في ذكرى التلاحم والوفاء.. كيف تحتفي الإمارات بـ "يوم الشهيد"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يعد يوم الشهيد الإماراتي علامة مضيئة في تاريخ دولة الإمارات، فهو تخليد ووفاء وعرفان بتضحيات وعطاء شهداء الوطن الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات عالية، لتحتفل  في الثلاثين من نوفمبر من كل عام، بوفاء "الشهيد"، عبر حزمة من المراسم والفعاليات، بمشاركة جميع مؤسسات الدولة، وكل أبناء شعب الإمارات والمقيمين فيها.

 

ارتبط يوم الشهيد الإماراتي الذي اعتمده الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في عام 2015، بتاريخ استشهاد الشرطي سالم بن سهيل خميس، تحية لإنجازه الوطني وإحياء لقصة المواطن الشجاع الذي دافع بدمائه الزكية عن وطنه أمام هجوم المحتل الإيراني برفقة 5 من زملائه.

 

ويعد هذا اليوم عطلة رسمية لكافة الدوائر الحكومية والخاصة، وتقوم الدولة بالاحتفال بهذا اليوم بإقامة مراسم وفعاليات متنوعة يذكر فيها تضحية شهداء الإمارات. ويتكون "نصب الشهداء" من 31 لوحا من ألواح الألومنيوم الضخمة التي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن.

 

وتم نقش قسم الولاء للقوات المسلحة الإماراتية على عمود طويل في الجزء الخلفي من نصب الشهيد. بينما نقشت على الألواح الأخرى قصائد وأقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، واقتباسات من أقوال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 

ويتكون نصب الشهيد من نحو 300 طن من الحديد، وتضم الواحة جناح الشرف الذي يغطي سقفه 8 ألواح ترمز إلى الإمارات السبع بينما يمثل اللوح الثامن شهداء الدولة. وفي منتصف الجناح يوجد عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة تمثل الإمارات السبع وتحيط بها بركة يجري من خلالها الماء، وبكل لوح من الجانبين الأمامي والخلفي نقش بقسم الجنود يمكن للزوار قراءته من أي جانب، وفي جدران الجناح توجد ألواح من الألومنيوم تحتوي على أسماء شهداء الوطن ومعلومات عنهم.

 

ومن معالم الواحة أيضا ميدان الفخر الذي تصل مساحته إلى نحو 4000 متر مربع ويتخذ شكلا دائريا، ويحيط بالميدان مسرح ومدرج كبير يتسع إلى نحو 1200 شخص. وتتوسط ميدان الفخر بركة ماء دائرية عمقها 15 مم، وتشكل البركة لوحة فنية في غاية الروعة تجمع بين انعكاس جامع الشيخ زايد الكبير ونصب الشهيد عليها.

 

كما شهدت الذكرى الأولى لإحياء "يوم الشهيد"، إجراء مراسم وفعاليات خاصة جرت بالعاصمة أبو ظبي، حيث تم تنكيس العلم قبل رفعه مجددا، والوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الإمارات، وحضر مراسم الذكرى الأولى ليوم الشهيد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اللذان قاما بتوزيع الأوسمة على ذوي الشهداء، كما حضر المراسم حكام الشارقة، وعجمان، والفجيرة، وأم القيوين، ورأس الخيمة.

 

كما أن وسائل الإعلام الإماراتية واكبت هذا الحدث الوطني أولا بأول، حيث عملت قناتي "أبو ظبي" و"الإمارات" على تغطية "فعاليات يوم الشهيد"، اعتبارا من يوم 29 نونبر 2015. وتخللت التغطية الخاصة "بيوم الشهيد "، عرض أربعة أفلام وثائقية خاصة تتعلق بالحدث على القنوات الإماراتية.

 

ومن أجل توحيد النسق العام للفعاليات الوطنية الخاصة بيوم الشهيد، فإن مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبو ظبي، حرص في الذكرى الأولى للاحتفال بيوم الشهيد على أن تنطلق تحت مظلة حملة رئيسية تحمل عنوان: "لن ننسى تضحياتهم"، التي تأتي تكريسا للأهمية الكبرى لإحياء الذكرى الأولى ليوم الشهيد، وأطلق المكتب بالتعاون مع المجلس الوطني للإعلام، وسم (#لن_ننسى_تضحياتهم) عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليتاح المجال أمام أفراد المجتمع كافة، للتفاعل مع الوسم والمشاركة بالصور والرسائل ومقاطع الفيديو الخاصة بهم.