ذكريات فنية على لسان عمار الشريعي وممدوح الليثي

الفجر الفني

بوابة الفجر


نشرت الصفحة الرسمية للسيناريست الكبير الراحل ممدوح الليثي، عبر "فيسبوك"، مقطع فيديو للقاء تليفزيوني نادر لـ"الليثي" مع الملحن الكبير الراحل عمار الشريعي عام 1989، ببرنامج من تقديم الأخير، والذي قدم ممدوح الليثي بأنه ضيف متعدد المواهب فهو سيناريست ومنتج وضابط، وهو "فارس رمضان" والذي لا تزال الأمة العربية تقتات فناً على مائدته وفي الختام قال "صديقي وصاحبي ممدوح الليثي".

وفي رده على سؤال لعمار الشريعي حول "ضابط الشرطة ممدوح الليثي" ما الذي أتى به إلى الفن، أجاب الليثي "أنني كنت ضابطا ورئيس نقطة بمركز إطسا بمحافظ الفيوم، وفي تلك الأيام أنشأ معهد السينما قسم السيناريو، وأنا أحب الكتابة وكنت أكتب في روز اليوسف وفي الجامعة وغير ذلك".

وأشار الليثي إلى "أنني كنت أسافر من مركز إطسا بالفيوم، وكنت أسافر من الفيوم وحتى أصل إلى القاهرة، لكي أتلقى محاضرات في السيناريو بمعهد السينما بالهرم، وأعود مرة ثانية إلى مركز الشرطة حتى لا يشعر أحد بغيابي، حتى حصلت على الدبلوم من المعهد".

وعن البداية، قال الليثي: "أول ما كتبت عام 63 وهو (جريمة الموسم) قصة محمد التابعي وعملت معالجة لها وقابلت المخرج الكبير نور الدمرداش ووقف بجواري وشجعني جدا وأشاد بالعمل وقام بتصويره، وفي تلك الفترة كتبت فيلم (تاكسي) وجاءت تصور لي وفكرة بأن يكون فيلم مصري يُشارك في المهرجانات العالمية وكان فاتحة الخير ونال جائزة أولى بمهرجان التليفزيون، ومن هنا جاء قرار وزير الداخلية بنقلي إلى التليفزيون والعمل بالإعلام المصري".

وحول النجاح الكبير الذي حققه في مجال السينما، أجاب الليثي بأن فيلم "ميرامار" هو البداية الحقيقة وكان فاتحة خير وكتبت السيناريو والحوار له بدون تعاقد، وتناول فيلم ميرامار نماذج من المصريين منهم الوفدي والاشتراكي والفلاحة والشيوعي والاقطاعي، ثم توالت النجاحات في العديد من الأفلام ومنها الكرنك وغيرها.

وعن التليفزيون المصري وازدهارها أثناء توليه قطاع الإنتاج وما قدمه ممدوح الليثي من أعمال فنية خالدة في الأذهان وتراث رائع للدراما المصرية.

وأجاب الليثي أنه في عام 1988 كان الحالة الفنية لا تسر عدوا ولا حبيبا ومعظم الفنانين خارج مصر ويشاركون في أعمال خارجية، ومن هنا كان إنشاء قطاع الإنتاج بغرض رئيس وهو إنتاج أعمال درامية متميزة وتواجد نجوم الدراما بمصر ومشاركتهم فى المسلسلات الدرامية ـ ومن عام 1988 وحتى 2003 تواجد نجوم الدراما المصرية في أعمال رائعة بالتليفزيون المصري ولم يتعاقدوا مع جهات إنتاج أخرى خارج البلاد وهذا لما يأتي إلا بالعمل الجاد والحب لمصر وللدراما المصرية.

وأضاف الليثي أن العمل الجاد والمتميز يجذب النجوم للمشاركة به بغض النظر عن الجانب المادي والفنان المصري أمام العمل المتميز يضعف وينجذب إليه وهذا هو العامل الأول، ثم الجانب المالي ويتم التعامل برقي واحترام مع الفنان المصري وتقديره باحترام وإنسانية ويأخذ الأجر الذى يستحقه ولا يوجد روتين في التعامل معاه، وحدث جو من المرونة في التعامل، وأصبحت هناك صداقات مع الجميع، وبالفعل تم جذب الفنان المصرى إلى التليفزيون والاستديوهات داخل مصر فقط، وهذه الخطوة والأهم والأكبر بمساندة كبيرة من الوزير صفوت الشريف وقتها وتم تسهيل كل الأمور.

وأشار الليثي إلى أننا وصلنا في الآخر إلى إلغاء العقود بمعنى أننا وصلنا إلى الثقة والاحترام في التعامل مع المنظومة وكان هناك ثقة بالتليفون المصري من جاب المبدعين.

وعن أقرب الأعمال إلى قلبه أثناء توليه رئاسة قطاع الإنتاج أجاب الليثي أنها مسلسلات "الهجان، وليالي الحلمية، وأرابيسك وأم كلثوم، والزيني بركات، وبوابة الحلوانى وغيرها".

وعن مدينة الإنتاج الإعلامي وبزوغ نجمها قال الليثي إنه بسبب نجاح قطاع الإنتاج تعددت مهامه وأن قطاع الإنتاج قام بعمل مؤتمر السلام بشرم الشيخ وتصميم القاعة وما غير ذلك ومن هنا كان قطاع الإنتاج مدعوا لتنظيم أهم الأحداث السياسية والاجتماعية والفنية وغيرها.

وأضاف الليثي أن "أصحاب الفضل الأوائل في إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي هم مهندسو قطاع الإنتاج وإنني عندما قمت بالإشراف على جهاز السينما بالمدينة اصطحبت معي خيرة من أبناء القطاع وكانت لهم رغبة كبيرة في الاستمرار في التعاون، حيث إننا قدمنا نجاحات كبيرة في قطاع الإنتاج، ومنهم مهندسو الاستديوهات، وعندما ذهبنا إلى استديوهات السينما بالمدينة لم نجد سينما وتعجبنا من هذا الأمر، فلا توجد كاميرات ولا أجهزة وإضاءة ولا غير ذلك، وقمنا بعمل تطوير كبير جدا في مدينة السينما وللحق كان هناك تعاون كبير من المهندس عبد الرحمن حافظ وتحت إشراف وزير الإعلام صفوت الشريف".

وأضاف الليثي: "وتغير الوضع بشكل كبير بالاستديوهات وغرف الفنانين بشكل يليق بكبار الفنانين، وتم وضع أجهزة من المونتاج والتصوير واصطحبنا كاميرا حديثة وأجهزة مونتاج وجئنا بأحدث أجهزة في كل المجالات التصوير والصوت والإضاءة والمونتاج والطبع والتحميض وكان هذا لأول مرة يحدث منذ 20 سنة بمصر".

وعن الأعمال التي خلدت ذكرى النصر وأكتوبر، أشار الليثي إلى أن "البنائين هي حكاية شعب مصر وكان عملا رائعا وجسد مصر بكافة، والتعاون بيني وبين عبدالسلام أمين وعمار الشريعي كان في منتهى الروعة وقدمنا عددا من الأوبريتات الرائعة".

وكشف الليثي أسرار أوبريت "اخترناه" أنه كانت فكرة للشريعي وعبد السلام أمين بعد الانتهاء من تصوير أوبريت، وكانت الفكرة أن نقدم تحية للرئيس بعنوان "اخترناه" وكنا جالسين على الرصيف أمام الاستديو وبدأنا في التعاون مع عدد من المطربين والمطربات وقدمنا أوبريت رائعا وتاريخيا بعنوان "اخترناه".