثابة المستشار الخفي لهارون الرشيد، فكان يأخذ برأيها بكل أمور الدولة، إلا أنها كانت دائمًا ما تشير إلى أنها آراء زوجها الخليفة العباسي، وذلك احترامًا وتوقيرًا له، كما عرفت زبيدة في عصرها بالكرم وحب الخير وحب الناس لها، لما تقدمه من أعمالاً خيرة وطيبة حيث كانت تقوم بالإنفاق على الفقراء والمساكين.

درب زبيدة للحجاج
هو درب أنشأته السيدة زبيدة للحجاج من الكوفة إلى مكة وحرصت على تزويد الدرب بعيون المياه من خلال توصيل المياه لسقية الحجاج على الرغم من أنه لم يكن من السهل القيام بتلك الخطوة في العصر العباسي، حيث أن التطور لم يكن قد وصل إلى الجزيرة العربية كما يتواجد الآن، فكان الحفر وأعمال التكسير تحتاج إلى وقت ومجهود أكبر لعدم وجود معدات متطورة، وقد كلفها الأمر الكثير من الأموال والنفقات والجهود للقيام بتلك المهمة، وذلك لتوصيل المياه بمسافة 10 أميال كاملة، وكان ذلك بمثابة عمل ضخم كلف الدولة العباسية في ذلك الوقت ما يقرب من مليون وسبعمائة ألف دينار، وكان ذلك المبلغ بمثابة ثروة ضخمة حينها.

وفاتها
توفت السيدة زبيدة في عام 831م  الموافق 216 هـ، عن عمر يناهز 65 عام قضتها في خدمة الدعوة الإسلامية بالورع والحكمة والعمل الدءوب على حماية الدولة العباسية والتخطيط لتطويرها والعمل من أجل رعاية كل من بها من فقراء ومساكين ومحتاجين، قال ابن بردي في وصفها: أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفا.ً لقد كانت زبيدة سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء.